افتتح الدكتور محمد الزرعوني، رئيس المنظمة العالمية للمناطق الحرة النسخة السابعة من المؤتمر والمعرض الدولي السنوي (AICE 2021) افتراضياً من دبي خلال الفترة بين 21 و24 يونيو الجاري، والذي يجمع 100 متحدث خبير و4 آلاف من كبار صانعي السياسات والشخصيات الأكاديمية والمنظمات متعددة الأطراف ورواد الأعمال العالميين من أكثر من 140 دولة مع ممثلين عن مناطق حرة دولية وشركات متعددة الجنسيات، وذلك لمشاركة أفضل الممارسات وتعزيز الوعي حول أهمية دور المناطق الحرة ومدى إسهامها في النمو الاقتصادي.
وقال الدكتور محمد الزرعوني: “إن انعقاد المؤتمر والمعرض السنوي للمنظمة في نسخته السابعة بإمارة دبي، يؤكد التزامنا بتعزيز وتمكين المناطق الحرة وزيادة جاهزيتها لمرحلة أكثر نشاطاً وازدهاراً عبر تحقيق التكامل الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الحكومات والمنظمات العالمية لضمان نمو المناطق الحرة بشكل مستدام. وعليه، نواصل عملنا الريادي في إيجاد سبل لتحسين المعايير وتعزيز أداء المناطق الحرة لتلبية احتياجات مختلف التحديات المستقبلية بهدف تطوير نموذج أكثر امتثالا وقيمة للمناطق الحرة على امتداد سلسلة القيمة العالمية”.
وأضاف: “يعد المؤتمر منصة مثالية لمناقشة الفرص التعاونية، الاستثمارية والتجارية التي سيتطلع عليها المشاركون من خلال جدول أعمال المؤتمر وحلقات النقاش المفتوحة التي تضم مشاركة ممثلي الحكومات والمنظمات العالمية والمناطق الحرة، ونحن ننظر باهتمام شديد للمخرجات وبتفاؤل عالي لتفعيل ودعم أعضاء المنظمة وشركاءها في مرحلة التعافي وما بعد الجائحة ودفع جهود التعاون المشترك بالشكل الذي يحقق التكامل والتفاعل المطلوب.
وإلى جانب ذلك، شارك الحضور في جلسة حصرية تحت عنوان: “مستقبل سلاسل القيمة العالمية”، حيث تناولوا سُبل تعامل مؤسسات الأعمال مع التحديات الراهنة، وغيرها من المواضيع، مثل دور المناطق الحرة في بناء سلاسل قيمة أكثر مرونة، وزيادة النزعة الحمائية كعامل تهديد للشرعية الاقتصادية العالمية للمناطق الحرة، والمناطق الحرة الأكثر أماناً بصفتها عوامل تمكين للامتثال ومزوداً لسلاسل قيمة أكثر تكاملاً وموثوقية، وردع الأنشطة التجارية غير المشروعة في مختلف القطاعات والإبلاغ عن الأنشطة غير القانونية، ومعالجة نقاط الضعف في أنظمة سلسلة التوريد، وتعزيز إدارة الموارد المستدامة، والحماية من العمل القسري وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان.
وانطلق اليوم الثاني للفعالية بكلمة رئيسية ألقاها جريج هاندز، وزير الدولة للسياسة التجارية بوزارة التجارة الدولية في المملكة المتحدة. كما شهد مقابلة خاصة استضافت ديفيد لونا، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة لونا للشبكات العالمية واستراتيجيات التقارب.
وحرصت المنظمة العالمية للمناطق الحرة أيضاً على تنظيم سلسلة من النقاشات الخاصة حول “المناطق الحرة والجمارك – نحو شراكة متجددة”، حيث استكشفت الوفود الحاضرة الفرص المطروحة لتعزيز شراكات أفضل بين السلطات الجمركية والمناطق الحرة بما يعود بالفائدة على جميع الأطراف المعنية.
كما شاركوا في جلسة عُقدت تحت عنوان: “الدمج التكنولوجي لضمان السلامة والامتثال”، والتي تناولت سُبل قيام المناطق الحرة بتطبيق الحلول التكنولوجية وتعزيز الشفافية، إلى جانب الحفاظ على امتثالها الكامل مع الحكومات المعنية.
من جانبه قال الدكتور سمير الحمروني: “حرص الأعضاء المؤسسون للمنظمة العالمية للمناطق الحرة منذ انطلاقها قبل سبعة أعوام على التعاون وفق رؤية تهدف إلى سد الفجوة بين المناطق الحرة حول العالم وتمكينها من مساعدة بعضها على تجاوز مختلف التحديات التي تواجهها. ونؤكد على التزامنا بتقديم الخدمات في فترة الجائحة لمساعدة المناطق الحرة على تجاوز التحديات والاستعداد للمستقبل”.
وضمت أعمال المؤتمر خمس جلسات نقاشية وأربع فعاليات وثمانية ندوات عبر الانترنت، حيث تركز الجلسات على التوجهات المستقبلية، والتفكير لفترة ما بعد الجائحة مع الأخذ بعين الاعتبار أن السلامة والامتثال في المناطق الحرة أمران أساسيان لنموذج منطقة حرة متكاملة أكثر توافقاً مع متطلبات العملاء مقدماً لهم قيمة أكبر لأعمالهم، كما تشمل المواضيع التي سيتم مناقشتها خلال المؤتمر مستقبل سلاسل القيمة العالمية، وفرص تعزيز علاقات أقوى بين المناطق الحرة والجمارك، واعتماد التقنيات لضمان السلامة والامتثال، فضلاً عن أهمية القياس والمعايير وامتثال المناطق الحرة لأهداف التنمية الاجتماعية للأمم المتحدة.
وتعد الندوات عبر الإنترنت التي أقيمت خلال المؤتمر، امتداداً لحلقات النقاش والتي سلطت الضوء من منظور إقليمي على التحديات التي تمت مواجهتها في إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا أثناء الجائحة والأدوار الفريدة التي يمكن أن تلعبها المناطق الحرة بينما ننتقل إلى المرحلة المقبلة.
وألقت هذه الندوات الضوء على العديد من مبادرات المنظمة العالمية للمناطق الحرة بما في ذلك برنامج “تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة في المناطق الحرة ” الذي تم إطلاقه مؤخراً لدعم الشركات للتكيف مع توجهات السوق الجديدة ما بعد الجائحة، وبرنامج شهادة المنطقة الآمنة العالمية الذي انتهى من مرحلته التجريبية ويهدف إلى تعزيز الشفافية مع المناطق الحرة لزيادة الأداء وحماية الشركات في هذه المناطق. كما ناقشت ندوات أخرى عبر الإنترنت تحديات التجارة الإلكترونية والفرص التي أوجدتها الجائحة، لا سيما من منظور السلامة والامتثال.
وبالإضافة لجدول أعمال الجلسات المذكورة أعلاه، عقدت المنظمة العالمية للمناطق الحرة سلسلة من الندوات الإلكترونية خلال اليومين الأولين وتطرقت إلى المواضيع التالية: تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة، وبرنامج المناطق الآمنة، والسلامة والامتثال في التجارة الإلكترونية، والمناطق الحرة الأوروبية: المضي قُدماً، ونحو مناطق أوروبية أكثر أماناً، ومستقبل المناطق الحرة في غربي البلقان والتي في طريقها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وشارك الدكتور سمير الزرعوني، إلى جانب فريق من كبار الشخصيات، في إدارة هذه الندوات الإلكترونية.