قال صبيح المصري – رئيس مجلس إدارة البنك العربي أن العالم أجمع يواصل التعامل مع التحديات الكبيرة وغير المسبوقة الناتجة عن جائحة فيروس كورونا العالمية حيث شهد الاقتصاد العالمي خلال العام 2020 انكماشاً غير مسبوق بحدته وشموليته منذ تسعة عقود، إذ أدت جائحة “كورونا” الى تعطيل العملية الانتاجية لفترات طويلة وإلى فرض الإغلاقات واتباع التباعد الاجتماعي مما أدى إلى تراجع كبير في الانفاق الاستهلاكي والاستثماري الخاص والطلب على قطاعات الخدمات المباشرة بما فيها السفر والسياحة وكذلك إلى تراجع ملحوظ في التجارة الخارجية.
وتابع، كان الأثر الاقتصادي الأسوأ للجائحة خلال النصف الاول من العام المنصرم، إذ تدرجت أغلب الاقتصادات الرئيسية في التكيف مع الجائحة والتأقلم في تنظيم العملية الانتاجية والاستهلاكية لتقليل الخسائر البشرية مع تقوية منعة الاقتصاد ومحاولة الحد من تبعات هذه الجائحة الصحية والإقتصادية والإجتماعية.
وبين المصري أن الحكومات وفي إطار تعاملها مع هذه الأزمة قامت بزيادة الإنفاق الحكومي على الخدمات الصحية والإعانات الاجتماعية ومساعدة القطاعات الأكثر تضرراً ولو بدرجات متفاوتة. كما بادرت البنوك المركزية العالمية والعربية باجراءات قوية وسريعة شملت تخفيض أسعار الفائدة والتوسع النقدي وضخ السيولة مما أوقف تحول الأزمة الصحية والاقتصادية الى أزمة نقدية ومالية، الأمر الذي ساهم في تخفيف آثار الأزمة على العديد من القطاعات.
وأشار المصري الى أن الإنكماش الاقتصادي العالمي شمل المنطقة العربية، خاصة مع تأثر الدول المصدرة للنفط بتراجع الطلب العالمي على النفط والانخفاض الحاد في سعره خلال النصف الاول من العام 2020. كما كان للتراجع الكبير في السياحة وتحويلات العاملين والصادرات أثراً سلبياً على العديد من اقتصادات المنطقة، وخاصة غير النفطية، والمعتمدة على هذه المصادر للدخل.
وبين المصري أن القطاع المصرفي العربي تأثر خلال العام 2020 بهذه الظروف الاستثنائية العالمية والعربية. حيث أدت الأزمة الى تراجع كبير في أرباح القطاع المصرفي العربي، كما العالمي، لهذا العام بفعل انخفاض صافي ايرادات الفوائد ورسوم العمولات مصحوباً بارتفاع حجم المخصصات لمواجهة الزيادة المتوقعة في الديون غير العاملة الى جانب ضعف فرص الاقراض الجديدة وتراجع جودة المحافظ وارتفاع كلفة المخاطر.
وأكد المصري أنه على الرغم من الظروف غير المسبوقة والتحديات الإستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا العالمية، إلا أن مجموعة البنك العربي تمكنت من المحافظة على مركز مالي قوي وتحقيق نتائج إيجابية، حيث تجاوز صافي الارباح التشغيلية للبنك المليار دولار مع المحافظة على نسب سيولة مرتفعة وملاءة مالية قوية، مما يعكس قدرة البنك على التعامل بكفاءة مع هذه المعطيات ويؤكد نجاح استراتيجيته وسلامة نهجه المؤسسي وسياساته الحصيفة.
وذكر المصري أنه استجابة للتحديات والصعوبات التي واكبت جائحة كورونا وانسجاماً مع التوجهات والمبادرات الصادرة عن الجهات الرقابية والبنوك المركزية، فقد قام البنك العربي باتخاذ العديد من الاجراءات والخطوات التي كان من شأنها التخفيف من الآثار الاقتصادية والمالية على العملاء سواء في قطاع الشركات أو الافراد من خلال توفير الحلول التمويلية المختلفة بما فيها إعادة الهيكلة أو الجدولة أو تأجيل الاقساط أوالتخفيض من أعباء خدمة الدين من خلال تخفيض الفوائد والمشاركة في برامج التمويل التي استهدفت القطاعات الأكثر تأثراً وخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة.
كما قامت مجموعة البنك العربي بالتبرع بمبلغ ٢٥ مليون دولار أمريكي لدعم الجهود والمبادرات الوطنية الرامية الى محاربة هذا الوباء والحد من آثاره وتداعياته الصحية والاقتصادية والاجتماعية في الاردن وعدد من البلدان التي يعمل فيها البنك.
وتوجه المصري بالشكر الجزيل الى البنك المركزي الأردني والجهات الرسمية على كافة الجهود التي يبذلونها من أجل تجاوز هذه الظروف الإستثنائية غير المسبوقة والحد من تداعياتها.
من جانبه استعرض نعمة صباغ – المدير العام التنفيذي للبنك العربي النتائج المالية للبنك مشيراً إلى أن صافي أرباح مجموعة البنك العربي بلغ بعد الضرائب والمخصصات 195.3 مليون دولار أمريكي في نهاية العام 2020 مقارنة مع 846.5 مليون دولار أميركي في نهاية العام 2019 وبتراجع نسبته 77% مبيناً أنه وعلى الرغم من الظروف الاستثنائية غير المسبوقة المرافقة لجائحة كورونا العالمية الا أن البنك تمكّن من المحافظة على قاعدة رأسمالية متينة حيث بلغ إجمالي حقوق الملكية 9.4 مليار دولار أمريكي مقارنة بـ 9.1 مليار دولار أمريكي كما في 31 كانون الاول من عام 2019. وأشار الصباغ الى أنه نظراً للظروف الاقتصادية العالمية، واصل البنك خلال العام 2020 اتباع سياسته المتحفظة برصد مخصصات اضافية تحوطاً لمواجهة التحديات الاقتصادية التي تعصف بالمنطقة والعالم.
وبين الصباغ أن صافي الأرباح التشغيلية للبنك بلغ 1.01 مليار دولار أمريكي وبتراجع 25% عن العام السابق، بسبب انخفاض صافي الفوائد وكذلك انخفاض صافي العمولات، بالإضافة الى انخفاض أرباح الشركات الحليفة للبنك، في حين نمت ودائع العملاء بنسبة 7% لتصل الى 38.7 مليار دولار أمريكي مقارنة بـ 36.2 مليار دولار أمريكي كما في 31 كانون الاول من عام 2019، و بلغت التسهيلات الإئتمانية 26.5 مليار دولار أمريكي في نهاية العام 2020 مقارنة بـ 26.1 مليار دولار أمريكي كما في 31 كانون الاول من عام 2019 وبنسبة نمو بلغت 1%. وبلغت نسبة كفاية رأس المال 16.8% كما في 31 كانون الاول من عام 2020، بالإضافة الى احتفاظ البنك بنسب سيولة مريحة حيث بلغت نسبة القروض الى الودائع 68.4%، بينما فاقت نسبة تغطية القروض غير العاملة 100%.
وأكد الصباغ أن مجموعة البنك العربي تمكنت من التعامل مع جائحة كورونا من خلال اتخاذ عدد من التدابير التي من شأنها الحفاظ على جودة محفظة التسهيلات الائتمانية وتوفير نسب سيولة مريحة بالإضافة الى توسيع قاعدة الاستثمار في الحلول البنكية الرقمية والخدمات المصرفية الإلكترونية المقدمة للأفراد والشركات والتي ساهمت بشكل فاعل في استمرارية تقديم الخدمات المصرفية الحيوية لعملائنا من مختلف القطاعات دون إنقطاع.
وشدد الصباغ على أن البنك العربي يرتكز على ميزانية متينة مدعومة بقاعدة سيولة مرتفعة ومركز مالي قوي يمكنه من تخطي العديد من التحديات وتعزيز فرص النمو، حيث أن المخصصات الاضافية والتي تم رصدها وفقاً لنموذج الخسائر الائتمانية المتوقعة المستخدم بالبنك جاءت نتيجة استمرار المجموعة بسياستها الحصيفة بتغطية الديون وحماية محفظة التسهيلات.
جاء ذلك خلال اجتماع الهيئة العامة العادية لمساهمي البنك العربي، برئاسة صبيح المصري رئيس مجلس الإدارة وبحضور أعضاء مجلس الإدارة والمدير العام التنفيذي ومساهمين يحملون أسهما «أصالة وإنابة ووكالة» يشكلون حوالي 79.27% من رأس المال، كما حضر الاجتماع مراقب عام الشركات عطوفة الدكتور وائل العرموطي، وتم خلال الاجتماع اقرار البنود المدرجة على جدول أعمال الهيئة العامة العادية، وقد أقرت الهيئة العامة خلال اجتماعها توصية مجلس إدارة البنك العربي ش م ع بتوزيع أرباح نقدية على المساهمين بنسبة 12% عن العام 2020.