عزيزتي أنيسة.. كم قلباً شفيتي.. وكم قلباً فُطِر بغيابك..

بقلم نيفين القباج
وزيرة التضامن الاجتماعي

يذهب كل شئ ويبقى الأثر.. ينهي الموت كل شئ، إلا الأثر، ولقد غيبك الموت لكن أثرك أبقى وأقوى وأكثر تأثيرا.

أيام قليلة قبل الغياب؛ يلقي عليها كل محبيها وآلاف من مستفيديها النظرة الأخيرة، وهي على منصة التكريم بجوار السيدة انتصار السيسي حرم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسط تصفيق من جميع الحاضرين، ووسط سعادة كبيرة منها.

كأن الله أراد لكِ تكريمًا أخيرا في الدنيا قبل لقائه.. أراد لنا نظرة اطمئنان أخيرة.. وأراد لها رؤية التقدير والحب.

خاضت أنيسة حربا شريفة ضد مرض السرطان، انتصرت بقوة إيمانها ودعوات محبيها، ثم أعاد المرض اللعين هجومه، ليقضي على أبرز المحاربات والمكافحات داخل مصر وخارجها.

عاشت أنيسة من أجل الناس، فكان طبيعيا أن تخرج بمستشفى الناس لعلاج قلوب الأطفال، وقبل الناس، تولت مهمتها البارعة كمدير تنفيذي لمؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب، وكانت إحدى أعضاء فريق العالم البارز السير مجدي يعقوب في مهمته التاريخية لعلاج الأطفال مرضى القلب.

ولم يكن تواجد أنيسة حسونة في البرلمان سوى انعكاس لاهتمام القيادة السياسية بأصوات الفاعلين في المجتمع، فكان لها دورا بارزا داخل أروقة مجلس النواب بين عامي ٢٠١٥ و٢٠٢٠.

لا ندري من نعزي! نعزي المجتمع الأهلي المصري في فقيدته الملهمة، أم نعزي البرلمان في فقيدته البارزة، أم نعزي العاملين في المجال الطبي لرحيل إحدى المؤثرين في المجال الطبي في السنوات الأخيرة، أم نعزي المثقفين وقد كانت كاتبة بارعة، إننا برحيلك نعزي مصر أطفالها وكبارها عزاء يليق بفيض عطائك وقوة إنجازك..

يذهب كل شئ ويبقى الأثر..

آخر الأخبار