نشرت مجموعة من أساتذة كلية “ستيفن إم. روس” لإدارة الأعمال من جامعة “ميشيغان روس” دراسة، تطرقت إلى مسيرة التحول الرقمي الناجحة التي تبنتها مجموعة (stc) لتعلن عن دخولها العصر الرقمي. وتروي هذه الدراسة، التي حملت عنوان “ثقافة التحوُّل في المملكة: كيف تركز “stc” استثماراتها على رأس المال البشري لتعزيز قدرتها على المنافسة في العصر الرقمي”.
فبعد مرور ست سنوات فقط من إطلاقها لثقافة التحوُّل، تمكنت المجموعة من ترسيخ مكانتها بين كبرى المؤسسات الرائدة على صعيد المملكة، حيث باتت توفر شتى أنواع الخدمات والحلول المبتكرة، وتمكنت من كسب ثقة العملاء، وإثراء المجتمع الذي تعمل في كنفه. وبهذا، أصبحت “stc” من الشركات الرائدة في تمكين التحول الرقمي في المملكة، فهي تدير أعمال إحدى عشرة شركة تابعة لها تنتشر في ثمان دول، ونمت قيمة العلامة التجارية للشركة من 2.8 مليار دولار إلى 8.024 مليار دولار، بحيث أصبحت الآن واحدة من أفضل ثلاث علامات تجارية على مستوى الشرق الأوسط. أما تصنيفها وفق درجات “مؤشر ماكينزي للصحة التنظيمية” OHI للمؤسسات، والذي كان في بداية الأمر من أدنى المعدلات في العالم خلال العام 2013، فقد ارتفع من 33 إلى 71 نقطة من 100، وهو أكبر ارتفاع يتم تحقيقه خلال 5 سنوات وتسجله قاعدة بيانات “مؤشر ماكينزي”.
وقد تولى المهندس ناصر بن سليمان الناصر منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة، بعد أن شكل إحدى نقاط التحول لإطلاق مبادرة تغيير الثقافة، والتي شكلت نقلة نوعية في مسيرة الشركة، بل واعتبرت خطوة نوعية للدولة ككل. وتتطرق هذه الدراسة أيضاً إلى كيفية تحقيق الشركة لهذا المستوى الباهر من النجاح، إلى جانب العوائق والتحديات التي واجهت المهندس ناصر أثناء توليه هذا المنصب، وتمكنه من الحفاظ على هذا الزخم من النجاح، بل وتسريعه نحو المستقبل. وقد أدى التواضع الكبير الذي يتحلى به المهندس ناصر الناصر إلى ارتباطه بعلاقات وطيدة مع الموظفين ومتابعتهم بدقة متناهية، الأمر الذي ولّد طاقة عمل غير مسبوقة مكّنت الشركة من إتمام مسيرة التحول التي أطلقتها بنجاحٍ منقطع النظير.
وقد مهد الدكتور خالد بياري، الرئيس التنفيذي السابق للشركة، تطبيق منهجية جديدة ورائدة على مستوى القيادة، والتي سطرت أروع قصص النجاح في مجال تغيير الثقافة خلال العقد الماضي.
وتهدف هذه الدراسة، التي سُطّرت بقلم الأستاذين “كيم كاميرون” و”جون برانش” من جامعة “ميشيغان روس”، إلى مشاركة نقاط القوة والتّعلم الرئيسية مع باقي الشركات التي تتطلع إلى الاحتذاء بتجربة شركة (stc)، ومع كليات إدارة الأعمال التي ترغب بتدريس مثال حي ورائد للعمل المؤسسي الناجح من منطقة الخليج. ومن أبرز هذه النقاط أهمية التركيز على الأشخاص أولاً من أجل دفع عجلة التغيير المؤسسي، وعلى التحديات الفريدة التي تواجه الرئيس التنفيذي بعد إتمام عملية التحوّل الثقافي، وعلى ضرورة تبني استراتيجية حيوية ومتجددة لتحقيق مسيرة النمو المرجوة في المستقبل.
وفي هذا السياق، قال الأستاذ “كيم كاميرون”: “نأمل بأن تشكل دراسة الحالة الاقتصادية هذه مصدر إلهام للباحثين عن الخبرة والمعرفة حول العالم. فالتواضع على مستوى القيادة يعتبر من الممارسات الفاضلة التي لفتت الانتباه مؤخراً نظراً لارتباطها المباشر بالفعالية العالية للأداء المؤسسي. وعليه، فإن القيادة المتواضعة والتحوُّلية التي تميزت بها (stc) أدت إلى إرساء أسس تنظيمية قوية وراسخة، مكنت الشركة من الحفاظ على مكانتها، والمساهمة بشكل كبير وفعال في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030”.
بدوره، صرّح الأستاذ “جون برانش” قائلاً: “تمثل شركة (stc) مثالاً حياً ورائداً يحتذى به في ارتقاء إحدى الهيئات الحكومية إلى مصاف الشركات التطلعية والذكية، التي تتسم بالمرونة والجاهزية الكافية لدخول العصر الرقمي. وفي صميم مسيرة النجاح الباهرة التي حققتها الشركة والنمو الإقليمي المدعومين بالتقنيات الرقمية، تكمن المبادرات المدروسة والهادفة إلى إحداث التغيير الثقافي والتشاركية، حيث ركزت الشركة جهودها من أجل نشر ثقافة تقوم على تقدير عطاء الموظفين بدءاً من القاعدة إلى القمة، عوضاً من النمط التقليدي الذي يبدأ من القمة إلى القاعدة”.
ومن جانبه نوّه المهندس ناصر الناصر، الرئيس التنفيذي لمجموعة (stc)، إلى هذا الأمر قائلاً: “يتخطى معيار الأداء الذي تتبناه (stc) باقي المعايير المطبقة من قبل الشركات السعودية، أو حتى شركات الاتصالات الأخرى. رفعنا سقف التحدي للريادة في عمليات التحول الرقمي، وتسريع أداء أصولنا الأساسية، وإعادة ابتكار تجربة العملاء لتضاهي المقاييس العالمية، وعملنا على توسيع نطاق ودائرة عملنا وخدماتنا. لذا نحن نحرص على استقطاب أفضل المواهب والقيادات، ونسخر الامكانيات لبناء قدراتهم ونعدهم من أهم الأصول لدينا. كما أننا في (stc) نواصل تمكين أبناء وبنات الوطن من رواد الأعمال وبناء القدرات المحلية، وسنواصل الاستثمار بهذا المجال، كدور وطني نفتخر فيه ضمن قيادتنا لمسيرة التحول الرقمي بالمملكة”
هذا وقد عملت مجموعة stc على تشجيع الابداع وتعزيز الروح الابتكارية للشباب لإقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة، وبطرق مبتكرة، من خلال عدد من المبادرات ومنها حاضنة الأعمال “انسباريو” ودعمها للمشاريع الصغيرة والمتوسطة وتحويلها لمشروعات ذكية. وقد تمكن البرنامج منذ انطلاقته في عام 2015 من تخريج 38 مشروعا ناشئا ودعمها بالعديد من الخدمات مثل التمويل والتدريب والاستشارات، حيث حصلت الشركات المتخرجة على استثمارات وصلت إلى 60 مليون ريال في حين تبلغ القيمة السوقية لهذه الاستثمارات 300 مليون ريال، ويستخدم مشاريع “انسبايريو” قرابة 16 مليون مستخدم، وساهمت في خلق 160 ألف وظيفة، منها وظائف بعمل جزئي
تمكنت مجموعة (stc)، بالتعاون المشترك مع جامعة “ميشيغان روس”، من إطلاق برنامج متخصص لتعليم الإدارة التنفيذية مدته ثلاث سنوات، وذلك بهدف تنمية مهارات قادة المستقبل من ذوي الإمكانات العالية. هذا، وقد وحّد فريق عمل كلية “روس” لإدارة الأعمال جهوده مع (stc) من أجل تصميم مسيرة تعليمية مخصصة تستمر لعدة سنوات، وتهدف إلى تنمية مهارات موظفيها ليصبحوا من القادة الرقميين. وقد تم تصنيف برنامج (stc) لذوي الإمكانات العالية “كأفضل برنامج للمواهب في الخليج” من قبل الجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية “آشرم” (ASHRM) في العام 2018.
كما قامت شركة (stc) بإنشاء “أكاديمية الاتصالات السعودية”، وهي بمثابة مركز تعليمي متطور يهدف إلى تطوير وتنمية مهارات الجيل القادم من القادة الرقميين في المملكة، فهو يقدم عدداً من البرامج التعليمية والمناهج الرائدة التي تركز على تنمية الفكر والمهارات القيادية الضرورية للارتقاء بالكفاءة الرقمية.
بالإمكان تحميل الدراسة كاملةً عبر “دار ويليام دافيدسون للنشر“، التابعة لـ “معهد ويليام دافيدسون” في “جامعة ميشيغان”، المتخصصة في نشر دراسات الحالة الرائدة في ممارسات الأعمال والمناهج التعليمية على صعيد كليات إدارة الأعمال في شتى أنحاء العالم.