ببالغ الحزن وبقلوب مؤمنة مطمئنة بقضاء الله، تتقدم أسرة تحرير موقع «الاقتصادي نيوز» بأحر التعازي وصادق المواساة إلى أسرة الراحل الكاتب الصحفي الكبير جلال دويدار ، رئيس تحرير جريدة الأخبار الأسبق، وأحد رواد الصحافة المصرية والذي وافته المنية اليوم الجمعة عن عمر يناهز 86 عامًا.
ونسأل المولى عز وجل أن يربط على قلوب ذويه وأن يلهم أهله الصبر والسلوان، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرًا من أهله، ويرزقه الجنة بغير حساب.
وقال الكاتب الصحفي خالد ميري رئيس تحرير الأخبار – عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك – “فقدت أسرة تحرير الأخبار أستاذنا الأكبر جلال دويدار رئيس التحرير الأسبق .. الرجل الذي علمنا كل ما نعرف ومنحنا الفرصة وفتح لنا الأبواب وكان خير سند ومعين”.
وتابع قائلا: “اللهم تغمده بواسع رحمتك والهمنا وتلاميذه وأسرته الصبر”.
ولد جلال دويدار، في 22 أبريل عام 1936 بقرية سمنود، وحصل على الثانوية العامة عام 1954، قبل أن يلتحق بكلية الآداب بجامعة القاهرة وتخرج فيها عام 1959 والتحق أثناء دراسته بجريدة الأخبار.
وشغل الكاتب الصحفي الراحل منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة، وكان يكتب عمودا يوميا في جريدة الأخبار بعنوان «خواطر».
وبحسب المعلومات المنشورة في السرة الذاتية، بدأ «دويدار»، رحلته مع أخبار اليوم قبل عام 1954 عندما كان طالبا في التوجيهية، حيث كان في رحلة مدرسية لزيارة الأقصر وأسوان وفي طريق العودة، وقع حادث تصادم بين قطاري بضائع، بمدينة إدفو أدى إلى تعطل خط السكة الحديد بين القاهرة والصعيد، وغادر «دويدار»، القطار حينها والتقط مجموعة من الصور كما تمكن من جمع المعلومات عن الحادث، وعقب عودته توجه إلى مبنى أخبار اليوم والتقى أحمد لطفي حسونة نائب رئيس تحرير الأخبار، في تلك الفترة، وسأله عن تفاصيل الحادث وحصل على الفيلم الذي قام بتصويره.
وقال الراحل عن الواقعة: «كانت فرحتي لا تسعني في اليوم التالي عندما فتحت صفحة الحوادث في صحيفة الأخبار لأجد أول عمل صحفي في حياتي منشورا بالعناوين الكبيرة ومسجلا في بدايته أنه لمراسل الأخبار في الصعيد».
وأرسل جلال دويدار بعد ذلك خطابا إلى عثمان لطفي سكرتير التحرير، وطلب منه الموافقة على تعيينه مراسلا للأخبار وبالفعل انضم إلى أسرة الجريدة.
في عام 1955 حصل دويدار على شهادة الثانوية العامة وعُين متدربا بأرشيف وكالة أنباء الشرق الأوسط ونتيجة لصلته بالأخبار تم الاستغناء عن خدماته بالوكالة، فلجأ إلى لطفي حسونة، الذي وافق على تدريبه بقسم الجامعات الذي كان يشرف عليه.
وبدأ «دويدار»، يعمل مندوبا للأخبار داخل الجامعة، وقضى عاما كاملاً متحملا كافة نفقات الدراسة والعمل دون أن يتقاضى مليما، ما أغضب «دويدار»، وطلب حينها لقاء مصطفى أمين وعرض مشكلته بشأن انضمامه إلى قسم الأخبار، وتعاطف معه الأخير وقررا تعيينه في مايو عام 1960 محررا تحت التمرين براتب 12 جنيها، وحينها كان طالبا بالفرقة الثانية بقسم الصحافة واستمر في عمله محررا تحت التمرين حتى حصوله على ليسانس الآداب عام 1959.
كما عمل «دويدار»، مندوبا للأخبار في مطار القاهرة الدولي، وخلال عمله استطاع أن يحقق انفرادات صحفية وحصل على بعض تفاصيل ثورة العراق عام 1958، كما نشر خبر طلاق الملكة رانيا من الملك حسين، وانفرد بحوار صحفي مع «صلاح البيطار»، رئيس وزراء سوريا في عهد الوحدة وأحد أقطاب حزب البعث و«ميشيل عفلق»، رئيس الحزب، أثناء مرورهما بمطار القاهرة سرا في طريقهما من إحدى الدول الأفريقية إلى دمشق.