شاركت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي في ندوة “السينما والارتقاء بالوعي المجتمعي وبناء الإنسان وقضايا التنمية” بمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، وذلك بحضور الأمير أباظة رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط، و سيلفان مارلين نائب ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وعدد من الفنانين وكتّاب الدراما والمخرجين والجهات المنتجة لأعمال السينما والدراما، والسادة النقاد وكبار الكتاب أعضاء لجنة اختيار أفضل الأعمال الدرامية الاجتماعية عن عام 2021/2022، والسادة المؤسسات الدولية الشريكة ” الاتحاد الأوروبي- السفارة البريطانية – برنامج الأمم المتحدة الإنمائي” ممثلي منظمات المجتمع المدني في برنامج وعي للتنمية المجتمعية.
وقالت وزيرة التضامن الاجتماعي إن مصر من أوائل الدول التي أنشأت صناعة للسينما منذ بدايات القرن الماضي، والشعب المصري يعتز بهذه الصناعة باعتبارها أحد أهم أشكال القوى الناعمة في مصر، بل في المنطقة العربية، لما لها من تأثير قوي في تشكيل الفكر الجمعي ووجدان الجمهورِ المصري والعربي، فعلى مدى سنواتٍ طويلةٍ تلتفُ الأسرةُ وكثير من أفراد المجتمع حول شاشات التلفزيون والسينما، فتنتقل عبر هذه الشاشة الكثيرُ من المبادئ والقيمِ والعادات والتقاليد المصرية الأصيلة، وقد ساهمت طويلاً في التنوير والتنمية والارتقاء بالوعي المجتمعي والذوق العام.
ولكن مع تقدم عصر الحداثة جدت علينا بعض الأعمال التي قد تعكس أفكاراً وسلوكياتٍ سلبية، يتأثر بها الكثيرون لاسيما النشء والشباب، مما يؤثر تباعاً في تقدم أو عرقلة تنمية العقول وتوحيد الثقافة العامة والاستثمار في الانسان المصري وفي التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ومن هنا يأتي اهتمام وزارة التضامن الاجتماعي البالغ، بل وشعورها الكبير بالمسئولية نحو المساهمة في نشر الثقافة المجتمعية البناءة بما يشمل بناء الأسرة السليمة واحترام العلاقة بين المرأة والرجل، والتربية الإيجابية للأطفال وتقويم سلوكياتهم، وتثمين قيمة المرأة، والتوعية بمخاطر التعاطي، واحترام قدرات ذوي الإعاقة، واعتبار حق الجار، والتشجيع على خدمة المجتمع، ومناهضة كافة أشكال العنف والإساءة، وتعزيز قيمة العمل، وإذكاء مشاعر المواطنة، وإعلاء قيمة الوطن.
وأضافت القباج أن الوزارة أنشأت مرصداً لمتابعة الشاشة الصغيرة والكبيرة لرصد الأعمال التي تتناول القضايا الاجتماعية محل اهتمام الوزارة والتي ذكرتها الآن وغيرها من القضايا ذات الصلة، كما تساهم الكثير من الأفلام في الترويج للخدمات التي تقدمها الدولة، خاصة للنساء والأطفال في الأسر الأولى بالرعاية، مما يساهم في زيادة الإقبال على الاستفادة من هذه الخدمات أو التطوع للمساهمة فيها أو التبرع لتنمية مواردها وتحسين خدماتها، ومن ثم تطويرها لأعلى جودة ممكنة، لتستجيب للاحتياجات الحقيقية للمواطن المصري وبصفة خاصة من هم أولى بالرعاية؛احتراماً لحقوق الإنسان التي وجب علينا جميعاً وعلى كافة مؤسسات الدولة احترامها وتقديرها.
وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أنه انطلاقاً من اهتمام الوزارة بالأعمال الدرامية والسينمائية، خصصت الوزارة جوائز لأفضل الأعمال الدرامية المتميزة في تناول القضايا الاجتماعية خلال الموسم الدرامي 2021-2022، من خلال المرصد الاعلامي للدراما بإدارة الإعلام بالوزارة، وتم اختيار أفضل الأعمال التي استطاعت أن تنجح في تناول قضايا الأسرة المصرية، برسائل صحيحة بعيدة عن التلقين، وبلغة راقية وقالب فني جذاب، وضرورة مخاطبتها للشريحة الأكبر من المجتمع المصري، بما يعزز الدور التربوي الإيجابي للأسرة والمدرسة والمجتمع، ولأفضل المسلسلات التي نجحت في تناول مشكلات الفكر والسلوك الاجتماعي المتعصب وتأثيره المدمر للمجتمع، وقدمتها في إطار درامي واقعي يعزز من قيم المواطنة واحترام التنوع، ولأفضل المسلسلات التي اهتمت بالتحديات التي يواجهها ذوي الإعاقة، بطريقة درامية مشوقة وجذابة لدعم دمجهم في المجتمع، وقامت بتسليم صناع هذه الأعمال جوائز.
وأعلنت القباج عن تخصيص وزارة التضامن الاجتماعي لثلاث جوائز بقيمة 10,000 جنيه للجائزة الأولى و7,000 جنيه للجائزة الثانية و5,000 جنيه للجائزة الثالثة تُمنح لأفضل الأفلام التي توثق المبادرات المجتمعية التي نجحت في تحسين حياة المواطنين في المجتمعات المحلية من إنتاج منظمات المجتمع المدني أو صناع الأفلام المستقلين، وتساهم الوزارة أيضاً من خلال دعم الجمعيات الأهلية المحورية في كافة أنحاء الجمهورية في تشجيع منظمات المجتمع المدني على استخدام أساليب الفن والدراما، لإحداث التغيير الثقافي داخل أصغر قري ونجوع مصر.
وأوضحت وزيرة التضامن الاجتماعي أن السينما المصرية ابقي بتاريخها الطويل حاضرةً في توثيق حياة المجتمع المصري وتجاربه ومشكلاته، فمن منا لا يتذكر الحوارات الإنسانية في أفلام جعلوني مجرماً، أين عمري، أريد حلاً، أفواه وأرانب، الرصاصة لا تزال في جيبي وكيف نجت هذه الافلام في إحداث نقلة نوعية في وعى الإنسان المصري والعربي بقضاياه وفي تغيير التشريعات والقوانين.
مشيرة إلي أن وزارة التضامن الاجتماعي تسعي إلى عقد جلسات حوارية قريباً مع صناع السينما من خلال مرصدها الإعلامي لإلقاء الضوء على قضايا الحماية الاجتماعية.. خاصة أن لدينا كنوز من القصص الحقيقية التي تحتاج تناولها درامياً وسينمائياً كما لدينا مبادرات اجتماعية تستحق التوثيق والتناول الجذاب في سياق درامي وسينمائي، وذلك تأكيداً على الدور المجتمعي للفن.
من بين هذه القصص حكايات الأيدي الكريمة التي تحافظ على تراث الأجداد في الحرف اليدوية، والتي تحمل الهوية المصرية بتنوعها السينائي والنوبي والصعيدي والفلاحي. هذا العام، نسعد كثيراً بأن معرض ديارنا يشارك لأول مرة في مهرجان سينمائي لاسيما مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته الـ38، كما تتبنى الوزارة برنامج “وعي” للتنمية المجتمعية الذي يعد نافذة التواصل الإعلامي والثقافي بين الوزارة والمواطنين في القضايا الاجتماعية المختلفة التي تتبناها الوزارة والأكثر الحاحاً بين الفئات الأولى بالرعاية. ونشارك حضراتكم اليوم من خلال جناح “وعى” بالرسائل الأساسية التي تتبناها الوزارة من أجل استثمار حضور هذه الباقة من الفنانين والنقاد والإعلاميين للتعرف على توجهات وبرامج وخدمات الوزارة.