عقد المجلس الاستشاري للمبادرة الدولية للأمم المتحدة في مصر «شباب بلد»، اجتماعه الثاني، وذلك بمقر وزارة التعاون الدولي بالعاصمة الإدارية الجديدة، برئاسة كل من رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، وإيلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر.
وناقش الاجتماع عدة موضوعات يأتي في مقدمتها تشكيل التحالف التنفيذي للمبادرة ومجموعات العمل، وإقرار الآليات المتبعة للانضمام لـ”شباب بلد”، وبعض البرامج الرئيسية المقترحة للمبادرة التى تهدف لمساعدة الشباب للانتقال من مرحلة التعلم لمرحلة العمل والكسب.
وشمل ذلك عرض السكرتارية الخاصة بالمبادرة ممثلة في مكتب اليونيسيف في مصر، لمقترح إنشاء أكاديمية افتراضية تحت مسمى “Gen-U Academy” لخدمة الشباب وإعدادهم للتحول من التعليم للعمل والكسب.
وأقر الاجتماع إنشاء التحالف التنفيذي للمبادرة ومجموعات العمل الخمسة المعنية بأهداف مبادرة “شباب بلد”، وهي التعليم، والتوظيف وريادة الأعمال، والتدريب والمهارات، والرقمنة، والمشاركة الاجتماعية الفعالة.
ومن جانبها، عبرت رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي والرئيس المشارك للمجلس، عن سعادتها باستمرار التعاون البناء مع منظمة الأمم المُتحدة ، والذي يمتد لأكثر من 75 عامًا”، موضحة أن المبادرة تمثل أداة جيدة للتعاون بين الحكومة ومنظمات الأمم المتحدة في ضوء تكامل الجهود مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والشباب أنفسهم، فيما يتعلق بتمكين وتطوير مهارات الشباب، بما ما يتفق مع رؤية مصر ٢٠٣٠ والخطط الحكومية لتمكين الشباب، وتوسيع مظلة التنمية، وبناء شراكة قوية من أطراف فاعلة لديها الرغبة والقدرة على تطوير وتمكين الشباب، وتعزيز مشاركتهم البناءة في المجتمع.
وأشارت وزيرة التعاون الدولي إلى حرص الجهات الشريكة من الحكومة ومنظمات الأمم المتحدة والقطاع الخاص والشباب عل تحقيق التقدم لتنفيذ هذه المبادرة عل أرض الواقع لاستغلال الإمكانات والطاقات الكامنة الشباب، مضيفة أنه منذ عقد الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري للمبادرة ضمن فعاليات مؤتمر المناخ COP27، بمدينة شرم الشيخ، تم إقرار الإطار الاستراتيجي للشراكة مع الأمم المتحدة من أجل التنمية المستدامة ٢٠٢٣-٢٠٢٧، والذي يتضمن من بين محاوره تمكين الشباب وتعزيز فرص العمل وزيادة الاستثمار في رأس المال البشري. وقالت إن هذه الاهداف تتكامل وتتقاطع مع رؤية مصر ٢٠٣٠ والمبادرة الرئاسية حياة كريمة، لذا سيتم تعزيز العمل المشترك بين الأطراف الفاعلة المشاركة في المبادرة لتحقيق أهدافها على أرض الواقع بما يعزز جهود التنمية المستدامة.
ومن ناحيتها، أوضحت إيلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة والرئيس المشارك للمجلس، أن الأمم المُتحدة تولي اهتماما خاصاً بقيادة الشباب وتعزيز قيادتهم لتحقيق أجندة التنمية المستدامة ، مشيرة إلى أن دورهم المحوري في خلق المزيد من السلام، عالم مستدام ومزدهر للجميع. وصرحت “ستواصل الأمم المتحدة المشاركة في مبادرة “شباب بلد” وحشد كل الجهود لبناء شراكات بين القطاعين العام والخاص والشباب تضمن تمكين الشباب ، وخاصة أولئك المعرضين لخطر التخلف عن الركب ، والاستفادة من إمكانات ريادة الأعمال. ”
وتعتبر “شباب بلد ” ضمن مبادرات الأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية ٢٠٢٣-٢٠٢٧ و التي تسهم في تسريع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر ٢٠٣٠.
وأوضح وزير الشباب والرياضة، أن مبادرة “شباب بلد” تعد إحدى أهم المبادرات التي تم إطلاقها العام الماضي، وتمثل نموذجاً فريداً للتعاون بين المنظمات الدولية والحكومة، ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، والشباب، والتي تستهدف الاستثمار في الشباب والنشء، وترتكز محاورها حول تعزيز روح العمل الحر وريادة الأعمال، وتحسين الروابط بين الشباب وفرص العمل القائمة، وزيادة عدد فرص العمل الجيدة المتاحة للشباب، وتعزيز تكافؤ فرص الحصول على التعليم الجيد، وتجهيز الشباب بما يؤهلهم ليكونوا خبراء في حل المشكلات، وأعضاء فاعلين في المجتمع المدني مسهمين في خلق عالم أفضل.
وأشار صبحي إلى أن هذه المبادرة هي إحدي الخطوات الهامة ضمن الجهود المستمرة التي تبذلها الحكومة المصرية نحو تعزيز التعاون والشراكة بين الحكومة والمجتمع المدني، وتحقيق التنمية المستدامة في مصر، وتعزيز جهود الحكومة المصرية في دعم وتأهيل الشباب، مؤكداً على أهمية تعزيز التعاون بين المنظمات الشبابية والحكومة المصرية لتحقيق الأهداف المشتركة.
ولفت أشرف صبحي إلى أن خدمة وتنمية الشباب بصورة أسرع وأشمل يتطلب تكاتف كافة الجهات من خلال توحيد الجهود الرامية لذلك، فالشباب هم أهم عوامل التغيير الإيجابي، وسبباً رئيسياً في ايجاد حلولاً مبتكرة للتحديات التي تواجه شعوبهم وأوطانهم.