ارتفعت أسعار الذهب مع بداية تداولات الأسبوع وذلك في ظل الدعم الذي يحصل عليه الذهب من تراجع مستويات الدولار الأمريكي وعوائد السندات الأمريكية، وذلك بعد تغير سياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي خلال الأسبوع الماضي ليدعم انخفاض الفائدة خلال العام القادم.
سجل الذهب الفوري ارتفاع اليوم بنسبة 0.2% ليسجل أعلى مستوى عند 2027 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2023 دولار للأونصة، وكان قد ارتفع الأسبوع الماضي بنسبة 0.8% وسجل أعلى مستوى عند 2047 دولار للأونصة، وفق تحليل جولد بيليون.
الارتفاع الحالي في أسعار الذهب يأتي في ظل تراجع مستويات الدولار الأمريكي منذ اعلان البنك الفيدرالي الأمريكي في اجتماعه الأخير أنه أنهى دورة رفع أسعار الفائدة في ظل تراجع معدلات التضخم بأسرع من مما كان البنك يتوقع.
أشار البنك الفيدرالي من خلال توقعات أعضاؤه إلى البدء في خفض الفائدة خلال العام القادم بواقع 75 نقطة أساس، الأمر الذي دفع الدولار وعوائد السندات الحكومية الأمريكية إلى التراجع بشكل كبير.
انخفض مؤشر الدولار اليوم بنسبة 0.1% ليتداول بالقرب من سعر اغلاق الأسبوع الماضي الذي شهد انخفاض حاد في مستويات الدولار بنسبة 1.4% وسجل خلاله أدنى مستوى منذ 5 أشهر.
من جهة أخرى انخفض العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات مع بداية تداولات هذا الأسبوع، وقد سجلت خلال الأسبوع الماضي انخفاض بنسبة 7.5% لتسجل أدنى مستوى منذ قرابة 5 أشهر عند 3.887%.
الذهب يرتبط بعلاقة عكسية مع كل من الدولار وعوائد السندات الأمريكية، وهو ما ساعد الذهب على الحفاظ على مكاسبه وتداولاته فوق المستوى 2000 دولار للأونصة، خاصة بعد أن أصبحت التوقعات بخفض الفائدة الأمريكية خلال العام القادم في صالح الذهب.
من جهة أخرى صرح عضو البنك الفيدرالي أوستان جولسبي أنه من الممكن أن تنخفض الفائدة الأمريكية في اجتماع الفيدرالي في مارس القادم. كما أشار عضو البنك رافائيل بوستيك إلى احتمال البدء في خفض الفائدة في الربع الثالث من العام القادم خاصة إذا استمر التضخم في التراجع كما هو متوقع.
تصريحات أعضاء الفيدرالي تزيد لدى الأسواق تأكيد أن الفيدرالي الأمريكي قد نقل سياسته النقدية للتركيز على خفض الفائدة وموعد البدء في هذا الإجراء، بعد أن كان التركيز في السابق على مدى حاجة الاقتصاد لرفع جديد في أسعار الفائدة.
هذا وتنتظر الأسواق هذا الأسبوع بيانات هامة عن الاقتصاد الأمريكي بداية مع مؤشر الناتج المحلي الإجمالي عن الربع الثالث مع توقعات باستقرار النمو عند 5.2% دون تغير عن التقدير السابق للنمو في الاقتصاد الأمريكي.
هذا بالإضافة إلى مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي عن شهر نوفمبر الذي يعد مؤشر التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي، والذي من المتوقع أن يظهر تراجع على المستوى السنوي إلى 2.8% من القراءة السابقة 3% بينما قد يتراجع المؤشر الجوهري الذي يستثنى عوامل التذبذب إلى 3.4% من 3.5%.
هذا وقد أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 12 ديسمبر، انخفاض الطلب على عقود شراء الذهب بمقدار 15304 عقد مقارنة مع التقرير السابق، بينما ارتفعت عقود بيع الذهب بمقدار 7 عقود فقط مقارنة مع التقرير السابق.
البيانات المتأخرة الصادرة عن تقرير لجنة تداول السلع الآجلة (COT) تظهر انخفاض في الطلب على عقود شراء الذهب مقارنة مع الأسبوع السابق، وذلك بسبب انتهاء فترة احتساب عقود الذهب قبل يوم اجتماع البنك الفيدرالي الذي غير من سياسته النقدية. وبالتالي قد نشهد تغير في أسواق العقود الآجلة لصالح شراء المزيد من العقود خلال التقارير القادمة.
ولكن يجب الحذر أنه بداية من هذا الأسبوع تشهد الأسواق تراجع في أحجام التداول وفي الاقبال على أسواق العقود الآجلة بسبب موسم العطلات.
أسعار الذهب محلياً
تشهد أسعار الذهب تذبذب في تداولاتها اليوم لتظل بالقرب من أعلى مستوى تاريخي تم تسجيله، حيث يستمر الدعم بالنسبة للذهب المحلي سواء من سعر الأونصة العالمية المستقر فوق المستوى 2000 دولار للأونصة أو من ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازي.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم عند المستوى 2883 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2878 جنيه للجرام، وذلك بعد أن اختتم الذهب جلسة الأمس عند المستوى 2880 جنيه دون تغير عن سعر الافتتاح.
أسعار الذهب تحاول حالياً تجميع الزخم الكافي لاستكمال الارتفاع واختراق المستوى 2900 جنيه للجرام الذي يعد أعلى مستوى تاريخي سجله الذهب، وخلال هذه الفترة تسيطر التحركات العرضية على أداء الذهب.