هبطت أسعار الذهب العالمي يوم الخميس حيث تراجعت عن أعلى مستوياتها على الإطلاق التي سجلتها في وقت سابق من هذا الأسبوع، يأتي هذا مع محاولة تعافي الدولار الأمريكي قبل بيانات الوظائف الأمريكية وخطاب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي قد يقدم المزيد من الرؤى حول توقعات أسعار الفائدة.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض خلال تداولات اليوم بنسبة 0.3% حيث سجل أدنى مستوى عند 2499 دولار للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند 2504 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند 2512 دولار للأونصة.
لليوم الثاني على التوالي يشهد سعر الذهب تذبذب فوق المستوى 2500 دولار للأونصة بالقرب من أعلى مستوى تاريخي سجله هذا الأسبوع عند 2531 دولار للأونصة.
يوم أمس صدر محضر اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي، ليشير العديد من أعضاء البنك أنه في ظل التباطؤ المستمر في الضغوط التضخمية، فإن عدم خفض أسعار الفائدة يعني أن السياسة النقدية المتشددة ستزيد من الضغط على النشاط الاقتصادي.
وفي حين وافق جميع أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي على ابقاء أسعار الفائدة ثابتة في يوليو، ولكن محضر الاجتماع أظهر أن العديد من الأعضاء قالوا إن التقدم في خفض التضخم وسط ارتفاع معدلات البطالة قد يدفعهم إلى خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع يوليو الماضي.
لم يؤثر محضر اجتماع الفيدرالي يوم أمس على الأسواق بشكل كبير، لأنه جاء وفق توقعات الأسواق ليظهر موافقة الأعضاء بشكل ضمني على خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر القادم، وأن استمرار التشديد النقدي سيضر بالنشاط الاقتصادي.
من جهة أخرى وسع الدولار الأمريكي من خسائره يوم أمس ليسجل أدنى مستوى منذ ديسمبر 2023 مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، ولكن الذهب لم يتفاعل بشكل كبير مع تراجع الدولار، حيث قرر المشاركين في الأسواق انتظار بيانات قطاع العمالة وحديث رئيس البنك الفيدرالي قبل اتخاذ قرارات جديدة متعلقة بالذهب.
اليوم عاد الدولار إلى التعافي بشكل محدود من أدنى مستوياته وقد ساعد هذا على تراجع أسعار الذهب العالمي، بينما يصدر اليوم بيانات اعانات البطالة الأمريكية إلى جانب بيانات أداء القطاع الصناعي وقطاع الخدمات الأمريكي.
قد يتلقى الذهب دعم آخر في حال تراجعت البيانات الأمريكية بشكل أكبر من المتوقع، ولكن حتى الآن يظهر الذهب مشبع بالشراء وفي انتظار حافز ليبدأ في التراجع لتصحيح مستوياته الأخيرة وتعديل المؤشر الفنية.
توقعات الأسواق حتى الآن مستقرة عند احتمال بنسبة 70% أن يقوم البنك الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر القادم، واحتمال آخر بنسبة 30% أن يقوم البنك بخفض 50 نقطة أساس.
بالانتقال إلى الصين نجد أن البنوك قد تلقت حصص استيراد جديدة من الذهب من البنك المركزي الصيني في أغسطس الجاري، مما يدل على انتعاش متوقع في الطلب على الرغم من ارتفاع الأسعار. وذلك بعد توقف دام شهرين في الحصص الجديدة بسبب تباطؤ الطلب المادي على الذهب بسبب ارتفاع الأسعار.
يأتي هذا بعد أن امتنع البنك المركزي الصيني عن إضافة المزيد من الذهب إلى احتياطاته للشهر الثالث على التوالي في يوليو، ليحافظ على حيازاته عند 72.8 مليون أونصة.
وفي الهند اضطر تجار الذهب إلى تقديم خصومات تصل إلى 3 دولارات للأونصة بسبب ارتفاع الأسعار الأخير، الأمر الذي أدى إلى تقليص مشتريات التجزئة. وكان هذا تغييراً كبيراً مقارنة مع الأسبوع السابق عندما تم تقديم علاوة قدرها 9 دولارات. ولوحظت اتجاهات مماثلة في أسواق آسيوية رئيسية أخرى مع تقديم خصومات في الصين وسنغافورة واليابان.