وكالات
أدى ارتفاع مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” في أواخر العام إلى رفع المؤشر إلى أعلى مستوى له في عام 2023، مما يتركه على بعد 4% تقريبا فقط من تسجيل أعلى مستوياته على الإطلاق والتي وصل إليها في يناير 2022.
حاليا المؤشر عند 4594 مع افتتاح جلسة الثلاثاء، وبحال وصل المؤشر فوق 4796، فهذا يعني أن “S&P 500” في سوق صاعدة منذ أن وصل إلى القاع في 12 أكتوبر 2022، وفقًا لأحد التعريفات الشائعة في وول ستريت. وارتفع المؤشر القياسي بنسبة 19.7% هذا العام، كما ارتفع بنسبة 28.5% من أدنى مستوياته في أكتوبر 2022.
وبحسب تقرير لـ”رويترز”، اطلعت عليه “العربية Business”، تشير الحالات التاريخية السابقة للأسواق الصاعدة إلى أن المستثمرين يجب أن يتوقعوا أن تأخذ الأسهم استراحة قبل أن ترتفع مرة أخرى.
في الوقت نفسه، لا تزال هناك الكثير من العقبات أمام الأسهم الأميركية، بما في ذلك احتمال أن يؤدي رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تهدئة الاقتصاد، مما يقلب آمال الهبوط الناعم التي دفعت الأسهم إلى الارتفاع.
في المقابل، مع تسجيل المؤشر أعلى مستوى له خلال العام، يقترب المستثمرون من الحصول على تأكيد بأن السوق الهابطة التي بدأت في يناير 2022 قد انتهت.
يعرف بعض المستثمرين السوق الهابطة على وجه التحديد على أنها انخفاض بنسبة 20% على الأقل في السهم أو المؤشر من ذروته السابقة.
وبهذا التعريف، فإن السوق الهابطة الأخيرة، التي بدأت عندما سجل مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” رقمه القياسي السابق في الثالث من يناير/كانون الثاني 2022، لم تكن مؤلمة بشكل خاص.
الأداء التاريخي
أغلق مؤشر S&P 500 منخفضًا بنسبة 25.4% عند أدنى نقطة له، وبالتالي يعتبر هذا السوق الهابط هو “رابع أضعف سوق هابط” يشهده المؤشر منذ عام 1928، وفقًا لبيانات من شركة Yardeni Research.
وفي الوقت نفسه، عند 282 يومًا تقويميًا، كان أقصر إلى حد ما من متوسط طول السوق الهابط البالغ 341 يومًا، استنادًا إلى بيانات من Yardeni Research التي تعود إلى عام 1928.
كما يشير التاريخ أيضًا إلى أن الأسواق الصاعدة تميل إلى تغذية نفسها، حيث أن الأداء القوي للأسهم يعزز الرغبة في المخاطرة.
على مدار الخمسين عامًا الماضية، شهدت الأسهم متوسط مكاسب بنسبة 260% تقريبًا خلال الأسواق الصاعدة الستة التي حدثت.
وبطبيعة الحال، نادرا ما ترتفع الأسهم في خط مستقيم. على مدار الخمسين عامًا الماضية، ارتفع مؤشر S&P 500 بمعدل 16% في فترة الثلاثة أشهر التي سبقت السوق الصاعدة.
على النقيض من ذلك، سجل المؤشر متوسط مكاسب بنسبة 0.2% و2.0% فقط، في فترة شهر واحد وثلاثة أشهر بعد تأكيد السوق الصاعدة.
الأداء المستقبلي
يراقب العديد من المستثمرين بيانات الاقتصاد الأميركي، وسط توقعات بهبوط اقتصادي ناعم، حيث يتمكن الاحتياطي الفيدرالي من تهدئة التضخم دون الإضرار بالنمو بشدة، بدعم من ارتفاع الأسهم. لكن الدلائل التي تشير إلى أن زيادة أسعار الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي تؤدي إلى تباطؤ النمو أكثر من المتوقع قد تدعو إلى اتباع نهج أكثر حذراً تجاه الأسهم وغيرها من الأصول الخطرة.
إحدى إشارات الركود، وهي انعكاس منحنى العائد، لا تزال تخيم على المستثمرين. وقد بقيت العائدات على سندات الخزانة لأجل عامين أعلى من تلك على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات منذ يوليو 2022. وقد انقلب منحنى العائد على سندات الخزانة لأجل 2/10 سنوات ما بين 6 إلى 24 شهرًا قبل كل ركود منذ عام 1955، حسبما أظهر تقرير صدر عام 2018 من قبل باحثين في بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو.