أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أهمية التحول الرقمى والابتكار فى مواجهة المتغيرات التى يشهدها العالم؛ مشيرا إلى أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قامت بإنشاء مركز الابتكار التطبيقى فى ٢٠١٩ لابتكار حلول ترتكز على التقنيات الحديثة لمواجهة التحديات المجتمعية فى كافة المجالات مثل إدارة الموارد المائية، والزراعة، والرعاية الصحية.
وأوضح أنه تم ابتكار منظومات باستخدام الذكاء الاصطناعى للتعرف المبكر على أمراض القرنية الناتجة عن مرض السكر؛ فيما سيتم خلال هذا العام تطبيق حلول مبتكرة فى مجال الرعاية الصحية فى أكثر من مرض بالتعاون مع وزارتى الصحة، والتعليم العالى، والمستشفيات الجامعية.
جاء ذلك فى كلمة الدكتور عمرو طلعت خلال مشاركته اليوم فى جلسة نقاشية وزارية ضمن فعاليات مؤتمر الابتكار الاستراتيجى للتحول الهيكلى الذى نظمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى مصر بالشراكة مع وزارة التعاون الدولى.
شارك فى الجلسة الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولى، وأليساندرو فراكسيتى الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى مصر، وأدار الجلسة النقاشية الدكتورة عبير شقوير مساعد الممثل المقيم لبرامج التنمية الشاملة والإبتكار ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائى.
وذكر طلعت أن الأعوام الماضية شهدت تحولات أثبتت أن العالم يتغير بسرعة هائلة؛ منوها إلى أهمية توافر البيانات لتمكين صناع القرار من اتخاذ القرارات بشكل أكثر دقة؛ مؤكدا على أهمية بناء منظومات باستخدام تكنولوجيا المعلومات لتمكين صناع القرار من تحليل الموقف الراهن والتنبؤ بما سيحدث من تغيرات فى المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها على كافة المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، ثم إبداع حلول وتقديم ابتكارات لمواجهة التحديات التى سوف تحدث فى المستقبل.
وأضاف وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن العالم يتجه نحو الابتكار الاستراتيجى وتطويع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتنفيذ أهدافه، موضحا فكرة مصانع البرمجيات التى تتمثل فى دمج مكونات برمجية بأشكال مختلفة لخلق حلول وأنظمة بسرعة شديدة؛ حيث يمثل الزمن المطلوب لإنتاج برمجيات تحديا كبيرا.
ولفت الدكتور عمرو طلعت إلى أن الوزارة بدأت فى خلق منظومة لنشر ثقافة الابتكار لدى الشباب من خلال إنشاء مراكز إبداع مصر الرقمية فى كافة المحافظات لرعاية واحتضان أفكار الشباب وتحويلها لحلول قائمة على تكنولوجيا المعلومات تخدم المجتمع، مشيرا إلى أنه يوجد حاليا ١١ مركز إبداع، ويتم العمل حاليا على افتتاح ٧ مراكز جديدة بشكل تجريبى قبل نهاية هذا العام ثم استكمال إنشاء هذه المراكز لتشمل كل المحافظات.
وأشار طلعت إلى أن مصر على المستوى الإقليمى تشغل المركز الثانى فى حجم الاستثمارات الأجنبية فى الشركات الناشئة فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كما أنها الأولى فى عدد الصفقات؛ حيث تم جذب استثمارات خارجية فى الشركات الناشئة بقيمة ١٩٠ مليون دولار فى عام ٢٠٢٠ وارتفع إلى ٤٩٠ مليون دولار فى عام ٢٠٢١ ومن المتوقع أن تصل إلى ٨٥٠ مليون دولار خلال العام الحالى.
وتحدث الدكتور عمرو طلعت عن أن تكنولوجيا المعلومات لم تعد بمعزل عن الفنون الابداعية كالرسم والفن؛ مشيرا إلى تخصص الفنون الرقمية الذى أصبح من أهم تخصصات علوم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حيث يمزج بين العلم والفن لإنتاج منتج فنى إبداعى ارتكازا على تكنولوجيا المعلومات؛ موضحا أنه تم إنشاء كلية الفنون الرقمية فى جامعة مصر للمعلوماتية.
وأوضح طلعت أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يوفر حلول مبتكرة لكافة قطاعات الدولة؛ مشيرا الى أهمية تشجيع النشء على الأداء الابتكارى فى مراحل مبكرة لتمكينهم من الابتكار وتقديم حلول فعالة لعالم يتغير بشكل مستمر.
هذا وقد ناقش المؤتمر مختلف جوانب الابتكار الاستراتيجى وتأثيرات التحديات العالمية المعقدة كتغير المناخ وجائحة فيروس كورونا والتحديات الاقتصادية والمتعلقة بالأمن الغذائى نتيجةً لحرب أوكرانيا، والتى جعلت الاحتياج لبناء مؤسسات أكثر صمودًا وتوطين الابتكار فى ثقافة المؤسسات اتجاه استراتيجى أساسيًا لمستقبل أكثر إشراقًا، كما عرض المؤتمر أفضل الممارسات من مختلف الأطراف المعنية بما فى ذلك الحكومة والقطاع الخاص والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية.