اختتمت، اليوم الخميس، فعاليات مؤتمر الأمن الغذائي العالمي في دورته الأولى، والذي نظمه برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بالتعاون مع وزارة التعاون الدولي، ضمن الجهود العالمية لمواجهة التحديات الناتجة عن التغير المناخي وتأثيره على الأمن الغذائي في العالم.
وكانت وزيرة التعاون الدولي “رانيا المشاط” قد افتتحت فعاليات اليوم الأول من المؤتمر، أمس الأربعاء، وسط حضور كبير من خبراء برنامج الأغذية العالمي، وعدد من المنظمات الدولية والأممية، بمشاركة نخبة من أصحاب الشركات العاملة في مجالات التكنولوجيا الزراعية والحماية الاجتماعية والشمول المالي والابتكار.
وشهدت فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر، مشاركة متميزة عبر “الفيديو كونفرانس”، للدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمم المتحدة الخاص بتمويل أجندة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة، حيث استعرض خلال كلمته محاور رؤية مصر لأجندة قمة المناخ cop 27 بشرم الشيخ، وكذلك رؤيته للتحديات البيئية وتأثيراتها على مجالات إنتاج الغذاء والمياه والطاقة.
ودارت جلسات اليوم الثاني من المؤتمر، حول ٤ موضوعات رئيسية، وهي: الشمول المالي، والتمويل الاستراتيجي المبتكر للتنمية، وتجارب الشركات الخاصة اعتمادًا على الحلول التكنولوجية، ومدى صمود المناطق الريفية في أوقات الأزمات.
وشاركت الدكتورة “جيهان صالح”، المستشار الاقتصادي لرئيس مجلس الوزراء، في فعاليات المؤتمر، واستعرضت خطة مصر لجذب الاستثمارات الخضراء، والتكيف المناخي، وضمان استمرارية تمويل مشروعات المناخ.
وقالت الدكتورة جيهان صالح، إن مصر تستهدف زيادة نسبة مساهمة الاستثمارات الخضراء في الاقتصاد المصري من ١٥ إلى ٥٠٪ في العام المالي ٢٠٢٤-٢٠٢٥، وذلك من أجل تنفيذ التعهدات المناخية، ودعمًا للأهداف البيئية، مشيرة إلى مصر طرحت برنامج “نوفي”، كأحد البرامج المتميزة في دعم مشروعات الاستثمار الأخضر.
وأشارت “صالح” إلى وجود العديد من مشروعات التعاون المشتركة بين مصر وبرنامج الأغذية العالمي، ومختلف المنظمات الأممية والمؤسسات الدولية وشركاء التنمية، لمواجهة تحديات المناخ وتأثيراتها الاقتصادية السلبية.
وشارك حسام الدين عبد الوهاب، نائب رئيس مجلس إدارة بنك مصر، و”هشام الصفتي”، رئيس مجموعة العلاقات الخارجية والخدمات المالية الدولية بالبنك الأهلي المصري، وأكدا على أن التمويل متناهي الصغر والشمول المالي على رأس أولويات البنك المركزي، بوضع قواعد تضمن توجيه ٢٥ ٪ من التمويلات إلى المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وشهدت جلسات المؤتمر استعراض خطط بنك الاستثمار الأوروبي والبنك الإفريقي للتصدير والاستيراد “أفريكسيم بنك” في مجال تمويلات مشروعات التكيف البيئي ودعم أهداف التحول الرقمي، بجانب استعراض خطط بعض الشركات الأجنبية العاملة في مصر، للالتزام بالتعهدات المناخية، خاصة شركة “أباتشي” الأمريكية، والتي أكدت على حرصها على خفض انبعاثات الكربون الناتجة عن أنشطتها الاستثمارية في مجال الغاز الطبيعي بمصر.
وأنهى فعاليات المؤتمر، برافين أجراوال، ممثل ومدير برنامج الأغذية العالمي في مصر بكلمة ختامية، أكد خلالها على ضرورة تحويل تعهدات المناخ إلى واقع، واتخاذ خطوات فعالة لحماية الشعوب من أخطار تغير المناخ.