تعافى سعر أونصة الذهب العالمي خلال تداولات اليوم الثلاثاء وذلك بعد انخفاض كبير يوم أمس، حيث تنتظر الأسواق صدور بيانات أسعار المنتجين عن الولايات المتحدة، بالإضافة إلى حديث رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول.
سجر الذهب الفوري ارتفع خلال جلسة اليوم بنسبة 0.3% ليسجل أعلى مستوى عند 2345 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2336 دولار للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2345 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد أن انخفض الذهب خلال جلسة الأمس بالرغم من غياب البيانات الاقتصادية الهامة يوم أمس، ويرجع هذا التراجع إلى عمليات البيع لجني الأرباح بعد ارتفاع الذهب خلال الأسبوع الماضي، حيث ترغب الأسواق في الاستعداد لتقبل بيانات التضخم الهامة التي تصدر عن الاقتصاد الأمريكي هذا الأسبوع.
تنتظر الأسواق اليوم صدور مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي عن شهر ابريل، وهو مؤشر يقيس التغير في التضخم من وجهة نظر المصنعين والشركات المنتجة، بينما يصدر غدا مؤشر أسعار المستهلكين الأهم والذي يقيس التضخم من وجهة نظر المستهلكين.
التوقعات تشير أنه قد نشهد تراجع في التضخم في ابريل خاصة بعد البيانات الضعيفة التي صدرت مؤخراً عن قطاع العمالة الأمريكي عن نفس الفترة، فقد تراجعت أعداد الوظائف الجديدة في ابريل إلى جانب ارتفاع البطالة وتراجع متوسط الأجور وفقاً لتقرير الوظائف الحكومي الأخير الصادر عن الولايات المتحدة.
أيضاً بيانات طلبات اعانات البطالة الأمريكية التي صدرت الخميس الماضي أظهرت ارتفاع كبير في أعداد طلبات اعانات البطالة، وهو الأمر الذي ساهم في ارتفاع أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي.
تباطؤ قطاع العمالة الأمريكي قد يعيد التضخم إلى التراجع وبالتالي ستبدأ الأسواق في زيادة التوقعات بأن يبدأ الفيدرالي في خفض الفائدة في سبتمبر القادم أو نوفمبر، على أن يصل إجمالي خفض الفائدة هذا العام إلى مرتين.
من جهة أخرى نجد أن تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الأخيرة تخفف من رهانات الأسواق بشأن خفض الفائدة، وذلك بسبب تماسك التضخم، ليرى أغلب الأعضاء أن الفائدة ستستمر مرتفعة لفترة أطول من الوقت دون تحدد موعد محدد من قبل الأعضاء لموعد بدأ خفض الفائدة.
اليوم أيضاً يتحدث رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول والذي سيكون لحديثه أهمية كبيرة في حركة الأسواق خاصة إذا تطرق إلى مستقبل التضخم وأسعار الفائدة، يذكر أن باول قد أشار خلال اجتماع البنك الفيدرالي الأخير أن الفائدة ستنخفض في نهاية الأمر ولكن ثبات التضخم حالياً قد يتطلب بقاءها مرتفعة لفترة أطول من التوقعات السابقة.
إذا تمكنت أسعار الذهب من الصمود فوق نطاق 2320 – 2330 دولار للأونصة فهذه علامة إيجابية وقد تعني أن الزخم على المدى القصير سيكون صاعد، وفي حال جاءت بيانات التضخم الأمريكية متراجعة ستكون في صالح الذهب وقد يدفعه هذا إلى تخطي المستوى 2370 دولار للأونصة واستهداف منطقة 2395 – 2400 دولار للأونصة.
الجدير بالذكر أن الذهب يجد الدعم حالياً من سيناريو مخاطر الركود التضخمي الذي بدأ في الظهور، والذي يعني تراجع معدلات النمو في ظل استمرار تماسك معدلات التضخم، ويمكن القول إن هذه المخاوف تمنع الذهب من الهبوط بشكل كبير.
أما عن أداء صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب فلا يزال يشهد خروج للتدفقات النقدية خلال الأسبوع المنتهي في 10 مايو بمقدار – 6.5 طن من الذهب وهو ثالث أسبوع على التوالي يشهد خروج للتدفقات النقدية من صناديق الاستثمار.
خروج التدفقات النقدية يعكس اهتمام المستثمرين باستثمارات أخرى تقدم عائد مرتفع بالمقارنة مع الذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه، ويحدث هذا في ظل استمرار أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة حتى الآن، ومن المتوقع أن تبدأ التدفقات في العودة إلى صناديق الاستثمار في الذهب عندما يبدأ الفيدرالي الأمريكي في خفض الفائدة.
أسعار الذهب في مصر
تحاول أسعار الذهب المحلي الارتفاع خلال تداولات اليوم بدعم من تعافي في سعر أونصة الذهب العالمي في ظل ترقب الأسواق لصدور بيانات التضخم الأمريكية، بينما من ناحية أخرى يستمر سعر صرف الدولار في التراجع التدريجي في البنوك الرسمية بينما يرتفع سعر دولار الصاغة التحوطي بأعلى من السعر الرسمي.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الثلاثاء عند المستوى 3110 جنيه للجرام ليتداول وقت كاتبة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 3115 جنيه للجرام، يأتي هذا بعد أن انخفض سعر الذهب خلال جلسة الأمس بمقدار 5 جنيهات ليغلق عند المستوى 3100 جنيه للجرام وكان قد افتتح جلسة الأمس عند المستوى 3105 جنيه للجرام.
تعافي سعر الذهب المحلي اليوم يأتي بدعم من السعر العالمي الذي يحاول العودة للارتفاع بعد تراجعه يوم أمس بينما تترقب الأسواق صدور بيانات التضخم الأمريكية، وفي ظل الارتباط بين سعر الذهب المحلي والعالمي خلال الفترة الحالية، عاد السعر المحلي من جديد إلى محاولة الابتعاد عن المستوى3100 جنيه للجرام.
سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية مستمر في التراجع التدريجي وسجل اليوم متوسط سعر 47.12 جنيه لكل دولار وهو الأمر الذي من شأنه أن يحد من مكاسب الذهب بشكل عام، ولكن الملاحظ أن سعر الدولار التحوطي المستخدم في تسعير الذهب قد بدأ في الارتفاع بأعلى من السعر الرسمي وذلك بعد أن استمر فترة من الوقت أقل من السعر الرسمي.
تغير سعر الدولار التحوطي لتسعير الذهب قد يكون ناتج عن تراجع عمليات التصدير للذهب من قبل التجار أو تحوط من قبل التجار بعد عدم تجديد مبادرة زيرو الجمارك المسئولة عن دخول الذهب بصحبة العائدين من الخارج بدون رسوم جمركية.
بالرغم من التغيرات التي قد تحدث في سوق الذهب إلا أن الاستقرار هو المسيطر حالياً بشكل عام وذلك بسبب توافر الدولار في البنوك في ظل استمرار التدفقات الدولارية على مصر، مما أدى إلى استقرار سعر الصرف ودفع بعض البنوك إلى رفع الحدود الائتمانية مما يعكس عودة الثقة بشكل تدريجي.
الترقب يستمر في سوق الذهب المحلي بعد انتهاء مبادرة زيرو جمارك ومدى تأثير هذا على ميزان العرض والطلب بالنسبة للذهب في ظل استمرار قرار وقف استيراد الذهب الخام، ولكن التأثير حالياً محدود بسبب ضعف الطلب المحلي، ومع عودة الطلب إلى الارتفاع قد نشهد تغيرات كبيرة في الأسعار.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
شهد سعر أونصة الذهب العالمي تعافي خلال تداولات اليوم الثلاثاء بعد انخفاض كبير خلال جلسة الأمس، حيث تترقب الأسواق اليوم صدور أولى بيانات التضخم عن الولايات المتحدة الأمريكية والتي سيكون لها تأثير كبير على أداء الذهب.
يحاول سعر الذهب المحلي الارتفاع مع بداية تداولات اليوم وذلك بدعم من ارتفاع في سعر أونصة الذهب العالمي إلى جانب تعافي تدريجي في سعر الدولار التحوطي الذي يسعر به الذهب وذلك على الرغم من استمرار التراجع التدريجي في سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية.
تراجع سعر أونصة الذهب العالمي لتتداول فوق منطقة المستوى 2330 دولار للأونصة لتبدأ في التذبذب وتجميع مستويات الزخم اللازمة للعودة إلى الارتفاع من جديد إذا جاءت بيانات التضخم في صالح الذهب.
اختراق السعر للمستوى 2370 دولار يدفعه إلى 2395 – 2400 دولار للأونصة ثم اختبار القمة السعرية عند 2431 دولار، بينما يفشل هذا التصور في حال كسر السعر منطقة 2330 – 2325 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلي:
يشهد سعر الذهب المحلي عيار 21 تذبذب فوق المستوى 3100 جنيه للجرام، واليوم يحاول السعر الارتفاع والابتعاد عن هذا المستوى ولكنه يظل في حاجة إلى زخم إيجابي للوصول إلى مستوى المقاومة 3150 جنيه للجرام وقد يحصل على هذا الزخم من تحركات أونصة الذهب العالمي اليوم.