وكالات
واصلت الحكومة الأرجنتينية الجديدة سلسلة خطواتها السياسية الجريئة من خلال أكبر مزاد على الإطلاق بالعملة المحلية في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس خافيير مايلي سحب الاقتصاد من حافة الركود السادس خلال عقد من الزمن.
باعت وزارة الخزانة في البلاد ديون بقيمة 2.96 تريليون بيزو في مزاد يوم الأربعاء، وهو ما يزيد بكثير عن العرض الأولي البالغ تريليوني بيزو والذي كان بالفعل يعادل تقريباً ثلث جميع الأوراق النقدية المتداولة حالياً في الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية. وحصلت على عروض بقيمة إجمالية تبلغ 13 تريليون بيزو، وفقاً لما ذكرته “بلومبرغ”، واطلعت عليه “العربية Business”.
وسيتم استخدام معظم العائدات لإعادة شراء الديون الحكومية التي يحتفظ بها البنك المركزي، الأمر الذي من شأنه أن يساعد في استيعاب البيزو وتجنب زيادة التضخم. يعد تنظيف الميزانية العمومية للبنك المركزي، وتحويل ديونه إلى الخزانة ووقف تدفق البيزو الفائض جزءاً أساسياً من خطة “مايلي”.
تم انتخاب الليبرالي بأغلبية ساحقة في نوفمبر، ووعد بتغيير جذري – بما في ذلك إغلاق البنك المركزي واستبدال عملة البلاد بالدولار الأميركي.
باعت الأرجنتين ما قيمته 2 تريليون بيزو من الأوراق النقدية لأجل 27 يوماً، والتي توقعت الأسواق أن يكون الطلب عليها مرتفعاً، بمعدل شهري فعلي يبلغ 8.66%. كما باعت 893.6 مليار بيزو من السندات المرتبطة بالتضخم المستحقة في عام 2025، و71.3 مليار بيزو أخرى من السندات المماثلة المستحقة في عام 2026 – في حين أن كلاهما لهما أسعار فائدة سلبية، إلا أنهما يوفران للمستثمرين فرصة للاستفادة من التضخم الذي يبلغ بالفعل 160% سنوياً. ومن المتوقع أن يتسارع بشكل أكبر بعد تخفيض قيمة العملة بنسبة 54% الذي تم الإعلان عنه في وقت سابق من هذا الشهر.
وتمنع القيود الحالية في البلاد البنوك من اختيار سعر الصرف في السوق الموازية، الذي يتم تداوله عند حوالي 954 بيزو للدولار، مقارنة بـ 800 للدولار في السوق الرسمية. وقال خوان خوسيه سيرو، المدير المالي لبنك CMF المحلي، إنه بالنسبة للعديد من المقرضين، فإن الالتزام بديون البيزو هو “الخيار الأقل ضرراً”. وقبل البيع، قال إن العملية ستكون “ناجحة للغاية وسط وفرة البيزو في الاقتصاد”.
كان من المتوقع أن يؤدي إعلان البنك المركزي في وقت سابق من هذا الأسبوع أنه سيتوقف عن إصدار “Leliqs” – حتى وقت قريب كانت أداة الدين الرئيسية – إلى إثارة شهية المستثمرين، لأنه يحرر البيزو الذي يتعين على البنوك استخدامه.