وكالات
أعادت أزمة تعطل الاستيراد التي طالت السلع والبضائع المستوردة وعلى رأسها السيارات ظاهرة “الأوفر برايس” في مصر من جديد، وذلك بعد اختفائها قبل أسابيع مدفوعة بتداعيات قرار تحرير سعر الصرف وعودة التدفقات الأجنبية.
وأكد عدد من الوكلاء وأعضاء بشعبة السيارات تحدثت إليهم “العربية Business” أنه تم فرض “أوفر برايس” بالفعل على بعض الطرازات، ولكن بنسب متفاوتة، وفقاً لتوفر المخزون لدى التجار والطلب من جانب العملاء.
استمرار الأزمة يرفع الأسعار
وقال رئيس رابطة مصنعي السيارات حسين مصطفى إن توقف نظام رقم التسجيل المسبق للشحنات في الجمارك “نافذة”، يوثر على حجم المعروض من السيارات، وبالتالي بدأت تظهر زيادات في أسعار السيارات على بعض الطرازات.
وأضاف أن ظاهرة علاوة سعر القائمة أو “الأوفر برايس” بدأت تعود على استحياء من جديد بسبب أزمة المعروض، وفى حال طول الأزمة وتعطل دخول الشحنات، من المتوقع أن ترتفع قيمة “الأوفر” على مبيعات السيارات كما كانت من قبل”، وفقا لمصطفي.
“الأوفر برايس” هو مبلغ إضافي يتم فرضه على سعر السيارة من قِبل الوكلاء وتجار السيارات، وذلك مقابل توفير الطراز المطلوب والتسليم الفوري، في ظل تطبيق قوائم حجوزات لدى الوكلاء، والتي تخضع للتقلبات والتغيرات المستمرة في الأسعار.
ومن جانبه قال أمين عام رابطة مصنعي السيارات ورئيس مجلس إدارة والعضو المنتدب لشركة “جنباى رويال” في مصر، خالد سعد، إن عودة ظاهرة الأوفر برايس أمر منطقي في ظل نقص المعروض واستمرار توقف تسجيل السيارات عبر المنظومة الإلكترونية للشحنات ACI منذ شهر ونصف.
أشار سعد إلى أن عدم الإعلان عن موعد محدد لعودة الاستيراد بشكل طبيعي، يدفع البعض لفرض زيادات سعرية على الموديلات التي تتوافر بأعداد محدودة حالياً.
وطالب أمين عام رابطة مصنعي السيارات بسرعة فتح باب التسجيل لقطاع السيارات لعودة دورة العمل في السوق مرة أخرى، وتفادي الزيادات السابقة في أسعار السيارات.
وقال رئيس شركة السبع أوتوموتيف وعضو شعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية علاء السبع إن هناك ارتفاعات في الاسعار، ولكن بمعدلات مازالت بسيطة ومتفاوتة من موزع أو تاجر لأخر.
“تختلف قيمة الزيادة في أسعار السيارات وفقا للمعروض لدى كل تاجر، خاصة وأن المتاح حاليا عبارة عن مخزون دون دخول بضائع جديدة، وهو ما يدفع لزيادة الأسعار”، وفقا للسبع.
تعويض الخسائر
من جانبه قال رئيس مجلس إدارة أحد شركات توزيع السيارات، إن العديد من الموزعين وتجار السيارات رفعوا «الأوفر برايس» على السيارات الأكثر طلباً لزيادة حجم مكاسبهم، وتعويض الخسائر المالية التي تلقونها جراء التخفيضات السعرية الرسمية التي يقدمونها على الطرازات الراكدة.
وأوضح أن أبرز السيارات التي تم فرض “أوفر برايس” عليها خلال الفترة القليلة الماضية، هي هيونداي إلنترا AD، وهيونداي أكسنت RB، بمعدلات تتراوح بين 30 و100 ألف جنيه، وكذلك شيري تيجو بقيمة تتراوح ما بين 70 و80 ألف جنيه.
وقال نائب رئيس شعبة السيارات بالغرف التجارية أسامة أبو المجد، إن تراجع المعروض من أي سلعة مع استمرار الطلب، يرفع الأسعار، وهو ما حدث بالفعل في سوق السيارات.
وأضاف أن التاجر أيضا يتأثر سلبيا بتراجع المعروض، لذا يلجأ لرفع الاسعار لتعويض جزء من خسائر انخفاض المبيعات، مُحذرا من طول الأزمة وتأثيراتها السلبية على أسعار مختلف الطرازات.
وأوضح أن إدراج “الأوفر برايس” في فاتورة شراء السيارات يجعله رسميا؛ إذ لم يعد مبلغا بعيداً عن المحاسبة الضريبية.
وسجلت مبيعات سوق الشاحنات في مصر تراجع بنسبة 18.4% خلال الربع الأول من العام الحالي بالمقارنة بنقس الفترة من العام الماضي؛ لتحقق بيع 2889 شاحنة، بدلاً من عدد 3542 شاحنة في 2023، وذلك بعد أن سجل العام الماضي نسب تراجع وصلت لأكثر من 70% في بعض الأشهر، ويرجع للفضل للشاحنات الخفيفة التي حققت زيادة بنسبة 81.5% عن العام الماضي 2023، وفقا لأحدث تقرير لمجلس مبيعات سوق السيارات “أميك “.