أطلق مشروع تطوير التجارة وتنمية الصادرات في مصر المُمول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالتعاون مع كل من المجلس التصديري لمواد البناء والحراريات والسلع المعدنية والتشييد والبناء والمجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة، اليوم الإثنين، الحدث الأول عن سبل ربط المشاريع المصرية مع الممثلين الدوليين لفرص التعاون تحت عنوان “دمج الشركات المصرية في سلاسل الامداد العالمية”، وذلك في ضوء الدعم المستمر الذي يقدمه المشروع لتعزيز التجارة الدولية لمصر، بفندق نايل ريتز كارلتون – القاهرة.
جاء ذلك بحضور ممثلي من وزارة التعاون الدولي ووزارة التجارة والصناعة والمجلس الأعلى للصادرات ومركز تحديث الصناعة وبنك تنمية الصادرات وشركة مصر للاستثمار وتطوير الصادرات ومبادرة إبدأ وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وشركة فيدكس والشركات أعضاء المجلسي التصديري لمواد البناء والصناعات الكيماوية.
يأتي هذا الحدث بمثابة مبادرة إستراتيجية تهدف إلى إبراز جودة المنتجات المصرية المتميزة في قطاعي الكيماويات ومواد البناء، ودمج الشركات المحلية في سلاسل التوريد العالمية. وكان هذا المؤتمر نتاجاَ لمجهودات فريق المشروع بعدما قام بالتواصل مع شركات دولية للترويج للمنتجات المصرية، من ضمنها شركة سيكا العالمية والتي أبدت اهتمامها بمعرفة ما يمكن أن تقدمه الشركات المصرية من منتجات تناسب عملاءهم.
الجدير بالذكر، أن شركة سيكا تنتوي البحث عن موردين مصريين لخمسين منتج (تام ووسيط) للتصدير الي الأمريكتين؛ حيث تبلغ مبيعاتها السنوية الى ما يقرب 10.5 مليار فرنك سويسري. كما تمتلك شركة سيكا مصنعين بجمهورية مصر العربية لخدمة السوق المحلية.
من جانبه، قال خالد أبو المكارم، رئيس المجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة، إنه يستهدف الوصول بصادرات القطاع إلي السوق الأمريكي لنحو ٢مليار دولار خلال السنوات الثلاث القادمة مقارنة بنحو ٦١٥.٤١مليون دولار خلال العام السابق ٢٠٢٢ بنسبة نمو ٢٤% عن ٢٠٢١.
ةذكر أن حجم الصادرات المصرية من قطاع الصناعات الكيماوية من المنتجات التي تستهدف سيكا استيرادها من مصر بلغ نحو ١٥٢ مليون دولار ( يتم تصديرها لشركات أمريكية أخرى ) كاشفا أن سيكا تستهدف استيراد منتجات بقيمة ١٣٥ مليون دولار وهو ما يمثل فرصًا إضافية للصادرات المصرية من هذة المنتجات لأنها مستوفية المتطلبات والاشتراطات الخاصة بالنفاذ للسوق الأمريكية.
وأوضح أبو المكارم أن المؤتمر يمثل فرصة جيدة لسيكا لمعاينة الوضع علي أرض الواقع ودعم الشركات للترويج عن منتجاتها وقدراتها وصادراتها.
وأكد سعي المجلس الدائم لإيجاد الفرص المميزة للشركات أعضاء المجلس للتصدير إلى أسواق جديدة وإثبات قدرة المنتج المصري على التنافس في الأسواق الكبرى.
وأشار أبو المكارم إلى أن التعاون في مثل تلك المؤتمرات يعزز من فتح أسواق جديدة للشركات والمنتجات المصرية بشكل عام وأن التعاون مع شركة سيكا بشكل خاص وبفروعها المختلفة حول العالم يدعم الحركة الاقتصادية العالمية.
وأشاد بدور الوكالة الأمريكية للتنمية وكذلك مشروع تعزيز الصادرات في مصر (TRADE) المُمول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) دعم الصناعة المصرية في ظل الظروف الحرجة التي تعانيها في الوقت الحالي موجها الشكر لسيكا لاختيارها مصر كمورد لمنتجات الصناعات الكيماوية.
وقال إنها المرة الأولى التي نرى فيها شركة عالمية تنظم مؤتمرًا في مصر تدعو له الموردين والمصنعين في محاولة للربط وتقريب وجهات النظر بينها وبين مورديها المحتملين في مصر تقديرًا منها لقيمة الموردين وقدراتهم وخطوة في سبيل تزويدهم بالتكنولوجيا والآليات الفعالة للوصول إلى عملائهم المحتملين في الأسواق الخارجية ومنها السوق الأمريكي في أسرع وقت.
وأكد أبو المكارم أهمية التوقيت في إنجاز التعاملات وهو ما يحتاج إلى شبكات قوية للتواصل تمكن المورد من التوريد بسرعه وبأعلى جودة وبالكميات المطلوبة.
وكشف أن حجم صادرات القطاع بلغ خلال ٢٠٢٢نحو ٨.٦٢٩ مليار دولار بمعدل نمو بلغت نسبته نحو ٢٠٢١ بقيمه ٧ مليارات دولار تقريبا، وأن تركيا تتصدر قائمة الأسواق المستوردة لمنتجات القطاع بقيمة ١مليار دولار.
ولفت إلى نمو صادرات القطاع خلال ٢٠٢٢بنسبة ٣٢% لاهم ١٠ أسواق منها إيطاليا، فرنسا، بريطانيا، إسبانيا، السودان، بلجيكا، البرازيل، المغرب.
ولفت أبو المكارم إلى أنه إذا كان ٢٠٢٣ لن يشهد زيادة في نسب نمو صادرات القطاع كقيمه إلا أنه سيشهد زيادة في نسب نمو الكميات المصدرة مشيرًا إلى أن المشاكل التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط سيكون لها تأثيراتها على الخريطة العالمية للصادرات والواردات.
وأكد وليد جمال الدين، رئيس المجلس التصديري لمواد البناء والصناعات المعدنية، أن هناك العديد من الموردين المحتملين في مصر يمكن لهم التعامل مع سيكا خلال الفترة القادمة مشيرًا إلى أنه بحكم كونه موردًا سابقًا لشركة سيكا وعضوًا سابقًا في مجلس أمناء سيكا يمكن له النظر إلي الموضوع من أكثر من زاوية.
ونوه إلى أن سيكا أمريكا بشكل عام تعتمد علي معايير جودة عالية المستوى، كما أنها ترغب في الحصول علي أسعار عادلة ومنصفة وتتوخى الأمانة والصداقة في التعاملات.
وأعرب عن أمله في أن يتم إدراج الشركات المصرية ضمن قائمة الموردين الذين تتعامل معهم الشركة.
وصرح بأن أحد المهام الرئيسية لمؤتمر اليوم، هو مساعدة أعضاء المجلس في توريد منتجاتهم لمشتريين دوليين والنفاذ للأسواق الدولية.
ورصد وليد جمال الدين حجم الطاقات الإنتاجية المتاحة في مصر، مشيرا إلى أن هناك قدرة إنتاجية في حديد الزهر والصلب تصل إلى ١٥.٥ مليون طن سنويا وفي الرخام والجرانيت تصل القدرة الإنتاجية الي١٢٥مليون متر سنويا.
وفي الحاويات والمواد الصحية تصل القدرة الإنتاجية إلي ١٤مليون قطعه سنويا وفي الزجاج المسطح ٧٠٠ ألف طن والأسمنت تصل طاقته الإنتاجية إلي ٨٢.٥مليون طن سنويا ومواد عزل بطاقات إنتاجية تصل إلي ١١٠ ملايين متر مربع سنويا.
وأكد جمال الدين أن هناك الكثير من الشركات المصرية التي لديها مشكلة في الترويج عم نفسها رغم امتلاكها للعديد من المنتجات عالية الجودة ومن هنا يأتي أهمية التوفيق ما بينها وبين المشتريين الدوليين.
وقال رشيد بنجلون، مدير مشروع تطوير التجارة وتنمية الصادرات في مصر، نحن سعداء لاستضافة المؤتمر الأول لدمج الشركات المصرية في سلاسل الإمداد العالمية بالتعاون كل من المجلس التصديري لمواد البناء والحراريات والسلع المعدنية والتشييد والبناء والمجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة، وتشبيك الشركات المصرية مع ممثلي شركة سيكا أمريكا.
ويسلط هذا الحدث الضوء ليس فقط على جودة المنتجات المصرية المتميزة ولكنه يوفر الفرصة أيضًا للشركات المصرية للتعرف على متطلبات شركة سيكا أمريكا. ويعد هذا المؤتمر منصة لاستكشاف فرص التعاون التي ستعود بالفائدة على الطرفين، ونحن ممتنون للاهتمام النشط من قبل شركة سيكا أمريكا ونتطلع إلى اتفاقيات مثمرة”.
كما قال أنطوني أدامو، نائب مدير شركة سيكا أمريكا لقطاع المشتريات، يمثل هذا الحدث خطوة هامة لاستكشاف القطاع الصناعي في مصر.
كما صرح بان شركة سيكا أمريكا تستهدف استيراد منتجات من الموردين المصريين بقيمة يمكن أن تتجاوز أكثر من ١٠٠ مليون دولار في قطاعي الصناعات الكيماوية ومواد البناء بشرط أن يكون لهؤلاء الموردين القدرة على تلبية الاشتراطات والمواصفات الخاصة بالشركة.
وأضاف أن سوق وقطاع المواد الكيميائية والمعادن في مصر، المعروفة بوجودها القوي والمتزايد بشكل سريع تلعب دورًا حاسمًا في هذا الجهد.
وأوضح أن طبيعة القطاع المصري المتطور يوفر لنا فرصا إستراتيجية لتحسين المصادر والتي تتوافق تمامًا مع التزامنا بتحقيق القيمة والاستدامة في سلاسل الإمداد الخاصة بنا.
وقد صرحت حميدة احمدلو، مدير المصادر الإستراتيجية بشركة سيكا أمريكا، في سعينا لتحقيق نمو مستدام، فإن إدارة شركة سيكا أمريكا تدرك قيمة التعاون مع الموردين المصريين كما اننا نود طرح فرص التمكين الاقتصادي للسوق المحلي. ويمثل هذا اليوم نقطة تحول لدراسة عميقة لفرص التعاون بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
يمثل هذا الحدث معلمًا هامًا في تعزيز الشراكات بين الشركات المصرية ونظرائهم من الدول الأخرى، ويوفر فرصة فريدة للشركات المحلية لعرض منتجاتها ومزامنتها مع المتطلبات الدقيقة لشركة سيكا أمريكا.
تضمن المؤتمر سلسلة من العروض من المجلس التصديري لمواد البناء والمجلس التصديري للصناعات الكيماوية، التي ركزت على الفرص والتحديات وأفضل الممارسات لتلبية متطلبات الشركات الدولية.
واختتمت فعاليات اليوم بمناقشة وجلسة حوارية لتسهيل الحوار المفتوح حول المواضيع ذات الصلة بالتعاون ونمو الصناعة والتي شارك فيها أصحاب الشركات المصرية، رؤساء المجالس التصديرية وممثلي شركة سيكا أمريكا.