كشفت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، عن تدشين مؤسسة ’’وقفية مصر‘‘، ودعم مبادرة ’’أسطوات مصر‘‘ بمليون جنيه مصري لشراء ماكينات والأجهزة للتوسع في الإنتاج.
جاء ذلك خلال حضورها حفل تدشين المؤسسة، مع عدد من المسئولين الدوليين والقطاع الخاص، والبنوك، والمنظمات الأهلية، والخبراء المعنيين بالمسئولية المجتمعية، تحت شعار ’’خير مستدام وأثر دائم للعمل الأهلي في كل أنحاء جمهورية مصر العربية‘‘.
وقالت القباج إن المؤسسة بدأت المسيرة في عام 2007 تحت مسمى “مؤسسة وقفية المعادي” والتي استهلت عملها بنموذج مؤسسة مجتمعية، حيث قامت بتقديم خدمات تنموية في منطقة المعادي، وتبنت مبدأ “الوقف” من خلال تدوير الهدر والفائض من الأثاث والأجهزة والكتب والورق والبلاستك والأطعمة وغيرها، وتحويل قيمته إلى أوقاف ومشروعات استثمارية خيرية لضمان تنمية الموارد واستدامة الأنشطة، وهو مبدأ أصيل تدعمه وزارة التضامن الاجتماعي خاصة في إطار تطبيق قانون تنظيم ممارسة العمل الأهلي رقم 149 لعام 2019 ولائحته التنفيذية.
وأضافت القباج أن العالم يشهد تطوراً سريعاً في أدوات التمويل والاستثمار، وأصبحت صناديق الاستثمار والشركات المساهمة من أهم الأشكال والأوعية التمويلية والاستثمارية التي تشهد نمواً متزايداً، وهي تتوافق مع الوقف من حيث تميزها بشخصية قانونية مستقلة، والفصل بين الإدارة والملكية، وقدرتها على جمع الأموال واستثمارها بشكل مستمر، بما يؤدي لتيسير التمويل واستدامة استثمار أموال الوقفية.
وتابعت أنه رغم ما مثله نظام الوقف من كونه عاملاً أساسياً في المساهمة في صناعة الحضارات ونهضة الأمم، إلا أنه في واقعنا المعاصر يعاني من عدم تعظيم الاستفادة به وبالموارد التي يمكن أن يدرها لتصبح مصدراً مستداماً للتمويل، إما بسبب سوء الإدارة، أو تبديد الأصول، أو ضعف الاستثمار فيه ومنه، وعدم حوكمته بالشكل الكافي أو اللازم، أو ضرورة تعزيز قدرات منظمات المجتمع المدني في تسويقه وإدارته وتناميه.
وقالت القباج إن كل عامل متميز يستحق الإشادة به، وأنه مسؤولية على المجتمع أن يؤمن بأهمية دور العمال والمزارعين ويحفزهم بشتى السبل للمساهمة في نهضة الاقتصادي المحلي، موجهة التحية للمؤسسة على إطلاق مبادرة “أسطوات مصر”، بدعم من بنك القاهرة والسفارة الألمانية في مصر، كأول علامة تجارية مصرية ناتجة عن الحرف المهنية تعمل على إعلاء حقوق العاملين وتحرص على تقدير جهودهم، كما أنها تعلي من قيم العمل الحرفي والمهني، وتعزز من احترام عمل المرأة، وهي مبادرة تهدف إلى الدفع نحو التوظيف الأمثل للطاقات البشرية من أجل زيادة الإنتاج والتوسع في إيجاد منافذ حيوية لبيع المنتجات التي تحظى بنسب عالية من الطلب.
وأوضحت أن الوزارة أخذت على عاتقها مهمة التمكين الاقتصادي للفئات الأولى بالرعاية، تحت شعار “من الحماية للإنتاج” وذلك من خلال برامج التكوين المهني للنشء والشباب بمراكزها التي تتجاوز 71 مركزًا على مستوى الجمهورية، ومن خلال جمعيات ومراكز الأسر المنتجة التي تحرص على الحرف اليدوية وإحياء التراث والتي تتجاوز 400 مركز أسر منتجة، بالإضافة إلى التعاونيات الإنتاجية التي تضم أكثر من 400 جمعية تعاونية في مجالات صناعة الجلود والمنسوجات، والأثاث، والمعادن، بالإضافة إلى عمال خدمات النقل، والطباعة، والانشاء والتعمير، وغيرهم، كما تهتم الوزارة بتسويق فكر الحماية الاجتماعية والتأمينية للعمال في مصر حتى يتم تغطيتهم تحت مظلة شبكات الأمان الاجتماعية وحمايتهم من المخاطر.
وقالت مروة الدالي، مؤسس ورئيس مجلس أمناء “وقفية المعادي” الأهلية و”وقفية مصر”، إن تدشين مؤسسة “وقفية مصر ” يهدف لخلق وعي عام عن الوقف الخيري من خلال أبحاث ومشاريع وفاعليات ونماذج على أرض الواقع والتعاون مع العديد من الجهات الحكومية والدولية والشركات في تنفيذ مشروعات مبتكرة في بناء قدرات وخلق فرص عمل وتمويل مشروعات متناهية الصغر.
وأضافت أن مهام مجلس أمناء الوقفية يأتي في مقدمة أجندة عمله إحياء وتحديث ونشر مفهوم الوقف لضمان استمرارية العطاء الأهلي التنموي للارتقاء بمستوي رفاهية المواطن المصري وذلك من خلال التركيز على توفير واحتضان نماذج عمل مستدامة ومشاريع اجتماعية ابتكارية.
وأشارت إلى سعي الوقفية إلى الارتقاء بمستوي حرفية العمالة المصرية لزيادة الميزة التنافسية للمنتجات والصادرات المصرية مثل إطلاق العلامة التجارية “أسطوات” التي تمثل باكورة العمل المجتمعي للمؤسسة مع العمل على إنشاء جهة حاضنة ومرجعية واعتمادية لنماذج الوقف المجتمعي المستدام.
وتابعت أن هدفنا إنشاء صندوق وقفية مصر للاستثمار الأهلي المستدام وإنشاء مركز وقفي متكامل للتأهيل المهني “أكاديمية ومصنع ” للمساهمة في التشغيل و التصدير مع توفير أول تطبيق الكتروني وقفي حديث وإنشاء أفرع للوقفيات تخدم أنحاء الجمهورية.
وأوضحت أن المؤسسة كيان جديد هدفه الرئيسي هو العمل على إحياء ونشر وتحديث مفهوم الوقف كنظام اقتصادي خيري تنموي مستدام ليواكب التطور الرقمي وتكنولوجيا المعلومات لنشر الثقافة التنموية وتوسيع مفهوم العطاء الاجتماعي، وسيضم في المستقبل عدة مؤسسات وقفية فرعية جديدة لتشمل جميع محافظات مصر، وهي نتاج ممتد لنجاح مؤسسة وقفية المعادي الآلية التي انشأت منذ عام 2007 وكانت مثال رائد للعمل الخيري والوقفي المتنوع الذي يهدف إلى تحقيق صور التنمية المستدامة في العديد من الأنشطة والمشروعات.