بقلم – أشـــرف كــاره
مكالمة هاتفية مفاجأة جاءتنى من شخصية هامة بالدولة كان مضونها : ” أستاذ / أشرف ، تابعنا محاضرتكم الأخيرة بكلية الإعلام – جامعة القاهرة ، والتى أثرتم فيها قضية أهمية (سرعة) مبادأة تطبيق الدولة المصرية بهيئاتها ومؤسساتها الحكومية جميعاً للخطط والبرامج التى تم المناداة بها لإحلال وإستبدال مركباتها إلى النظيفة منها .. العاملة بالكهرباء أو حتى بالغاز الطبيعى
وتماشياً مع “رؤية الدولة والقيادة السياسية 2030 فى التحول الأخضر” لتكون الدولة ومؤسساتها القدوة الأولى فى هذا الإتجاه، وما سينعكس عنه من تحسين للبيئة والصحة المصرية … بخلاف ما سينعكس على الدولة من وفورات إقتصادية على المدى المتوسط والطويل بمقابل ما ينفق على السيارات الرسمية وخاصة الفارهة منها شأن مرسيدس ، BMW ، جراند شيروكى ، وغيرها… بخلاف إستهلاك كل أنواع المحروقات والصيانات المتزايد تكلفتها.
فإنه يسعدنى بأن أخصكم بخبر أن الدولة المصرية وحكومتها الرشيدة قد وقعت عقداً مبدئياً خلال الساعات الماضية مع المليارير الشهير (إيلون ماسك) مالك شركة (تسـلا) للسيارات الكهربائية لتكون هى الممثل الرسمى لهذه السيارات فى مصر وخاصة مع وجود جانب تصنيعى فى العقد سوف يعلن عنه بشكل نهائى قبل إنتهاء السنة المالية الجارية بالدولة فى 30 يونيو المقبل والذى سيحدد من خلاله موقع المصنع .
إما داخل “مصانع النصر للسيارات” أو إنشاء مصنع جديد بالكامل بالمنطقة الإقتصادية بقناة السويس لتكون أقرب لموانئ التصدير وبخاصة الأفريقية منها ، فكما تعلم أن تسـلا تتحلى بأفضل مواصفات عالمية للسيارات الكهربائية ، كما أنهم على إستعداد لتوفير أسعار خاصة لكافة فئات سياراتهم – ليست الركوب فقط ، بل والتجارية أيضاً – وخاصة مع توجههم مؤخراً لتوفير سياراتهم بأسعار أقل عما كان سابقاً بسبب إحتدام المنافسة مع الصانعيين الصينيين، وأضف إلى ذلك أن ما يزيد عن 95% من شبكة محطات الشحن التى تم تنفيذها بمصر حتى الآن .
وما هو قادم … تتوافق بروتوكولاتها للشحن مع سيارات تســلا… ومن ثم فستكون سيارات تسـلا هى البديل الأفضل لكافة المركبات الحكومية بفئاتها المختلفة والتى قد يصل عددها فى مصر لما يزيد عن مليون مركبة ، الأمر الذى سيفتح شهية شركة تســلا العالمية فى تصنيع هذا العدد إلى إستهلاك السوق المصرية (الحكومية) .. ومن ثم لمالكى السيارات الخاصة ، بخلاف ما قد يتبع من أعداد منتجة محلياً (قد تتبقى) للتصدير للأسواق الإقليمية المحيطة.
من ناحية أخرى ، وهى ما تعد معلومات سرية وغير مؤكدة حتى الآن … أن هناك توقعات بتقدم (إيلون ماسك) للترشح لمنصب الرئاسة الأمريكية بالدورة ما بعد القادمة ، وهو ما سيجعل منه بالتبعية شريكاً إستراتيجياً لمصر، وتعزيزاً لدور مصر السياسى بالمنطقة العربية والشرق الأوسط ، وذلك بخلاف إمتلاك الرجل لأحد أكبر منصتين فى مجالهما .. الأولى بمجال تصنيع الصواريخ ومنها الفضائية مع شركة (سبايس إكس – SPACE X) ، والثانية مع منصة (تويتر) الضخمة للتواصل الإجتماعى، وما لذلك من فوائد إستراتيجية على المستوى الدولى بين الدول.
أعتقد يا أستاذ/ أشرف ، أن هذه الأخبار ستسعدك للغاية وخاصة مع إهتمامكم المستمر بالدعوة للمسارعة بوصول مصر للمصاف العالمية بقطاع السيارات .. بل والتفوق عليها ، وهو ما أطمئنك بأنه سيتم ترجمته فى معرضكم المؤجل تنظيمه للعام المقبل 2024 (Green Mobility Technology Expo – أو المعرض الدولى لوسائل التنقل النظيفة والتكنولوجيا المستدامة) والذى سيحظى بدعم وعرض باكورة هذا المشروع الإستراتيجى الكبير، بخلاف ما سيتبعه من مشروعات مشابهة لاحقة”.
هنا إنتهت هذه المكالمة غير العادية ، والتى كانت من أفضل المكالمات الهاتفية التى قمت بتلقيها فى حياتى.
وما هى إلا ساعات بسيطة لأستيقظ من هذا “الحلم الرائع” بعد ليلة مليئة بالأرق تفكيراً فى ردود أفعال الحضور بالندوة التى حاضرت بها بجامعة القاهرة ، ومدى تفاعل الحضور الإيجابى مع الأفكار والتوصيات التى تم طرحها بتلك الندوة ، وإستمرارى بالتفكير فيما إذا كان هذا الحلم (القابل للتطبيق وبسهولة) من الممكن أن يدخل لحيز التنفيذ السريع؟.