أكد خبير الآثار الدكتور محمود حامد الحصري مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة جامعة الوادي الجديد أن مصر تشهد يوم 22 أكتوبر الجارى الإحتفال بظاهرة تعامد الشمس معبد أبو سمبل الكبير.
وأضاف الحصري أن هناك معابد أخري تتعامد عليها الشمس بخلاف معبد أبو سمبل الكبير حيث نلاحظ أن عدد المعابد والمقاصير المصرية القديمة المسجلة أثرياً على مستوى جمهورية مصر العربية يقارب حوالي 330 معبدا ومقصورة, منهم فقط عدد 27 معبدًا ومقصورة الذين تتوجه الزاوية الأفقية لمحاورهم الرئيسية نحو محور الشرق الحقيقي, وأغلب تلك المعابد والمقاصير اقترنت بالمجموعات الهرمية لملوك الدولة القديمة على خلاف معبد “أبو سمبل” المنتسب إلى من معابد الدولة الحديثة.
وأكد الحصرى أن الشمس تتعامد بشكل دوري على 14 معبداً مصرياً قديماً – وليس معبد أبو سمبل وحده، حيث تتعامد أشعة الشمس على معابد “أبوسمبل، والكرنك، وحتشبسوت، وقصر قارون”، وغيرها من المعابد المصرية القديمة، وهذا في حد ذاته ليس بالصدفة، إنما يرجع هذا إلى الدراية الكاملة لقدماء المصريين بعلوم الفلك وبخاصة حركة الشمس الظاهرية في السماء، وهي في مضمونها تعتمد على أن الشمس في شروقها وغروبها تمر على كل نقطة خلال مسارها مرتين في السنة، حيث أن التعامد يكون على مكان بعينه عند شروق الشمس وينحرف بمقدار ربع درجة تقريبا يوميا ذهابا إلى أقصى الشمال الشرقي حتى 23.5 درجة صيفا، ثم إيابا إلى أقصى الجنوب الشرقي حتى 23.5 درجة شتاء.
تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني
من أهم المظاهر التي تميز معبد أبو سمبل عن غيره من معابد المصريين القدماء دخول أشعة الشمس في الصباح المبكر إلي مكان بداخله يسمى “قدس الأقداس”على مدى أكثر من 3000 عام، ووصولها إلي التماثيل الأربعة، فتضئ هذا المكان العميق في الصخر والذي يبعد عن المدخل بحوالي ستين متراً.
ففي يوم 22 أكتوبر من كل عام يتسلل شعاع الشمس ليهبط فوق وجه الملك رمسيس فيضاً من نور يملأ قسمات وجه الفرعون داخل حجـرته في قدس الأقداس في قلب المعبد، ثم يتكاثر شعاع الشمس بسرعة مكوناً حزمة من الضوء تضئ وجوه التماثيل الأربعة داخل قدس الأقداس.
سبب تغير تعامد الشمس من يوم 21 أكتوبر إلي يوم 22 أكتوبر
الجدير بالذكر أن حدوث تعامد الشمس على تمثال رمسيس كان يحدث يومي 21 أكتوبر و21 فبراير قبل عام 1964، إلا أنه بعد نقل معبد أبو سمبل بعد تقطيعه لإنقاذه من الغرق تحت مياه بحيرة السد العالي في بداية الستينات من موقعه القديم، والذي تم نحته داخل الجبل إلى موقعه الحالي، أصبحت هذه الظاهرة تتكرر يومي 22 أكتوبر و22 فبراير، وذلك لتغير خطوط العرض والطول بعد نقل المعبد 120 متراً غرباً وبارتفاع 60 متراً، حيث تدخل الشمس من واجهة المعبد لتقطع مسافة 200 متر لتصل إلى قدس الأقداس لتضيء ثلاثة تماثيل من الأربعة الموجودة في داخله :
وهم تمثال رع حور آختي إله الشمس، وتمثال رمسيس الثاني الذي يتساوى مع الإله، وتمثال آمون إله طيبة في تلك الحقبة، أما التمثال الرابع للإله بتاح رب منف وراعي الفن والفنانين وإله العالم السفلي فلا تصله أشعة الشمس، لأنه لابد أن يبقى في ظلام دامس مثل حالته في العالم السفلي، ثم تقطع أشعة الشمس 60 متراً أخرى لتتعامد على تمثال الملك رمسيس الثاني وتمثال آمون رع إله طيبة، صانعة إطاراً حول التمثالين بطول 355 سم وعرض 185 سم.