وكالات
تواجه الشركات الأوروبية موسم نتائج صعبا جدا، حيث جاءت نتائج 50% من الشركات أقل من توقعات الأسواق.
وحتى 29 فبراير الماضي، أعلنت 313 شركة أوروبية عن نتائج أعمالها مع تفوق 50% فقط منها على توقعات المحللين في السوق، وذلك وفقاً لبيانات من “Factset”.
وتعتبر هذه النسبة هي الأدنى منذ الربع الأول من عام 2020 أي منذ بداية كورونا.
وبحسب “Factset” كانت قطاعات المعادن والرعاية الصحية والسلع الاستهلاكية الأسوأ أداء في الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2023.
وكان أعلى تفوق شهدته نتائج الشركات على توقعات السوق في السنوات الأربع الماضية كان خلال الربع الثاني من 2021 مع بدء رحلة التعافي من جائحة كورونا عندما تجاوزت النسبة بشكل طفيف 70%، ولكن بدأنا نلاحظ تراجعات تدريجية بعد ذلك.
وكانت عدة أسباب وراء هذه النتائج المخيبة للشركات الأوروبية، وعلى رأسها تباطؤ النشاط الاقتصادي في القارة حيث شهدت المنطقة غيابا للنمو في الناتج المحلي بمنطقة اليورو خلال الربعين الثالث والرابع من العام الماضي وبالكاد تجنب الاقتصاد الدخول في مرحلة الركود التقني.
كما تمر أوروبا بأوقات صعبة مع استمرار تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على أسواق النفط، بالإضافة إلى تعطل سلاسل التوريد نتيجة التوترات في البحر الأحمر.
ودفع ارتفاع أسعار الطاقة بالتضخم للصعود إلى مستويات غير مسبوقة مما أدى إلى إبقاء المركزي الأوروبي على معدلات الفائدة عند مستويات مرتفعة للغاية, الأمر الذي زاد تكلفة الحصول على تمويلات جديدة من قبل الشركات الأوروبية.
وكانت عدة شركات أوروبية منها “l’oreal” على سبيل المثال لديها انكشاف كبير على الأسواق الصينية والتي تعاني حاليا من تباطؤ في الطلب المحلي وضعف في البيانات الاقتصادية وأزمة كبيرة في قطاع العقارات، هذا ما أثر بشكل مباشر على أعمال عدد من الشركات الأوروبية.
ورغم كل هذه السلبية كان هناك شيء لافت لم نلحظه في السنوات السابقة من قبل الشركات الأوروبية، هو أنه خلال موسم النتائج الأخير أطلقت عدة شركات برنامجاً لإعادة شراء الأسهم.
وبحسب تصريح من استراتيجي أول لأسواق أوروبا في غولدمان ساكس، فالشركات الأوروبية عادة ما تكتفي بتوزيع الأرباح على المساهمين وخلال 20 إلى 30 سنة الماضية لم تكن تلجأ إلى إعادة شراء الأسهم.
وخلال نتائج الربع الرابع من العام الماضي رأينا خططاً من كل من “Shell” و”دويتشه بنك” و”Novo Nordisk” و” UniCredit” وغيرها لإعادة شراء أسهم من المستثمرين.