اختتمت فعاليات المنتدى العالمي للنيكوتين، والذي استضافته العاصمة البولندية وارسو الشهر الماضي، بتوصيات عدة حول الحد من مخاطر التبغ وأضرار التدخين التقليدي، وذلك بحضور عدد من خبراء الصحة العامة ومحللي السياسات والبرلمانيين والمسؤولين الحكوميين والأكاديميين والباحثين ومصنعي المنتجات والموزعين وجمعيات الدفاع عن حقوق المستهلكين.
ومن جانبه، قال كلايف بيتس، خبير سياسات صناعة التبغ، إنه يجب التعامل بطريقة أكثر جدية للتغلب على التدخين باستخدام كل الوسائل الممكنة لمساعدة الأشخاص على الإقلاع عن التدخين، وذلك من خلال استخدام السجائر الإلكترونية وأكياس النيكوتين ومنتجات التبغ المسخن وتبغ المضغ، وغيرها من المنتجات المبتكرة البديلة للسجائر التقليدية.
كما أضاف الدكتور كولين مندلسون، الرئيس المؤسس للجمعية الخيرية الأسترالية للحد من مخاطر التبغ، أنه من الضروري تعزيز سبل وصول المنتجات التي تسهم في الحد من المخاطر إلى جميع الأسواق، وتقليل القيود القانونية والضريبية المفروضة في سبيل ذلك، بهدف المساعدة على تقليل معدلات التدخين التقليدي وما ينتج عنه من أضرار صحية بالغة.
وأشار الدكتور جاريت ماكجفرن، المدير الطبي لعيادة الأولوية الطبية في دبلن بأيرلندا، إلى أنه لابد من تغيير السياسات التي تقف في سبيل جهود المساعدة في الإقلاع عن التدخين عن طريق المنتجات البديلة المبتكرة.
وخلال المؤتمر، لفت عدد من المشاركين إلى تجربة دولة السويد، حيث تحول المدخنون إلى استخدام تبغ المضغ، وانخفضت معدلات التدخين هناك ثلاث مرات أسرع من نظيراتها في بقية دول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى نيوزيلندا واليابان، حيث انخفضت معدلات التدخين هناك بمقدار النصف والثلث على التوالي، بعد انتشار استخدام منتجات التبغ المسخن، والتي تأتي ضمن البدائل الأقل خطورة مقارنة بأضرار التدخين التقليدي.
يذكر أن المفوضية الأوروبية تستهدف خفض معدل تعاطي التبغ إلى أقل من 5% بحلول عام 2040، ولكن انخفضت معدلات التدخين بمقدار 6 نقاط مئوية فقط بين عامي 2006 و2020، في حين شهدت بعض البلدان، مثل سلوفينيا، ارتفاعًا في معدلات التدخين.
وتجدر الإشارة إلى أن الأبحاث العلمية أثبتت أن الأمراض الناتجة عن التدخين التقليدي تأتي بسبب عملية الاحتراق التي تحدث أثناء تدخين السجائر، بما ينتج عنه أكثر من 6000 مادة كيميائية ضارة، في حين يمكن أن تمثل المنتجات المبتكرة مثل التبغ المسخن بديلاً أفضل من التدخين التقليدي، لاعتماده على تكنولوجيا تسخين التبغ وليس حرقه، بما يشكل بديلاً لأولئك الذين لا يرغبون في الإقلاع عن التدخين، مع التأكيد أنها ليست خالية تمامًا من المخاطر.