يُفتتح اليوم، الخميس، ولمدة خمسة شهور، معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» فى قاعة «لافيليت الكبرى» بالعاصمة الفرنسية باريس، وذلك في ثالث محطات جولاته الخارجية التي شملت مدينتى هيوستن وسان فرانسيسكو.
يحضر الإفتتاح وفد برئاسة أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، ويضم العديد من المسؤولين المعنيين من بينهم مصطفى وزيري أمين عام المجلس الأعلى للآثار، زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق وعالم المصريات، وأحمد فاروق حامد الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، وعمرو القاضي الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، وعمرو عبد الله المشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات، بالإضافة إلى أكثر من 250 وسيلة إعلام فرنسية وأجنبية لتغطية هذا الحدث المهم.
يضم المعرض الذي يفتح أبوابه للجمهور 181 قطعة أثرية ثمينة من كنوز الملك رمسيس الثانى، من بينها «التابوت الملكي»، والذي وافقت مصر على نقله إلى فرنسا، بشكل استثنائي، لعرضه ضمن هذه القطع الثمينة الفرعونية كما يضم قطعا أثرية تخص الحضارة المصرية القديمة، والتي تعد من بين أغلى الثروات في العالم، من بينها مجوهرات من الذهب والفضة الصلبة والتماثيل والتمائم والأقنعة والتوابيت الأخرى.
إنقاذ مومياء رمسيس الثاني
يأتي خروج هذه القطع الثمينة تقديرا لجهود العلماء الفرنسيين الذين أنقذوا مومياء رمسيس الثاني وعالجوها من الفطريات عام 1976.
ويسلط المعرض الضوء على حكم وحياة الملك رمسيس الثاني، الفرعون الأقوى والأكثر شهرة في تاريخ مصر القديم، حيث بدأ معرض “رمسيس وذهب الفراعنة” رحلته في هيوستن ثم سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2022، ويستمر في سيدني الخريف المقبل.
يلقي المعرض الضوء على مكانة الملك رمسيس الثاني الكبيرة والذي يعتبر من أعظم الفراعنة المحاربين في عصر الدولة الحديثة. فقد حكم مصر لمدة 66 عاما، وكان قائدا عسكريا مهما وحاكما عظيما، وأحد أشهر فراعنة الأسرة التاسعة عشر.
ويمثل المعرض عصر الملك رمسيس الثاني، وهو ذروة الحضارة المصرية، حيث إن الامبراطورية المصرية في فترة حكمه مليئة بالثروات في جميع مناحي الحياة وقد شيد العديد من المعالم الأثرية في جميع أنحاء مصر، من بينها معابد أبو سمبل التي أقيمت لمجد الفرعون وزوجته المفضلة نفرتاري.
أما “تابوت الملك رمسيس الثاني”، فهو يأتي مجددا وبعد 47 عاما إلى باريس بعد موافقة مجلس الوزراء بشكل استثنائي على سفره وضمه إلى قائمة القطع الأثرية للمعرض، وذلك بناء على الطلب المقدم من الرئيس والمدير التنفيذي لمتحف هيوستن للعلوم الطبيعية المنظم للمعرض وبذلك تكون فرنسا الوحيدة التي تستقبل التابوت الملكي من جديد للمرة الثانية.
وقد حظيت فرنسا بشرف استقبال التابوت الملكي في عام 1976 وفي مطار باريس لوبورجيه، قام الحرس الجمهوري الفرنسي باستقبال شرفي لمومياء الملك رمسيس الثاني، وجاء سفر المومياء لمعالجتها من الفطريات ونجح الفريق الطبي الفرنسي في معالجة المومياء بالأشعة السينية.
يذكر أن هذه المرة سيكون التابوت ضمن مجموعة من كنوزه الثمينة لعرضه في المعرض اعتبارا من اليوم في قاعة “لافيليت الكبرى” وحتى السادس من سبتمبر القادم، حيث سيسمح للزوار مشاهدة التابوت، والذي تم اكتشافه في خبيئة الدير البحري في عام 1881، وهو مصنوع من خشب الأرز ومطلي باللون الأصفر ويمثل “الملك بهيئة آدمية” وقد تقاطعت يداه، مُمسكا بشارات الحكم صولجان وسوط وله لحية مستعارة مضفرة، كما يتميز التابوت بتفاصيل ونقوش ملونة.