وكالات
غالباً ما تسبب ذكر العملات المشفرة خلال حفلة عطلة نهاية العام في تأجيج حديث الأزمات وعمليات الاحتيال ونهاية حقبة، لكن مع استئناف الجميع العمل، صعدت بتكوين بقوة هي الأكبر خلال 9 أيام.
وارتفعت عملة “بتكوين” بما يصل إلى 4.5%، يوم الخميس، ليجري تداولها عند 18356 دولاراً تقريباً، ما يعد المستوى الأعلى لها منذ مطلع نوفمبر الماضي، وذلك عندما بدأت قصة إفلاس شركة “إف تي إكس” وتوجيه التهم الجنائية، الأمر الذي دمر قطاع العملات المشفرة مع ظهور أول بوادر متاعب بورصة التداول. تكشف بيانات “بلومبرج” أن العملة المشفرة تتحرك في مسارها لأطول سلسلة تحقيق مكاسب خاصة بها منذ بلوغها أوج تقدمها خلال يوليو 2020.
صعدت عملات أخرى أيضاً، إذ قفزت عملة “إيثريوم” بما يفوق 5.6% في وقت من الأوقات متخطية 1400 دولار قبل أن تتخلى عن مكاسبها. لكن وول ستريت، عوضاً عن التنبؤ بعودة مفاجئة لحالة الهوس بالعملات المشفرة من جديد، تتوقع تسجيل مكاسب نتيجة لتغير معنويات المستثمرين الذي يؤدي إلى رفع أسهم شركات التكنولوجيا وغيرها من الأصول مرتفعة المخاطر.
قال جيك جوردون لدى “بيسبوك إنفيستمنت جروب” (Bespoke Investment Group): ” تتجه عملة بتكوين على ما يبدو نحو الصعود متسقة مع حركة الأسهم والأصول مرتفعة المخاطر. ويعد الأمر الأكثر جذباً للانتباه هو أن صعود عملة بتكوين ينبع من نطاق ضيق تماماً تعاني منه منذ قصة “إف تي إكس” الملحمية بكاملها أيضاً. ستمثل الأيام القليلة المقبلة اختبارا رائعاً في حال تخطينا المستويات العالية التي شهدها ديسمبر الماضي”.
ارتباط قوي
أمضت بتكوين غالبية فترات السنة الماضية في التداول بموازاة سوق الأسهم، لا سيما أسهم الشركات التكنولوجية. تضرر الجميع من إطلاق بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حملة لزيادة أسعار الفائدة وتقليص السيولة المالية لكبح أسرع معدل تضخم منذ عقود.
انقضت حالة الارتباط تلك عندما انهارت “إف تي إكس” وهوت أسعار العملات المشفرة، لكنها تعود للارتفاع خلال السنة الجديدة. تقدم مؤشر “ستاندرد أند بورز 500” بما يتجاوز 3% في 2023، بينما صعد مؤشر “ناسداك 100” للأسهم التكنولوجية حوالي 4%.
قال كريس جافني، رئيس وحدة الأسواق العالمية لدى مصرف “تي آي أيه أيه بنك” (TIAA Bank): “سيطرت خلال الفترة الماضية وحتى الآن من السنة الجارية نغمة وجود مخاطرة، ما قدم المساعدة للعملات المشفرة. يرجع ذلك إلى أن التداول يتأثر بعوامل المخاطرة أكثر من أي عامل من عوامل الأساسيات”. وأضاف أن مقتنصي الأوراق المالية الرخيصة ربما يخوضون غمار سوق العملات المشفرة عقب هبوطها على مدى شهور.