كشفت الدكتورة نور شفيق الجندي، أستاذ علوم البيئة، ورئيس معمل التكنولوجيا الحيوية بمعهد بحوث البترول عن نتائج المشروع البحثي لتوظيف الطحالب البحرية الكبيرة والذكاء الاصطناعي للتوليف الأخضر لمنتجات ذات قيمة مضافة ومواد نانوية، من أجل بيئة نظيفة ومستدامة، بتمويل من هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
وأكدت الجندي رئيس الفريق البحثي، في تصريح لها، اليوم، أن التغيرات المناخية والصيد الجائر وتلوث المياه أدت إلى النمو المتزايد والانتشار الهائل للأعشاب البحرية على طول الشواطئ المصرية، مما أثر سلبا على الشواطئ السياحية والأحياء المائية والثروة السمكية والأعشاب المرجانية وبالتالي ضعف حركة النمو الاقتصادي للدولة.
وقالت: إن المشروع نجح باستخدام تطبيقات التحليل الإحصائي والنمذجة الرياضية وتقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي في وضع إستراتيجية لعملية متكاملة وفعالة تحقق فكر الاقتصاد الدوار لاستخدام الكتلة الحيوية المهدرة من الأعشاب البحرية في إنتاج وقود حيوي صلب وسائل.
وأضافت أنه تم كذلك استخلاص مواد طبيعية ذات قيمة مضافة تدخل في عديد من الصناعات المهمة منها المواد الغذائية والأدوية والصبغات الطبيعية ومضادات للميكروبات الضارة.
ونوهت إلى أنه تم كذلك باستخدام تقنيات النانو لتوظيف تلك الأعشاب في معالجة المياه الملوثة وإنتاج الوقود الحيوي ومضادات للميكروبات الضارة إلى جانب إنتاج سماد عضوي تم تجربته بنجاح وأثبت تحسين خواص التربة وزيادة الإنتاجية لبعض أشجار الفواكه وبعض المحاصيل الإستراتيجية والمجموع الخضري لبعض الأعشاب الطبية والعطرية ونباتات الزينة.
وأكدت أنه تم كذلك إنتاج إضافات أعلاف تم تجربتها بنجاح على الدواجن والأرانب مما أثبت زيادة في المناعة الطبيعية والوزن، بالإضافة إلى إنتاج مواد بلاستيكية قابلة للتحلل ذات تطبيقات متعددة و أغشية نانونية وفلتر لمعالجة المياه الملوثة لإعادة استخدامها في القطاع الصناعي.
وأوضحت أنه تم إجراء دراسة اقتصادية مبدئية لإثبات فاعلية التطبيق والجدوى الاقتصادية لتوفير مؤشر مفيد لصانعي القرار.
وكان معهد بحوث البترول قد عقد اليوم الأربعاء بالتعاون مع هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار ورشة عمل عن “تثمين الكتلة الحيوية المهدرة من الأعشاب البحرية لمنتجات مستدامة ذات قيمة مضافة”، والتي تعقد تحت شعار ” التحول الأخضر للاقتصاد الأزرق”، برئاسة الأستاذة الدكتورة نور شفيق الجندي، بحضور نخبة من المسؤولين والخبراء والمتخصصين، وذلك تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
وتأتي ورشة العمل تماشياً مع إستراتيجية الدولة المصرية 2030 وأهداف المجلس الوطني للتغيرات المناخية من حيث زيادة المعارف والبحوث العلمية التطبيقة المرتبطة بالتغيرات المناخية وتحقيقاً لأهداف الإستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050 من حيث تحقيق نمو اقتصادي مستدام وخفض الانبعاثات في مختلف القطاعات وأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر بمحوارها الثلاث الاقتصاد – المجتمع – البيئة ومؤخراً الاستراتيجية الوطنية للصناعة المصرية 2030 والتي من أهدافها رفع مساهمة الاقتصاد الأخضر في الناتج المحلى الإجمالي إلى 5%.