ارتفع سعر الذهب العالمي بشكل طفيف خلال تعاملات اليوم الخميس، مستفيدًا من تراجع عوائد السندات الأمريكية وانخفاض الدولار، بينما ظل الأداء المحلي للذهب داخل مصر يتحرك في نطاق عرضي، في ظل ترقب المستثمرين لقرار البنك المركزي المصري بشأن أسعار الفائدة.
ووفقًا لبيانات جولد بيليون، سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاعًا بنسبة 0.2% ليبلغ مستوى 3329 دولارًا، بعدما افتتح تداولاته عند 3315 دولارًا، فيما بلغ أدنى مستوى له خلال جلسة أمس 3282 دولارًا للأونصة.
يأتي هذا الارتفاع المحدود بدعم من تراجع الدولار الأمريكي، إلى جانب انخفاض عوائد السندات، مما يعزز الطلب على الذهب، خاصة في ظل العلاقة العكسية بينهما. كما أسهمت المخاوف المرتبطة بالحرب التجارية التي يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توسيعها بفرض رسوم جديدة على واردات النحاس والسلع البرازيلية، في تحفيز الطلب على الذهب كملاذ آمن.
وفي ذات السياق، أظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أن غالبية أعضائه يفضلون تأجيل خفض الفائدة إلى وقت لاحق من العام، رغم ضغوط التضخم الناتجة عن السياسات الجمركية الأمريكية، وهو ما أضعف الزخم نحو الدولار ودعم أسعار المعدن النفيس.
من ناحية أخرى، شهدت صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب المادي تدفقات نقدية بلغت 74.6 طنًا خلال يونيو الماضي، بحسب مجلس الذهب العالمي، لتسجل أعلى معدل تدفق نصف سنوي منذ 2020، بقيمة بلغت 38 مليار دولار. واستحوذت أمريكا الشمالية على النصيب الأكبر، بينما سجلت التدفقات الآسيوية مستويات قياسية بنسبة مساهمة بلغت 28% من صافي التدفقات العالمية.
الذهب في السوق المحلي
على الصعيد المحلي، تحرك الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا في مصر – بشكل عرضي خلال تداولات اليوم، محافظًا على مستوى 4625 جنيهًا للجرام، بعد أن كان قد ارتفع بمقدار 15 جنيهًا أمس مقارنة بسعر افتتاحه عند 4610 جنيهًا.
ويعاني الذهب المحلي من غياب الزخم نتيجة لتذبذب الأسعار العالمية واستقرار سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري داخل البنوك الرسمية، في ظل استمرار المعدلات المرتفعة للتضخم وغياب محفزات جديدة تؤثر في السوق.
توقعات مستقبلية
تترقب الأسواق العالمية والمحلية قرار البنك المركزي المصري بشأن أسعار الفائدة، وسط توقعات بتثبيتها، خاصة في ظل تباطؤ معدل التضخم السنوي في المدن المصرية خلال يونيو إلى 14.9% مقابل 16.8% في مايو. ومن شأن تثبيت الفائدة الإبقاء على ارتباط الذهب المحلي بحركة أونصة الذهب عالميًا وسعر صرف الدولار في البنوك.
فنيًا، يُظهر الذهب العالمي تعافيًا بعد ارتداده من مستوى الدعم الفني عند 3282 دولارًا، مستقرًا أعلى المتوسط المتحرك 50 يومًا، فيما يواصل الذهب المحلي التذبذب بين مستوى 4600 – 4650 جنيهًا دون اختراق واضح، ما يرجّح استمرار الاتجاه العرضي لحين ظهور محفزات جديدة.