شارك باسم الشربيني، الرئيس التنفيذي لشركة إتقان للاستشارات المالية والتسويقية، بورشة عمل حول “التكنولوجيا العقارية وتأثيرها على القطاع العقاري في مصر” في مؤتمر رايز أب الذي عُقد بالقاهرة لمدة ثلاثة أيام، وقد شارك رئيس مجلس الوزراء، د مصطفى مدبولي، فعاليات ختام المؤتمر، مقيمًا جلسة مع شباب رواد الأعمال عن التطور التكنولوجي، ودعم الدولة لقطاع ريادة الأعمال.
ركز مؤتمر رايز أب على تطور الذكاء الاصطناعي وتضمينه في كافة المجالات التعليمية والفنية والاقتصادية والتكنولوجية، وسط حضور قوي لمجال الـ Prop-Tech، والتطوير التكنولوجي لقطاع العقارات بمصر، وتم استعراض نماذج مشروعات ناجحة بالقطاع العقاري لتسهيل الصناعة العقارية، بدءًا من البيع حتى التشغيل.
أوضح الشربيني في ورشته مفهوم التكنولوجيا العقارية (بروبتيك) ومدى شموليته، وتداخله في جميع جوانب القطاع العقاري، وقدرته على تذليل وتسهيل عملية التطوير والتسويق والتشغيل العقاري.
كذلك شرح عدد من الأدوات الخاصة بتضمين الذكاء الاصطناعي في التطوير العقاري بدءًا من تصميم المشروع وزيادة كفاءة المشروعات، والدمج بين التصميم المعماري والإنشائي واهتمام الدولة بالاستعانة بأحدث الأدوات التكنولوجية في استخراج التصريحات الخاصة بالمشروعات لضمان الكفاءة.
وأكد على وجود فرصة هائلة في السوق لدخول الذكاء الاصطناعي في عمليات البيع والتصميم والتشغيل، ودعم الدولة لهذا القطاع خاصةً بعد تصريحات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
أشار الشربيني أيضًا إلى وجود العديد من الشركات المصرية الناشئة في مجال التكنولوجيا العقارية، مثل منصة Partment وشركة Nawy (ناوي).
وأوضح الشربيني أن Nawy حققت العام الماضي مبيعات بقيمة ٢٦ مليار جنيه، بينما نجحت منصة Partment في ابتكار مفهوم “الملكية الجزئية” (Fractional Ownership)، وهو أحد أهم مفاهيم البيع في السوق العقاري.
كما سلط الضوء على أن مجال التكنولوجيا العقارية يمثل فرصة ذهبية غير مستغلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (Blue Ocean). أوضح أن حجم سوق التكنولوجيا العقارية العالمي قد وصل من 600 مليون دولار إلى ٣٥ مليار دولار خلال الست سنوات الماضية، بينما تبلغ حصته في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 3٪ فقط، أي حوالي من مليار دولار خلال عام ٢٠٢٢.
يُعزى ذلك إلى أن مصر بنت على مدار تاريخها 7٪ فقط من مساحتها، بينما تضاعفت هذه النسبة خلال العشر سنوات الماضية لتصل إلى 14٪، مع تشييد 35 مدينة جديدة من الجيل الرابع مثل العاصمة الإدارية الجديدة والمنصورة الجديدة وسوهاج الجديدة.
توقع الشربيني أن يصل حجم سوق التكنولوجيا العقارية العالمي إلى ١٣٥ مليار دولار خلال ست سنوات (٢٠٣٠)، وأن تكون حصة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كبيرة. وأشار إلى أن السوقين الإماراتي والسعودي يتحركان بقوة في هذا المجال، على الرغم من أن حجم السوق المصري أكبر بكثير.
ناقش الشربيني أيضًا الاستثمار الجزئي أو التشاركي، مع إبراز ميزاته مثل سهولة الاستثمار في مشاريع أو وحدات كبيرة بتكلفة قليلة، وإمكانية نقل ملكية هذه الأجزاء بسهولة وأمان. كما أوضح الفرق بين الاستثمار الجزئي ونظام التايم شير، وقدم خطوات تأسيس شركة ناشئة في مجال العقارات، مع التركيز على أهم الأسس مثل وضع خطة عمل، وبناء فريق على دراية بالأعمال والتكنولوجيا، وتطوير المنتج واختباره، ووضع خطة تسويقية.
وأكد الشربيني على أن إنشاء المشروعات أصبح أسهل بفضل الذكاء الاصطناعي والـ AI، الذي سرَّع من عملية تحويل الأفكار إلى واقع.
واختتم الشربيني بالقول بأن التكنولوجيا العقارية لم تصبح بعد قطاعًا مستقلًا بحدود واضحة، لكنه يمثل فرصة هائلة للنمو والابتكار في مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كذلك التوسع العقاري وتطوير مدن جديدة سوف يؤدي إلى ضرورة تضمين التكنولوجية العقارية في العملية لتصبح احتياج أساسي لضمان استمرار دوران عجلة التطوير العقاري.
ورغم أن استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ما يزال محدودًا في مصر إلا أن اجتهادات الشركات الحالية يفتح فرصًا للابتكار وتطوير منتجات جديدة لسد احتياجات وأزمات السوق.