تُثير جوجل جدلاً واسعًا باختبارها تقنية التعرف على الوجه في أحد مواقع ألفابت في ضواحي سياتل، بهدف منع دخول الأفراد غير المصرح لهم إلى مقر الشركة، حسبما ذكر موقع techbullion التقني.
نظام يعتمد على كاميرات المراقبة وصور الموظفين:
يعتمد النظام على كاميرات الأمن الداخلية التي تجمع بيانات الوجه وتقارنها بالصور المخزنة من صور شارة الموظف، لتحديد ما إذا كان هناك أشخاص غير مصرح لهم بالوجود في المبنى.
ويستخدم فريق خدمات الأمان والمرونة في جوجل هذه البيانات لتحديد الأشخاص الذين قد يمثلون خطرًا أمنيًا على موظفي جوجل أو منتجاتها أو مواقعها.
مخاوف الخصوصية واستخدام البيانات ضد الموظفين:
أثارت تقنية التعرف على الوجه مخاوف كبيرة بشأن الخصوصية، حيث يرى البعض أنّها تُمثل أداةً للمراقبة وتُهدد حرية الأفراد.
وتُؤكد جوجل على أنّها تمتلك بروتوكولات محددة لتحديد هوية الأشخاص والإبلاغ عنهم، مع إمكانية إزالة الأشخاص المعروفين غير المصرح لهم للحفاظ على سلامة وأمن الموظفين.
ومع ذلك، يُثير البعض قلقًا من استخدام هذه البيانات ضد الموظفين، خاصةً بعد حوادث العنف والاحتجاجات التي شهدتها مكاتب جوجل في السنوات الماضية.
حوادث العنف والاحتجاجات: دوافع لتعزيز الأمن:
يأتي اختبار تقنية التعرف على الوجه في وقتٍ تشهد فيه جوجل اهتمامًا متزايدًا بالأمن، بعد حادثة إطلاق نار في مكتب يوتيوب عام 2018، وسلسلة من عمليات تسريح العمال والاحتجاجات التي حدثت خلال العام الماضي.
وفي أبريل 2024، أنهت جوجل خدمات أكثر من 50 موظفًا بعد احتجاجات على ظروف العمل وتجاه مشروع نيمبوس، وهو عقد جوجل للسحابة والذكاء الاصطناعي مع الحكومة والجيش الإسرائيليين.
ولكن، واجهت جوجل انتقادات لاستخدامها لقطات كاميرا الفيديو لتحديد الموظفين الذين شاركوا في الاحتجاجات، ممّا أثار مخاوف بشأن استخدام تقنيات المراقبة ضد الموظفين.
خطوات أمنية جديدة: أسوارٌ وحظرٌ على دخول الموظفين:
بالإضافة إلى اختبار تقنية التعرف على الوجه، اتخذت جوجل خطوات أمنية جديدة أخرى، مثل إقامة أسوار حول أجزاء من مقرها الرئيسي في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا، ومنع دخول بعض الموظفين بعد عمليات تسريح العمال والاحتجاجات.
مستقبل تقنية التعرف على الوجه في شركات التكنولوجيا:
يُشير اختبار تقنية التعرف على الوجه في مكاتب جوجل إلى اتجاه متزايد في شركات التكنولوجيا لاستخدام هذه التقنية لتعزيز الأمن.
ومع ذلك، تُثير هذه التقنية مخاوف كبيرة بشأن الخصوصية واحتمال استخدامها ضد الموظفين أو لأغراض أخرى غير أخلاقية.
وإلى حدٍّ كبيرٍ، يعتمد مستقبل تقنية التعرف على الوجه في شركات التكنولوجيا على قدرة هذه الشركات على معالجة هذه المخاوف وضمان استخدام هذه التقنية بطريقةٍ مسؤولةٍ وأخلاقيةٍ.