استقرت تداولات الذهب العالمي مقترباً من أعلى مستوياته التاريخية وذلك على الرغم من الأداء الإيجابي الذي يسجله الدولار الأمريكي حالياً، بينما تنتظر الأسواق حافز جديد في الأسواق يساعد على تحديد التحركات القادمة لأسعار الذهب من خلال التأثير على توقعات الفائدة الأمريكية.
ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي خلال تداولات اليوم الثلاثاء بنسبة 0.2% ليسجل أعلى مستوى عند 2655 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2649 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2653 دولار للأونصة، وفق تحليل جولد بيليون.
الذهب يظهر مرونة كبيرة في تداولاته الأخيرة وقدرة على استيعاب الأخبار التي تأتي في غير مصلحته، وقد شاهدنا خلال الأسبوعين الماضيين تصحيح سلبي سريع للذهب لم ينخفض به إلى مستوياته متدنية بل اقترب من مستوى الدعم الرئيسي 2600 دولار للأونصة قبل أن يعود السعر إلى الارتداد لأعلى.
منذ بداية الأسبوع ويشهد سعر الذهب تحركات متذبذبة بدون اتجه واضح وذلك في ظل بحث الأسواق عن حافز جديد لتوجيه حركة سعر الذهب، وذلك على الرغم من قوة الدولار الأمريكي الذي سجل يوم أمس أعلى مستوى منذ أكثر من شهرين مقابل سلة من العملات الرئيسية.
السبب في قدرة الذهب على الحفاظ على مكاسبه بالرغم من قوة الدولار هو وجود عوامل أخرى تساعده على هذا مثل التوترات الجيوسياسية المستمرة في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى زيادة الطلب على الذهب كتحوط بسبب عدم اليقين الناتج عن الانتخابات الأمريكية.
هذا وقد دعا محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر إلى مزيد من الحذر بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. في حين قال رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري إن المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة من المرجح أن تكون مع اقتراب هدف التضخم البالغ 2% الذي حدده البنك الاحتياطي الفيدرالي.
ترى الأسواق الآن فرصة بنسبة 87% لخفض 25 نقطة أساس في اجتماع البنك الفيدرالي في نوفمبر. وتزيد أسعار الفائدة المنخفضة من جاذبية الاحتفاظ بالسبائك ذات العائد الصفري.
سينصب تركيز الأسواق على صدور بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية عن شهر سبتمبر يوم الخميس القادم بالإضافة إلى طلبات اعانات البطالة الأسبوعية وبيانات الإنتاج الصناعي، ومن شأن هذه البيانات أن توضح توقعات الأسواق بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية.
من جهة أخرى أبلغ ممثلو ثلاثة بنوك مركزية خلال المؤتمر السنوي لجمعية سوق السبائك في لندن أن البنوك المركزية تظل حريصة على شراء الذهب لتنويع احتياطاتها.
هذا وقد أعلن مجلس الذهب العالمي عن انخفاض في التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب خلال الأسبوع المنتهي في 11 أكتوبر، لتشهد خروج تدفقات بمقدار – 6.4 طن من الذهب.
يأتي هذا بعد 4 أسابيع من التدفقات الداخلة إلى الصناديق، الأمر الذي يدل على تغير في نظرة المستثمرين تجاه الذهب وتراجع زخم الشراء بعد أن أظهر الاقتصاد الأمريكي مرونة في أداءه بشكل لا يتطلب قيام البنك الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بشكل حاد.
يذكر ان صناديق الاستثمار في الذهب في أمريكا الشمالية حافظت على وجود تدفقات نقدية داخلة خلال الأسبوع الماضي بمقدار 2.1 طن ذهب بينما شهدت الصناديق في كل من أوروبا وآسيا خروج للتدفقات.
أسعار الذهب في مصر
استمر التذبذب في أداء الذهب المحلي لليوم الثاني على التوالي وذلك في ظل التحركات الغير واضحة للذهب العالمي الذي يظل هو مصدر التسعير للذهب المحلي خلال هذه الفترة التي تشهد استقرار في أوضاع السوق المحلي.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الثلاثاء عند المستوى 3590 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند نفس المستوى، وذلك بعد أن انخفض يوم أمس بمقدار 10 جنيهات ليغلق عند المستوى 3590 جنيه للجرام بعد أن افتتح تداولات الأمس عند 3600 جنيه للجرام.
حتى الآن سعر الذهب في مصر مستمر في التذبذب تحت المستوى 3600 جنيه للجرام غير قادر على اختراقه بسبب ضعف الزخم الصاعد، وانتظار تحرك واضح لسعر الذهب العالمي الذي يظل هو المحرك لأسعار الذهب المحلي خلال هذه الفترة.
من جهة أخرى يستمر سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية في التذبذب والتحركات المحدودة الأمر الذي يحول دون تأثيره على تحركات سعر الذهب المحلي بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة.
يستمر الاستقرار في السوق المحلي وهو السبب الرئيسي وراء اعتماد حركة سعر الذهب على تغيرات السعر العالمي.
استقرار تحركات سعر الصرف بالإضافة إلى ضعف الطلب المحلي على الذهب يضعف تأثيرات هذان العاملان على أداء الذهب، ولكن بشكل عام نلاحظ أن التراجعات التي شهدها الذهب المحلي مؤخراً لم تكن حادة بشكل كبير مما يدل على تماسك السعر في ظل التوترات السياسية والاقتصادية الحالية.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
تشهد أسعار الذهب العالمي استقرار بالقرب من أعلى مستوياتها وذلك على الرغم من قوة الدولار الأمريكي، حيث يجد الذهب المزيد من الدعم من التوترات الجيوسياسية الحالية بالإضافة إلى عدم اليقين المتعلق بالانتخابات الأمريكية.
استمر سعر الذهب المحلي في التذبذب في نطاق ضيق من التداولات بسبب التحركات الغير واضحة في سعر الذهب العالمي، حيث يظل السعر المحلي مرتبط بأداء السعر العالمي بشكل كبير. وقد يستمر التذبذب في سعر الذهب حتى يبدأ في اتخاذ اتجاه واضح في السوق العالمي.
حتى الآن تظل تداولات أونصة الذهب العالمي تحت مستوى المقاومة 2665 دولار للأونصة ما يظهر غياب الزخم الصاعد الكافي لاختراق هذا المستوى واختبار القمة السعرية الأخيرة عند 2685 دولار للأونصة وتخطيها لتسجيل مستوى تاريخي جديد.
أما عن السعر المحلي:
استقرت تداولات سعر الذهب المحلي عيار 21 تداولات منذ بداية الأسبوع تحت المستوى 3600 جنيه للجرام ولكن حتى الآن يفتقد السعر للزخم الكافي لاختراق هذا المستوى، ليتراجع في تداولاته ولكن تبقى حركة الذهب بالقرب من هذا المستوى. واختراق المستوى 3600 جنيه للجرام سيدفعه لإعادة اختبار قمته السعرية الأخيرة عند 3620 جنيه للجرام.