قال عمدة الحي المالي للندن، نيكولاس لاينز، في مقابلة خاصة مع “العربية”، إن لندن تتطلع لتعزيز دورها في دعم الاستثمارات اللازمة للتحول نحو الاقتصاد الأخضر.
وأوضح لاينز أن لندن لديها دور هام في النقاش الدائر حول الاستثمارات المستدامة والخضراء وفي التحول أو التغيير في نظم التمويل، قائلا: “نحن حريصون على دعم القطاع الخاص والقطاع المالي عندما استضفنا كوب 26 في غلاسغو، ومن ثم رأينا أن أفضل شيء هو عقد اجتماع بين كوب 27 وكوب 28 تحت مظلة الحي المالي في لندن لدراسة التقدم الذي حققناه ومناقشة أهداف القمة القادمة فهذا هو تركيزنا في هذه القمة وهو الاستفادة من خبرات وتجارب الجهات المصرية في الكوب السابق والعمل مع الجهات في الإمارات لمناقشة ما يأملون تحقيقه في كوب 28”.
وفيما يتعلق بأهمية الربط بين القطاع العام والخاص ومدى التفاؤل بشأن القمة القادمة، قال لاينز، إن الجميع يسأل عن التحديات التي تواجه تمويل الاستثمارات المستدامة والمسار نحو صافي الصفر.
وتابع: “في رأيي التحدي الأكبر ليس توفر الأموال أو التمويل، وإنما التحدي الأكبر هو صياغة هيكل وإطار مناسب لتوظيف رؤوس الأموال بشكل فعال وبكفاءة كي نحقق الأهداف البيئية وأيضا تلبية احتياجات المؤسسات المالية التي توفر التمويل لذلك”.
وأوضح أن هناك دولا محورية في الحوار بين القطاع العام والخاص، وأجرينا العديد من المناقشات حول هذه المسألة تحديدا والمتمثلة في ما هو دور الحكومات؟ وما هو دور المؤسسات متعددة الجنسيات والبنوك التمويلية؟.. كيف نعمل معا ومع القطاع الخاص؟.
وأضاف أنه عندما نتحدث عن مشروعات بنى تحتية مستدامة فهي مشروعات تتم على مدار 20 عاما، يمكننا تقسيمها إلى مراحل مختلفة، حيث إن المراحل الأولية تتطلب فكرا كثيرا وهندسة ودراسات جدوى، وتدقيقا قانونيا وفي هذه المراحل الأولى يجب أن تكون تحت رعاية الحكومات.
“في المراحل التالية والأخيرة بعدما نكون حددنا خطوط التمويل عبر رؤوس الأموال الخاصة، ولكن في المراحل الوسطى نحتاج خليطا من الاثنين القطاع الخاص والعام، وقد يدخل مجال الملكية الخاصة أو سوق التأمين أو السندات وتأمين المخاطر السياسية لأن هذه المشروعات يجب أن تتم في كل أنحاء العالم”.
وبين أن الهيدروكربون سيظل جزءا مهما من الاقتصاد العالمي على مدار العقود القادمة، وهذا واقع يجب أن نتقبله ولا يمكننا أن نتحول من اقتصاد يعتمد على الهيدروكربون إلى اقتصاد يعتمد على الطاقة المتجددة يجب أن تكون هناك فترة انتقالية وعلينا أن نعمل على تسريع الانتقال.
وأوضح: “لكن في سياق هذه الرحلة يجب أن يتشارك الجميع في هذه الأزمة العالمية، والتي تحتاج لتعاون ومشاركة دولية وائتلاف عالمي لإيجاد حلول للعديد من التحديات، ولدينا في الغرب مسؤولية ضخمة تجاه الدول الناشئة لأن استخدامنا في الدول المتقدمة للهيدروكربون كان له أثر سلبي على دول لا تستخدم كميات كبيرة من الهيدروكربون”، بحسب لاينز.
وفي ما يتعلق بشأن الاتفاق التجاري مع دول مجلس التعاون الخليجي وأهميته للاقتصاد البريطاني، قال لاينز، إننا حققنا تقدما كبيرا في عدد من الاتفاقيات التجارية مع دول مختلفة منذ الخروج من أوروبا، وهناك تقدم كبير في عدد من المحادثات، وأبرمنا اتفاقيات تجارية مع اليابان وأستراليا وهي أولوية كبيرة بالنسبة لنا.
وأضاف أنه يجب دائما أن ندرك أهمية الاقتصادات الخليجية لأنها سوف تكون من أكبر الدول المستثمرة في الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الخضراء، ولذلك هناك دور مهم جدا لرؤوس الأموال الموجودة في الدول الخليجية، ويجب أن يكون هناك تنسيق حول ما يكمن أن تقدمه بريطانيا من حلول مبتكرة.
وذكر: “اتفاقيات التجارة تعد في غاية الأهمية لنا، ونعمل جاهدين على إزالة كل العقبات أمام النشاط التجاري، وهو أساس مبادئنا في الحي المالي نحن نبني الجسور ولا نضع حواجز”.
جدير بالذكر أن عمدة الحي المالي للندن استضاف قمة مناخية في لندن تحت شعار “تحقيق صافي الصفر” NET ZERO DELIVERY SUMMIT، شارك فيها وزير المالية المصري والممثل الخاص لدولة الإمارات لمؤتمر المناخ كوب 28 ومحافظ بنك إنكلترا. ويأتي توقيت القمة في نقطة الوسط بين قمة شرم الشيخ كوب 27 وقمة دبي كوب 28 المنعقدة في نوفمبر المقبل.