أكّد أمين عام اتحاد الغرف العربية، الدكتور خالد حنفي، خلال كلمة ألقاها في افتتاح أعمال المؤتمر العلمي الدولي التاسع عشر الذي تنظمه كلية التجارة في جامعة الاسكندرية بعنوان: دور الابتكار والمعرفة والرقمية في دعم منظمات الاعمال، وذلك يومي ٩ و ١٠ سبتمبر الحالي، أنّ “الرقمنة قلبت عمليات الشركات وأنظمتها ونماذج أعمالها رأسا على عقب، حيث تشير أرقام دولية إلى أنّ 40 ٪ من شركات الأعمال ستختفي خلال السنوات العشر القادمة إذا لم يستطيعوا تغيير مؤسساتهم لاستيعاب التقنيات الجديدة”.
ودعا حنفي الحكومات إلى “وضع استراتيجية رقمية عربية مشتركة استرشادية واستراتيجيات رقمية وطنية مع تحديد موعد للتحديث ومراعاة أهداف التنمية المستدامة. وكذلك الاستثمار في البنى التحتية الرقمية عالية الجودة، والاستثمار في شبكات النطاق العريض الثابتة والمتنقلة، وتشجيع التطوير من خلال إنشاء المدن الذكية. إلى جانب وضع التشريعات والقوانين والحوافز اللازمة للتحول الرقمي للاقتصاد ولجذب الشركات التكنولوجية الرائدة في العالم، ووضع سياسات لتشجيع ودعم نماذج الأعمال الجديدة المبتكرة”.
وأكّد أنّ “الإصلاحات مطلوبة أيضا لتحسين لوجستيات التجارة الإلكترونية وإمكانية التعويل على إمدادات الكهرباء، التي لا تستطيع شبكة الإنترنت العمل بدونها، حيث تؤدي مواطن القصور الحالية في لوجستيات التجارة الإلكترونية – أنظمة العنونة الموحدة، وأكواد المناطق، والخدمة البريدية، والأرض، والتخليص الجمركي – إلى تأخير التسليم ورفع تكاليف التجارة عبر شبكة الإنترنت”.
وأوضح حنفي أنّ “خريجي الجامعات من أصحاب المهارات العالية يمثّلون 30% من مجموع العمالة العاطلة عن العمل في المنطقة والكثير منهم من النساء، على هذا الأساس لا بدّ من تطوير منظومة البحث والتطوير في الجامعات ووضع أطر تنسيقية لربط الجهات الأكاديمية بالقطاع الخاص، على غرار التعاون القائم حاليا بين اتحاد الغرف العربية والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري”.
وقال: في الواقع إن اتجاه الرحلة في منتهى الوضوح، حيث العلم والتكنولوجيا يتطوران بسرعة كبيرة، من هنا لن تنتهي القصة عند الثورة الصناعية الرابعة، لأننا دخلنا عمليا في مرحلة جديدة مع بدء الثورة الصناعية الخامسة 5IR، حيث تتلاقى العقول مع الآلة وسيتراجع استخدام الأجهزة الذكية ليحل محلها واجهات الدماغ – الحاسوب – (Braincomputer interfaces)، ويمكن من خلالها للعقول أن تتواصل مع بعضها البعض ومع الآلات. لذلك من المهم إعادة النظر في الأهداف والانتقال من النماذج التنكسية (degenrative) إلى التجديدية والتوزيعية والأكثر شمولية لتمكين قطاع خاص أكثر مساهمة في تحول حقيقي نحو الاستدامة لخدمة الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية وتوفير فرص عمل كافية ومستويات معيشية أفض للمواطن العربي”.
وتخلل الجلسة الافتتاحية كلمات لكل من: رئيس جامعة الاسكندرية عبد العزيز قنصوة، رئيس المؤتمر عميد كلية التجارة في جامعة الاسكندرية السيد الصيفي، نائب رئيس المؤتمر وكيل كلية التجارة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة علاء الغرباوي، ونائب رئيس الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي مستشار كلية كامبريدج الدولية البريطانية عبد الوهاب غنيم.
تجدر الإشارة إلى أنّه جرى خلال المؤتمر مناقشات وعرض مجموعة تجارب مبتكرة تعكس التغير الدائم في النواحي الاقتصادية والابتكارية في الحياة المصرية مثل تجربة البريد المصري للتحول الرقمي وكذلك الممارسات المبتكرة للبنك الأهلي المصري. كما ناقش قادة الفكر والاقتصاد والإعلام والجامعات والخبراء الاستراتيجيين على مدار يومي المؤتمر قضايا الابتكار والمعرفة والرقمنة ودورهم في تغير الحياة الاقتصادية والتعليمية والمؤسسية للاقتصاد والمجتمع والواقع المصري.