انجاز جديد وعظيم يتحقق بجمهورية مصر العربية البلد الصناعي والزراعي وأرض العلم والطب منذ آلاف السنين ، مع أفتتاح مجموعة جديدة من مصانع الأدوية والتي تستكمل حلقة الاكتفاء الذاتي الدوائي وتؤمن توفير جميع الأدوية محليًا ولدول كثيرة في العالم ، وبهذا استطاعت جمهورية مصر العربية أن تتقدم في الصناعات الدوائية والصيدلانية واللقاحات والمكملات الغذائية ، وفق المعايير الدولية للصناعات الصيدلانية الجيدة .
ومصر عرفت الطب والتداوي وصناعة الأدوية منذ القرن 30 ق م ، ويدل على ذلك ما هو موجود في البرديات وماهو مدون على جدران المعابد والقبور ، ومنذ اكثر من 800 عام عرفت مصر المستشفيات وفصل الطب عن الصيدلة وشهدت مستشفيات ابن طولون والمؤيدي الذين كانوا من أكبر المستشفيات في العالم ويعمل بها كبار الأطباء والصيادلة ، ويتم تحضير مئات من الاخلاط والاذهان والأدوية المفردة والمركبة.
وفي العصر الحديث كانت مصر من أول الدول التي انشئت مؤسسة تعليمية للطب والصيدلة وكان في عام 1827 بأبي زعبل ونقلت بعدها للقلعة وفي عام 1837 نقلت للقصر العيني حيث موجودة إلى الآن ، وتخرج منها أول دفعة من الصيادلة عام 1832 وكان عددهم 25 صيدلي.
وفي عام 1934 أنشئت شركة مصر للأدوية لتوطين الصناعات الدوائية بالبلاد وتطورت الصناعات الدوائية في الخمسينات، وشهدت في الأعوام الأخيرة نقلة نوعية كبيرة، وتعتبر الصناعات الدوائية والصيدلانية واللقاحات من الصناعات الاستراتيجية والهامة التي تساهم في النهوض بالنظام الصحي، وفي التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية، ومع افتتاح مجموعة المصانع الجديدة تستكمل مصر حلقة الاكتفاء الذاتي الدوائي وتأمين الأدوية للدول العربية والأفريقية والاسيوية ودول أوروبية كثيرة ودول امريكا اللاتينية.
ومع الانتشار الواسع في التعليم الصيدلاني المتقدم والمراكز البحثية ، ومصر معروفة تاريخيًا بالزراعات للنباتات الطبية ، مما يجعلها من مصادر المواد الخام للصناعات الدوائية في المستقبل القريب، وبهذا الإنجاز العظيم الذي يضاف للإنجازات الكبيرة في خدمة الإنسانية والاقتصاد والمعرفة التي تتميز بها جمهورية مصر العربية.
اذ يسرني أن أتقدم بأصدق ايات التهاني والتبريكات للقطاع الصحي المصري وعلى رأسه معالي البرفيسور خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان ، و اللواء طبيب بهاء الدين زيدان رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد ، والدكتور علي الغمراوي رئيس هيئة الدواء المصرية، وإلى كل الصيادلة والقطاع الصناعي الدوائي المصري .
وتستمر مصر الكنانة كما تعرفها البشرية والعالم أرض العلم والطب والزراعة والصناعة والخير ..ومزيد من التقدم والازدهار والنماء .