في ظل الأزمة المفاجئة التي تسبّب بها حريق سنترال رمسيس صباح الأحد، والذي أدى إلى تأثر خدمات الاتصالات والإنترنت في عدد كبير من المناطق بالقاهرة الكبرى وبعض المحافظات، برز كل من البنك التجاري الدولي (CIB) وشركة فودافون مصر كنموذجين للاستجابة السريعة والقدرة على استمرارية الخدمة، وسط إشادات من العملاء على مواقع التواصل الاجتماعي وفي المقرات الفعلية.
في وقت أعلنت فيه العديد من البنوك عن توقف مؤقت لأجهزة الصراف الآلي (ATM) وتعذر إجراء بعض المعاملات الإلكترونية، فوجئ عملاء البنك التجاري الدولي بقدرة البنك على الحفاظ على تشغيل خدماته البنكية الأساسية، سواء عبر تطبيق الهاتف المحمول أو أجهزة الصراف الآلي التابعة له في عدد من المناطق الحيوية.
ورغم الضغط على الشبكة والبنية التحتية للاتصالات، نجح البنك في ضمان استقرار معظم خدماته الرقمية، مما ساعد آلاف العملاء في إنجاز معاملاتهم دون انقطاع. وقد عبّر عدد من المستخدمين عبر منصات التواصل عن تقديرهم لإدارة البنك على هذا الأداء الاحترافي، خاصة في الظروف الطارئة.
على صعيد آخر، واجهت شركات الاتصالات تحديًا كبيرًا في ظل تعطل بعض محاور الربط الحيوية، لكن شركة فودافون مصر نجحت في الحفاظ على قدر كبير من جودة الخدمة، سواء على مستوى المكالمات الصوتية أو الإنترنت.
وأكد عدد من المستخدمين أن شبكة فودافون كانت من أقل الشبكات تأثرًا بالأزمة، مشيدين بقدرة الشركة على التعامل مع الانقطاعات وإعادة الخدمة بسرعة في بعض المناطق المتأثرة.
في هذا السياق، أشار بعض عملاء فودافون إلى أن تطبيق My Vodafone ظل يعمل بكفاءة، مع إمكانية شحن الرصيد وتحويله، واستخدام خدمات المحافظ الإلكترونية.
تداول مستخدمون صورًا ومقاطع من مواقع مختلفة في القاهرة، تُظهر ازدحامًا على ماكينات الصراف الآلي العاملة وتعطلاً شبه كامل في خدمات بنكية ومصرفية في بعض الفروع التابعة لبنوك أخرى.
في المقابل، أظهرت أجهزة CIB استجابة فعالة، ما مثّل طوق نجاة لعملاء اضطروا لسحب أموالهم في ظل تعطل خدمات الدفع الإلكتروني في عدد من المطاعم والمحال.
بحسب خبراء، فإن هذه الأزمة كشفت عن الفارق في مستويات الجاهزية الرقمية واستراتيجيات إدارة المخاطر بين الكيانات المصرفية وشركات الاتصالات في مصر. وأشار البعض إلى أهمية استثمار البنوك والمؤسسات في خطط طوارئ رقمية مدروسة تضمن استمرارية الخدمة، خصوصًا في ظل التحول المتزايد نحو الخدمات غير النقدية.
في ضوء ما حدث، ارتفعت الدعوات بضرورة إعادة تقييم البنية التحتية لشبكات الاتصالات، وتعزيز أنظمة الحماية، وتوسيع خطوط الربط البديلة لتفادي سيناريوهات انقطاع شاملة مستقبلاً.