وكالات
انتعشت عائدات النفط الروسية في مارس/آذار وأبريل/نيسان لتصل إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، وفقًا لتقرير جديد من “Centre for Research in Energy and Clean Air”، وهي مؤسسة بحثية فنلندية مستقلة، مما عزز قدرة الرئيس فلاديمير بوتين على تمويل الحرب في أوكرانيا.
وبحسب المؤسسة البحثية، عائدات روسيا من صادرات النفط قد تعافت من المستويات التي وصلت إليها في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط.
وتظهر النتائج أن موسكو تمكنت مؤخرًا من استعادة أرباح صادرات الوقود الأحفوري بنجاح على الرغم من فرض دول الغرب حظر على استيراد الوقود وأيضا فرض مجموعة السبع سقف على أسعار النفط.
يأتي ذلك بعد أقل من أسبوع من إعلان زعماء مجموعة السبع في ختام قمة هيروشيما في اليابان أن سقف أسعار النفط والمنتجات البترولية الروسية كان “ناجحًا” حيث أشارت إلى انخفاض الإيرادات الروسية وأن انخفاض أسعار النفط والغاز يعود بالفائدة على البلدان في جميع أنحاء العالم.
التوقعات بشأن عائدات النفط الروسية
أظهرت البيانات، في بداية العام، انهيار عائدات روسيا من صادرات الوقود الأحفوري خلال ديسمبر/كانون الأول 2022 مما كان حينها يؤكد فعالية قرارات دول الغرب الذين يستهدفون عائدات النفط الروسية وأثار دعوات لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمساعدة كييف في الحرب.
ومع ذلك، تظهر أحدث النتائج التي توصلت إليها “Centre for Research in Energy and Clean Air” أن عائدات ضرائب النفط الروسية ارتفعت بنسبة 6% على أساس شهري في أبريل/نيسان بسبب زيادة عائدات التصدير في مارس/آذار.
وتشير البيانات إلى أن عائدات الكرملين لا تزال أقل بكثير من المستويات المسجلة في أبريل/نيسان من العام الماضي، عندما قفزت أسعار النفط.
ووفقا للتقرير، نتج عن زيادة عائدات التصدير في مارس/آذار انتعاشًا بنسبة 5% على أساس شهري في عائدات ضرائب استخراج المعادن في روسيا خلال شهر أبريل/نيسان حيث من المتوقع حدوث زيادة أكبر في مايو/أيار.
وهذا يعني أنه بعد الوصول لأدنى مستوياتها في بداية عام 2023، تعافت عائدات ضرائب النفط الروسية منذ ذلك الحين بسبب زيادة المبيعات.
وأشارت المؤسسة إلى أن “الضرائب العائدة للكرملين كانت تتأثر بشكل مباشر بأسعار النفط الخام الروسي، مما يسلط الضوء على أهمية سقف أسعار النفط. وتقوم الدولة أيضًا بتغيير نظامها الضريبي لتقليل تأثير سقف السعر”.
وبحسب التقرير، منذ حظر استيراد الاتحاد الأوروبي وفرض مجموعة السبع سقف على النفط الروسي، حققت موسكو ما يقدر بنحو 58 مليار يورو (62.5 مليار دولار) من عائدات الصادرات من النفط المنقول بحرا.
وأضافت أن معظمها تم نقله على ناقلات أوروبية. وتتوقع انخفاض عائدات روسيا بمقدار 22 مليار يورو أخرى إذا تم تخفيض سقف أسعار النفط الخام إلى 30 دولارًا للبرميل وتم تعديل الحدود القصوى لأسعار المنتجات النفطية وفقًا لذلك.
لماذا تفرض دول الغرب سقفاً على أسعار النفط الروسي؟
فرضت مجموعة السبع وأستراليا والاتحاد الأوروبي حدًا أقصى لسعر برميل النفط الروسي قدره 60 دولارًا في الخامس من ديسمبر/كانون الأول 2022. وجاء ذلك جنبًا إلى جنب مع قرار الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بفرض حظر على استيراد النفط الخام الروسي المنقولة بحراً.
سويًا، كان يُعتقد أن الإجراءات تعكس إلى حد بعيد أهم خطوة لتقليص عائدات تصدير الوقود الأحفوري التي تمول الحرب الروسية في أوكرانيا.
في فبراير/شباط، قامت دول الغرب مرة أخرى بفرض سقف سعر عند 100 دولار للبرميل على المنتجات البترولية الروسية مثل الديزل و45 دولارًا للبرميل على المنتجات البترولية الروسية مثل زيوت الوقود التي يتم تداولها دون سعرها في السوق على النفط الخام.
الهدف من سياسة الحد الأقصى للأسعار هو تقييد عائدات النفط الروسية مع الحفاظ على إمدادات النفط الروسي. وفي هذا السياق، قالت وزارة الخزانة الأميركية، الأسبوع الماضي، إن السياسة الحالية لدول الغرب تحقق كلا الهدفين وذلك بعد ستة أشهر تقريبًا من تطبيق سقف الأسعار.
تقدر وزارة الخزانة أن عائدات النفط الروسية تراجعت إلى 23% فقط من الميزانية الروسية هذا العام، بانخفاض ما بين 30% إلى 35% من إجمالي الميزانية الروسية قبل أن تشن موسكو حربها على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
وقالت الولايات المتحدة إن هذا الانخفاض في الإيرادات حدث في وقت كانت فيه روسيا تصدر ما يصل إلى 10% من النفط الخام في أبريل/نيسان 2023 مقارنة بشهر مارس/آذار من العام الماضي.