كان العرض مُبهرًا بكل تفاصيله، مختلفًا في فكرته، وعميقًا في رسائله… لم يكن مجرد احتفال، بل لوحة فنية تحمل في كل مشهد رسالة عن مصر وحضارتها ووجدانها.
العرض جاء مليئًا بالرسائل المتنوعة، وكل فقرة فيه كان لها معنى مقصود.
من التنورة التي تُجسّد الثقافة المصرية الأصيلة، إلى الموسيقى الأوبرالية التي تُخاطب وجدان كل الشعوب، بلغة الفن العالمية التي يفهمها الجميع، لترسّخ فكرة أن المتحف هو إهداء من مصر إلى العالم.
أُعجبت كثيرًا بالانتقال بين مشاهد العالم، مرورًا برموز حضارتنا: المسلات لتأكيد أنها جزء من هويتنا المصرية، العاصمة الإدارية الجديدة كرمز للامتداد الطبيعي للحضارة، الغناء النوبي الذي يرمز لنهر النيل، شريان الحياة، والمشهد المذهل الذي جمع الترانيم مع الإنشاد الديني في مقطوعة تقشعر لها الأبدان، وسط لوحة فنية مبهرة استخدمت فيها التنورة ومشاهد من الكنيسة، لتجسّد في تناغم رائع روح التسامح والوحدة المصرية.
تأثرت كثيرًا بكلمة الوزير فاروق حسني التي كانت مليئة بالمشاعر الصادقة والحنين للفن والإبداع، وكلمة الدكتور السير مجدي يعقوب التي أضافت بُعدًا إنسانيًا عميقًا ورسالة عن الطب كقيمة وعطاء، ضمن رسائل العرض التي جمعت بين العلم والفن والحضارة.
كما لفتني تسليط الضوء على الطفل حسين عبد الرسول ودوره التاريخي في اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، في تذكير جميل بأن وراء كل إنجاز مصري، حكاية تبدأ من شغف طفل وفضوله.
اللحظات المبهرة لإضاءة المتاحف والقلعة وصوت الفايولين كانت تُوصل رسالة واضحة: أن المتحف المصري الكبير هو هدية من مصر إلى العالم، دعوة للفخر، وللحوار بين الماضي والمستقبل، وللتأكيد على أن حضارتنا مستمرة ومُلهمة.
والأجمل أن مدة العرض كانت مناسبة وقصيرة بما يتماشى مع كونه حفلًا رئاسيًا رسميًا، فجمعت الفقرات بين الإبداع والاختصار في توازن جميل.
كان عرضًا يليق بعظمة مصر… يمس القلب والعقل معًا، ويُذكرنا أن قوتنا الحقيقية في حضارتنا، وفي قدرتنا على الإبداع مهما تغيّرت الأزمنة.