وكالات
كشفت شركة “سبيس إكس” أنها أرجأت إلى أجل غير مسمى مهمة “بولاريس دون Polaris Dawn” التي كان يُفترَض أن تنطلق من فلوريدا، وهي الأولى من تنظيم القطاع الخاص تلحظ خروج ركابها من المركبة للتجوّل في الفضاء، وذلك بسبب مخاطر مرتبطة بالطقس.
وكتبت الشركة عبر منصة إكس “نظرا لتوقعات الطقس غير المواتية في منطقة هبوط كبسولة دراغون قبالة ساحل فلوريدا، تخلينا اليوم وغدا عن مواعيد إطلاق (صاروخ) فالكون 9 في إطار مهمة بولاريس دون”.
وأضافت الشركة “تواصل الفرق مراقبة الطقس بحثا عن ظروف الإقلاع والعودة المواتية”.
وكان إطلاق مهمة “بولاريس دون” قد أرجئ أساسا لأربع وعشرين ساعة بعد رصد “تسرب هيليوم” يوم الاثنين على وصلة إمداد للصاروخ. وغالبا ما يُستخدم الهيليوم، وهو غاز غير قابل للاشتعال، في أنظمة الدفع.
وحُدد في بادئ الأمر موعد جديد لإقلاع الصاروخ “فالكون 9” مع الكبسولة دراغون التي تضم أفراد الطاقم، الأربعاء عند الساعة 3:38 صباحا (07:38 توقيت غرينتش) من مركز كينيدي للفضاء.
وأكدت “سبيس إكس” يوم الثلاثاء أن “جميع الأنظمة جاهزة للإطلاق غدا”.
ويقود هذه المهمة التي تستغرق خمسة أيام الملياردير الأميركي جاريد أيزاكمان، الذي يتعاون منذ سنوات مع الشركة المملوكة لإيلون ماسك.
وترمي الرحلة خصوصا إلى اختبار بزات “سبيس إكس” الأولى المخصصة للتجول في الفضاء، وهي بيضاء وذات مظهر استشرافي.
وكان من المقرر أن يُبث الخروج من المركبة، والذي يُتوقع أن يكون مذهلا، على الهواء مباشرة في اليوم الثالث من المهمة.
ويُفترض أن تصل المركبة الفضائية أيضا إلى ارتفاع 1400 كيلومتر، وهو أبعد ارتفاع تصل إليه طواقم المهمات الفضائية منذ بعثات “أبولو” القمرية.
كما تشهد المهمة الموعودة أول رحلة لموظفين في “سبيس إكس” إلى الفضاء، هما سارة غيليس وآنّا مينون. ويضم الطاقم أيضا الطيار سكوت بوتيت، الطيار السابق في سلاح الجو الأميركي المقرّب من ايزاكمان.
وقد خضع المغامرون الأربعة لتدريبات مكثفة لأكثر من عامين، شملت نحو 2000 ساعة في جهاز محاكاة، وجلسات في جهاز طرد مركزي (دوران سريع)، والغوص، والقفز بالمظلة، وحتى التدريب على سبل الصمود في الإكوادور.
عبور الحدود النهائية
وتهدف مهمة “بولاريس دون” إلى أن تكون علامة فارقة جديدة في قطاع استكشاف الفضاء التجاري.
وكان جاريد ايزاكمان (41 عاما)، وهو رئيس الشركة المالية Shift4، قد سافر بالفعل إلى الفضاء في عام 2021 في إطار مهمة مدارية تابعة لشركة “سبيس إكس” حملت اسم “إنسبيريشن 4″، وهي أول مهمة في التاريخ لا تضم أي رواد فضاء محترفين.
ولم يُكشف عن حجم استثماره في مهمة “بولاريس”. ويُتوقع أن يتضمن برنامج “سبيس إكس” الطموح ثلاث مهمات، بينها أول رحلة مأهولة لصاروخ “ستارشيب” العملاق الذي يجري تطويره حاليا والمخصص للرحلات إلى القمر والمريخ.
وأشاد جاريد ايزاكمان بدور القطاع الخاص في “عبور هذه الحدود النهائية”.
وقال “أودّ أن يرى أطفالي بشراً يمشون على القمر والمريخ. لم نقم حتى بملامسة السطح بعد (…) هناك الكثير لاستكشافه”.
وأوضح ايزاكمان أن “الفكرة تقوم على تطوير واختبار تقنيات ومناورات جديدة، لتعزيز رؤية سبيس إكس الجريئة للسماح للبشرية بالسفر بين النجوم”.
ولفت إلى أنه على بعد 1400 كيلومتر – أي أكثر من ثلاثة أضعاف المسافة إلى محطة الفضاء الدولية – تكون البيئة مختلفة تماما على صعيد الإشعاع والنيازك الدقيقة.
وعملية السير المقررة في الفضاء، في مدار أدنى، ستكون الأولى التي يقوم بها مدنيون ليسوا رواد فضاء محترفين.