أظهرت بيانات حديثة، جاءت بتقرير نشرته «سيلزفورس» العالمية، أن التضخم الذي تسبب في الارتفاع الكبير في تكاليف متاجر التجزئة وزيادة أسعار المستهلك، سيلعب دورا رئيسيا في فترة التسوق لموسم العطلات خلال العام 2022.
ووفقا لمؤشرات التقرير للتسوّق، والذي يعمد إلى تحليل البيانات العالمية التي يتم جمعها من أكثر من مليار مستهلك، فإن المبيعات عبر الإنترنت مُرشّحة للاستقرار أكثر هذا الموسم، ومن المتوقع أن تصل مبيعات شهري نوفمبر وديسمبر إلى قرابة 1,12 تريليون دولار حول العالم.
ومع استمرار الصعوبات التي تواجهها شركات البيع بالتجزئة والمورّدين في محاولة لاستيعاب تكاليف التشغيل، وما ينتج عن ذلك من ارتفاع في أسعار المستهلك، توقع تقرير «سيلزفورس»، أنه سوف يحافظ الارتفاع في الإنفاق عبر الإنترنت والذي شهدته الأسواق خلال العامين الماضيين على قوته خلال العام 2022، على الرغم من أنه لم يتغيّر نسبيا مقارنة بالعام الماضي.
وتواصل المبيعات الرقمية في تفوقها اللافت على مستوياتها في فترة ما قبل الجائحة “ارتفعت بمعدّل 55% عالميا للسنوات الثلاث الماضية لدى مقارنتها بالعام 2019″، ومع ذلك، فإنها ستبقى عند مستويات ثابتة نسبيا لدى مقارنتها بالعام 2021 – بتراجع بمعدّل 2% عالميًا.
كما أنه من المتوقّع أن تتسبّب ارتفاع معدلات التضخّم في يتراجع حجم إنفاق المستهلكين حول العالم، ومع زيادة أسعار المبيعات عبر الإنترنت بمعدّل 7% عالميا مقارنة بالعام 2021 – وحوالي 15% مقارنة بالعام 2020 – فإن إجمالي طلبات المستهلكين عبر الإنترنت سوف تتراجع بمعدّل يصل إلى 7% مقارنة بموسم التسوّق للعطلات خلال العام 2021.
ولفت التقر إلى أن معدلات ارتفاع التكاليف على مستوى المورّدين، والعمالة، والنقل سوف يتجاوز تلك الزيادة التي تمرّرها شركات البيع بالتجزئة إلى المستهلك، مما قد يعني تهديدا لقرابة 10% من هوامش الأرباح المتاحة لشركات البيع بالتجزئة والعلامات التجارية، وذلك حسبما أشارت تحليلات صادرة عن شركة “سيلزفورس”.
وتوقع التقرير، أنه سيدفع ارتفاع معدّلات التضخّم أربعة من كل عشرة متسوّقين 42% إلى البدء في التسوّق لموسم العطلات في وقت مبكّر نسبيا خلال هذا العام، وتتوقّع سيلزفورس أن تشهد الأسابيع الثلاث الأولى من شهر نوفمبر تسجيل 29% من مبيعات موسم العطلات هذا العام – أي قبل انطلاقة فعاليات أسبوع التسوّق عبر الإنترنت Cyber Week. وهذا ما يشكّل زيادة بمعدّل 5% مقارنة بالعام 2021.
ويقول غالبية المستهلكين – ستة من أصل عشرة – أنهم سوف يبحثون عن منتجات مستدامة وخيارات التوصيل خلال موسم العطلات. وعلى الرغم من التركيز الكبير على ذلك، فإن ما يقل عن واحد من بين كل أربع شركات تجارة تجزئة أو علامات تجارية 23% فقط سوف تعمد إلى الترويج وتقديم خيارات مستدامة خلال رحلة التسوّق هذه.
وقال روب جارف، نائب الرئيس ومدير عام قطاع البيع بالتجزئة لدى سيلزفورس: “تشعر شركات البيع بالتجزئة بالضغوط الناجمة عن تقلص هوامش الأرباح بسبب الزيادة في كلفة العمالة، وارتفاع أسعار الوقود، وتكاليف الاحتفاظ بمخزون المنتجات، ويجدر بشركات البيع بالتجزئة ألا تترك المجال لهوامش الأرباح أن تسرق منهم فرحة الأعياد، فمن الضرورة بمكان أن تعمل على احتواء التكاليف من خلال أتمتة وتوسيع نطاق العمليات – لا سيما من خلال ضمان سير الأعمال بسلاسة وتذليل العقبات أمام تنقل المتسوّقين ما بين منصات التسوّق الرقمي ونقاط البيع التقليدية”.