قال طارق عامر، محافظ البنك المركزي المصري، إن الدولة تواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في ارتفاع معدلات التضخم بشكل مستمر، لافتًا إلى أن البنك المركزي المصري يعمل على مواجهة هذا الارتفاع، وتحقيق التوازن، والحفاظ على توفير فرص العمل عبر جذب المزيد من الاستثمارات، مؤكدًا أن معدلات التضخم في مصر معقولة مقارنة بالمستويات العالمية.
وأشار “عامر” خلال كلمته في الاجتماعات السنوية التاسعة والعشرين للبنك الأفريقي للاستيراد والتصدير، والتي تنعقد في العاصمة الإدارية الجديدة، إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرغبة في أن يرى أفريكسيم بنك في العديد من الدول الأفريقية، إيمانًا بما يقوم به البنك في أفريقيا، لافتًا إلى رغبة الرئيس في دعم البنك بمزيد من رأس المال ومزيد من الموارد.
وأضاف عامر: “أتولى منذ 7 أعوام، ولاحظنا الكثير من الزخم والتحولات فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الدولية، والبنك المركزي يعمل على تعزيز التعاون الأفريقي، ونطلب من شركائنا المزيد من التواصل والانتماء”.
وتساءل محافظ البنك المركزي: لماذا لا نستفيد من الإمكانيات الأفريقية ولدينا المزيد من القدرات المصرفية والمالية والاقتصادية؟ مشيرًا إلى أن الأسواق الأفريقية تتغير وتتحرك، ولا بد من ترجمة هذه التطلعات الأفريقية ومكافحة الفقر والتضخم، ونقلها إلى الواقع، ولا بد أن تتعاون المصادر الإقليمية متعددة الأطراف، وحاولنا منذ أعوام أن نبحث الحلول خارج أفريقيا، ولكن وجدنا أن الحلول لا بد أن تاتي في أفريقيا.
وأضاف: “لدبنا كثير من التحديات الضخمة، ولكن يمكننا أن نتعاون مع البنوك المركزية الأفريقية للقضاء على التحديات، والقضاء على الفقر، والسيطرة على معدلات التضخم الهائلة، وتعزيز التجارة الأفريقية”.
وتابع: “إن الشباب هم أمل المستقبل، ويعمل في البنك المركزي المصري الكثير من الشباب، ونائب رئيس البنك المركزي المصري يبلغ عمره 39 عامًا، ونحاول دائمًا أن نضخ الدماء الجديدة، ودعم الشباب، ونأمل أن برنامج البنك الأفريقي الجديد لدعم الشباب يحمل الكثير من الأفكار الإبداعية، وأفريكسيم بنك لديه هذه المهارة في عقد الصفقات التجارية، وتحويل أفكار الشباب الريادية إلى أرض الواقع”.
وأوضح الدكتور بانديكيت أورواما، رئيس البنك الإفريقى للتصدير والاستيراد، أن هذا هو الاجتماع الأول للبنك بعد جائحة كورونا، معبرًا عن تقديره للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، والذي ينعقد المؤتمر تحت رعايته، والمحافظ طارق عامر، محافظ البنك المركزي المصري، الذي شاركنا في تنظيم هذا المؤتمر.
وقال الدكتور بانديكيت أورواما، إن البنك المركزي المصري مساند قوي للبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد، وشارك البنك المركزي في تدريب العديد من المصرفيين الأفارقة، وكان لدينا استشارات لتأسيس مؤسسة ضمان الائتمان والاستثمار، ونقدر بشكل كبير شراكتنا التي ساعدت على النجاح.
وتابع: إن التفكير في السوق القارية الإفريقية بدأ منذ الستينيات مع تحرر الدول الإفريقية من الاحتلال، وأضاف أن 70% من تجارة إفريقيا تجارة في السلع، ونعمل على تفعيل منطقة التجارة الحرة الإفريقية والتي لم تشهد نشاطا كبيرا رغم تفعيلها؛ بسبب وجود صراعات سياسية بين بعض الدول، موضحا أن جوهر المشكلة التي تواجهه تعزيز التعاون بين دول القارة الإفريقية، ويتمثل في استنزاف موارد القارة وضعف النشاط الصناعي.
وأشار إلى أن التكنولوجيا والشباب عاملان مهمان يجب أن تستفيد منهما دول القارة، لذلك تركز الاجتماعات الحالية على استغلال إمكانيات الشباب لتحريك الاقتصاد، فهم يمثلون النسبة الأكبر من القوة العاملة فى الدول الإفريقية، ويجب الاستفادة منهم بالشكل المناسب.
ولفت إلى أن هناك العديد من المشروعات الواعدة لرواد الأعمال بالدول الإفريقية المختلفة، واستطاعوا أن يطوروا أعمالهم، ويتحولوا إلى شركات كبرى لها نشاط على المستوى الدولي، والشباب الإفريقي سيكون لهم دور فعال في منطقة التجارة الإفريقية، وفي تحريك مستقبل الاقتصاد، والبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد يعمل على دعم هؤلاء الشباب، وتوفير التمويل اللازم لمشروعاتهم، كذلك قمنا بتطوير منصة إلكترونية للتجارة البينية، وقمنا بعمل برنامج للدفع الإلكتروني على مستوى القارة؛ لتسهيل التعاملات المالية والتجارية، كما نتعاون مع منظمة التجارة العالمية للاستفادة من جهود وإمكانيات الشباب.