انخفضت أحجام الصفقات المنجزة بنسبة 9٪ في عام 2020 مقارنة بعام 2019 في العالم. ولكن على الرغم من هذا الانخفاض العالمي ، فقد زاد نشاط الاندماج والاستحواذ في الشرق الأوسط بشكل هامشي بنسبة 6٪ في عام 2020 ، حيث تم إنجاز 235 صفقة في المنطقة ، مقارنة بـ 221 في عام 2019. ظلت الإمارات العربية المتحدة أهم نقطة تركيز نشاط الاندماج والاستحواذ من حيث عدد الصفقات المنجزة ، تليها مصر والمملكة العربية السعودية.
وتري بي دبليو سي في نسختها الثالثة من تقرير الصفقات الذي أصدرته مؤخراً أن هناك زيادة 6% في عمليات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2020 على الرغم من آثار انتشار الوباء التي قيدت نشاط الاندماج والاستحواذ، نجح صناع الصفقات في المنطقة نجحوا في التكيف بسرعة وبشكلٍ مبتكر مع الأزمة التي خلقت ما يسمى بالوضع الطبيعي الجديد.
ضمن جهودها لمواصلة التأقلم مع الظروف التي فرضها الوباء، تقوم الشركات في جميع أنحاء العالم بمراجعة خطط تخصيص رأس المال الاستراتيجي، وتقييم المسار الذي ستسير عليه أعمالهم الأساسية مستقبلاً. في هذا السياق، يُلقي التقرير نظرة على العوامل التالية التي يمكن أن تُساهم في دفع قطاع الصفقات في الشرق الأوسط خلال العامين المقبلين:
تركيز الحفاظ على القيمة: من خلال توحيد العمليات، وتصفية الاستثمارات من الأصول غير الأساسية، بما يتماشى مع جهود التركيز العالمي على إصلاح وإعادة تشكيل الأعمال.
تعافي الجهات التابعة للحكومة: من خلال الاستثمار العام المبني على استراتيجية محددة لتحفيز الاقتصادات، مع برامج الخصخصة المُعجلة، لا سيما في البنية التحتية والمرافق.
التحول إلى التكنولوجيا كحل رئيسي هام: من خلال زيادة دمج التقنيات الرقمية الجديدة في القطاعات الأساسية.
الصفقات الانتفاعية: ستُمكن السيولة في السوق المستثمرين من الحصول على الأصول المتعثرة في القطاعات الجديدة، بما في ذلك الشركات الناشئة القائمة على التكنولوجيا مما يسهل عملية تنويع المحفظة.
التوطين: سيؤدي استمرار اضطراب سلسلة التوريد، لا سيما في المنتجات الغذائية والزراعية، إلى تكثيف التركيز على تقليل الاعتماد على الواردات.
التركيز البيئي والاجتماعي والحوكمة: من المتوقع أن تنعكس زيادة الوعي والتأثير البيئي والاجتماعي والحوكمة على عقد الصفقات حيث أن التركيز البيئي والاجتماعي والحوكمة مُدمج في صميم المؤسسات، ويتم أيضاً النظر في قرارات الاستثمار من خلال المنظور البيئي والاجتماعي والحوكمة.
وقال روميل راديا – الشريك المسؤول عن أسواق الصفقات وخدمات التقييم الإقليمية في بي دبليو سي الشرق الأوسط نعيش حالياً في الوضع الطبيعي الجديد حيث تُعيد الشركات التفكير في استراتيجياتها للتغلب على حالة عدم الاستقرار ولكن من المهم أيضاً أن تتمتع الشركات بالمرونة اللازمة، وأن تعيد تقييم رأس مالها خاصةً أنه لم يعد من الممكن تعليق الصفقات لفترة أطول.
وتابع، ستستمر جائحة فيروس كوفيد – 19 في إجبار الشركات على إعادة هيكلة عملياتها ورقمنتها في السنوات المقبلة. ومع ذلك فإنه من الضروري لصناع الصفقات والأعمال أن يأخذوا في الاعتبار البيئة المتغيرة الحالية وينتهزوها كفرصة لتحقيق أهدافهم الاستراتيجية وقد تكون أفضل أو أسرع طريقة لسد الفجوات، على سبيل المثال، في التقنيات أو الموارد.
ويُشار إلى أنه تراجعت أحجام الصفقات للصفقات المُنجزة بنسبة 9٪ في عام 2020 مقارنة بعام 2019 على مستوى العالم، حيث تسبب الوباء بتباطؤ المعاملات أو حتى توقفها ومع ذلك شهد نشاط الاندماج والاستحواذ في الشرق الأوسط زيادة هامشية بنسبة 6٪ في عام 2020 مقارنة بالعام الذي سبقه.
وتمت إجمالاً 235 صفقة في عام 2020 في المنطقة، مقارنة بـ 221 صفقة في عام 2019. وتم تقييم أكثر من نصف الصفقات (أي 117 صفقة) بأقل من 100 مليون دولار، وستة صفقات تزيد قيمتها عن مليار دولار.
وقد سلط التقرير الضوء على العديد من اتجاهات الاندماج والاستحواذ التي سبقت الوباء وعززها ظهوره. ويتحدث التقرير أيضًا حول مدى تأثر السوق واضطرابه بسبب الوباء وما قدمه من مجالات جديدة لصناع الصفقات لاكتشافها”.
ومن جانبه أكد أوفيس توشتاني – شريك في قطاع خدمات الصفقات في بي دبليو سي الشرق الأوسط نشهد بالفعل زيادة في نشاط القطاعات الرئيسية التي تأثرت مباشرةً بوباء فيروس كوفيد -19، مثل الأسواق الاستهلاكية وقطاعات الرعاية الصحية وقطاع التكنولوجيا على الرغم من أن الصفقات تستغرق وقتاً أطول حتى يتم إتمامها نتيجة لاستمرار تقلبات السوق، إلا أن الدلائل المبكرة كشفت أن ثقة صناع الصفقات بدأت في العودة في الشرق الأوسط، وهو ما يمكن رؤيته مع زيادة العروض العامة الأولية (الاكتتابات الأولية) في المملكة العربية السعودية على سبيل المثال.
وبدأ يسود التفاؤل مع إطلاق حملة التطعيم العالمية في المنطقة، ولا شك أن هناك أسباب تشير للتفاؤل الحذر وبأننا نسير على خطى التعافي والوعي التام بوجود تحديات ممكنة في المستقبل. سيختلف شكل منحنى التعافي بشكل كبير في القطاعات المختلفة ويحتاج المستثمرون إلى أخذ ذلك في الاعتبار كجزء من الاستراتيجية الاستثمارية. نرى أن التركيز على العملاء والتحول الرقمي وتوطين سلاسل التوريد هي بعض العوامل الرئيسية التي ستؤثر على استراتيجية الاندماج والاستحواذ للشركات والمستثمرين في جميع أنحاء المنطقة”.