يحاول مستثمرو القطاع السياحي في مصر التغلب على أزمة تخفيف أحمال الكهرباء وتجنب تأثيرها على الفنادق وزيارات المواقع السياحية.
وقال خبراء ومستثمرون بالقطاع السياحي إن تكرار انقطاع الكهرباء يؤدي إلى تأثيرات سلبية على تجربة السياح، كما يضعف الخدمات المقدمة من قبل المطاعم والفنادق السياحية. بحسب ما نشره موقع العربية.
قال وزير السياحة المصري الأسبق هشام زعزوع إن انقطاع الكهرباء المتكرر في مصر مشكلة مؤقتة تؤثر بشكل طفيف على قطاع السياحة، لكنه سيستمر في النمو مع زيادة أعداد السياح القادمين إلى البلاد.
وأضاف زعزوع لـ”العربية Business” أن بعض الفنادق في المناطق السياحية الرئيسية التي تتمتع بنسب إشغالات قوية تعتمد بشكل أساسي على مولدات الكهرباء لعدم توفر شبكات كهرباء قوية تغطي تلك المناطق، موضحًا أن المشكلة في مصر تكمن في انقطاع الكهرباء وليس عدم توفرها.
وأكد أن الطلب على الوجهات السياحية في مصر هو طلب مضغوط ومتنوع ومستمر عالميًا بفضل السياحة الثقافية في المواقع الأثرية والأهرامات، والسياحة الترفيهية في المنتجعات بجانب السياحة البيئية والعلاجية وسياحة المغامرات وغيرها.
وقررت الحكومة قبل أسابيع تخفيف أحمال الكهرباء بما يتراوح بين 2 و3 ساعات يوميا على أثر أزمة نقص إمدادات الغاز والوقود لمحطات الكهرباء.
تحديد مواعيد انقطاع الكهرباء
قال رئيس غرفة الفنادق في الإسكندرية والساحل الشمالي، طوني غزال، إن استمرار مشكلة انقطاع الكهرباء يتطلب من الجهات الحكومية تحديد مواعيد ثابتة لقطع التيار، مما يساعد الفنادق في التخطيط للتعامل مع هذه المشكلة بشكل أفضل.
وأضاف غزال لـ”العربية Business” أن الفنادق المصرية يجب أن تتكيف مع ظروف تخفيف الأحمال، ويجب أن توفر الفنادق مولدات كهرباء إذا كانت لا تمتلك مثل هذه الوحدات لضمان راحة السياح.
وأوضح أن الانقطاع لفترات طويلة قد يؤثر على أداء مطاعم بعض الفنادق ويتسبب في تأخير تقديم الوجبات للضيوف، ولكن مع تحديد مواعيد الانقطاع، يمكن للمطاعم تنظيم عملها واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
برامج سياحية مبتكرة للترفيه
وأشار غزال إلى وجود حلول فنية أخرى يمكن للشركات والفنادق اعتمادها، مثل تعديل برامجها السياحية بخلق أنشطة ترفيهية ورحلات للسياح خلال فترات انقطاع الكهرباء، بحيث لا يشعرون بتأثيرها.
ودعا هشام زعزوع الحكومة إلى إرسال رسائل إيجابية عن الأوضاع الحالية في مصر وتعزيز الترويج السياحي، مشيراً إلى أن الاستقرار الأمني يجذب السياح رغم الأحداث الجيوسياسية في المنطقة، موضحا أن عدد السياح في شهري يناير وفبراير من العام الحالي كان أفضل مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وتستهدف الاستراتيجية الوطنية للسياحة المستدامة في مصر زيادة الحركة السياحية إلى 30 مليون سائح حتى عام 2028، من خلال العمل على زيادة معدلات الحركة السياحية الوافدة إلى المقصد السياحي المصري بنحو 25% و30% سنويا، وذلك في إطار رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030.
الاعتماد على المولدات
ومن جانبه، صرح وسيم محيى الدين، رئيس لجنة السياحة والآثار بجمعية رجال الأعمال بالإسكندرية، أن معظم الفنادق المصرية لا تعاني من مشكلة الانقطاع المتكرر للكهرباء بفضل وجود مولدات كهربائية.
كما أشار إلى أن العديد من المناطق السياحية في مصر لا تشهد انقطاعات كهربائية، ومعظم الفنادق حول العالم تعتمد على المولدات، خاصة في ظل أزمة الطاقة الحالية في أوروبا.
أضاف لـ”العربية Business” أنه لا توجد أي شكاوى حالية من السياح في مصر بسبب انقطاع الكهرباء، ولكن في حال استمرار الأزمة، قد يؤثر ذلك على حركة السياحة بشكل طفيف، مشيرا إلى أن تأثير الأحداث الجيوسياسية على السياحة الوافدة أكبر من مشكلة انقطاع الكهرباء.
حلول الطاقة المتجددة
قال نائب رئيس مجلس إدارة شركة “إكسبرينس Experience للفنادق وعضو غرفة المنشآت الفندقية بجنوب سيناء، إن العديد من الفنادق المصرية انتقلت إلى حلول بيئية للتغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء وتقليل تكاليف التشغيل، من خلال الاعتماد على الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء.
أضاف لـ”العربية Business”، ناثان أن قطاع الفنادق في مصر اتخذ خطوات فعلية في مجال الطاقة المستدامة، من خلال تقليص استهلاك الكهرباء واعتماد الطاقة الشمسية في توليد الطاقة، بهدف خفض تكاليف التشغيل والصيانة على المدى الطويل. كما أشار إلى بدء التعاون بين عدد من المنشآت السياحية والاتحاد الأوروبي لتمويل مثل هذه المشاريع.
تأهيل الشركات
وأكد عمرو صدقي، رئيس لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب الأسبق، ضرورة تأهيل وتدريب شركات السياحة بشكل أكبر على التعامل مع السياح، خاصة في مواجهة الأزمات والمشكلات، مع التركيز على تحديد التخصصات لتحسين جودة الخدمات بمشورة المتخصصين.
وقال صدقي إن أزمة الطاقة تمثل تحدياً عالمياً، ولكن يجب على الحكومة المصرية أن تقدم رسالة واضحة حول الموقف الحالي، بما في ذلك دعم القطاع السياحي بالطاقة.
كما أكد أن الحكومة تأخذ في الاعتبار المنشآت السياحية وتستثنيها من جدول الانقطاعات المتكررة للكهرباء، مما يساهم في استمرارية تقديم الخدمات بشكل جيد للسياح.