وكالات
رغم أن شركة “أبل” ظلت لسنوات طويلة تتربع على عرش شركات التكنولوجيا العملاقة، إلا أنها تواجه حالياً أطول تراجع لها منذ 20 عاماً، وذلك بسبب جملة من الضغوط التي تتعرض لها، فضلاً عن أن منتجها الرئيس وهو هاتف “آيفون” الذكي وبعض المنتجات الأخرى أصبحت تحت الاختبار بسبب المنافسة الشديدة التي تتعرض لها في الأسواق.
وكان لشركة “أبل” الفضل في العام 2007 بإحداث ثورة في مجال الاتصالات عندما أطلقت أول هاتف “آيفون”، حيث كان هاتفاً يعمل باللمس ويمكنه تشغيل الموسيقى والوصول إلى الإنترنت.
وبفضل “آيفون” أصبحت “أبل” لاحقاً أول شركة في العالم تصل قيمتها إلى أكثر من 3 تريليونات دولار العام الماضي، ما يعني أن حجمها أصبح يتفوق على اقتصادات دولٍ بأكملها.
لكن الشركة أصبحت في الشهور الأخيرة تواجه ضغوطاً متزايدة، بحسب ما أوردت العديد من التقارير الغربية التي طالعتها “العربية نت”، أما أبرز هذه الضغوط فهي المنافسة المتزايدة واللوائح التنظيمية، وضغط تكلفة المعيشة، وسلسلة من التحديات القانونية، مما جعلها تقترب من أطول تراجع لها منذ أكثر من عقدين.
وفي بداية العام الحالي أصدر محللو “وول ستريت” تخفيضاً ثانياً لسهم شركة “أبل” مما ترك المستثمرين في حالة من القلق بشأن الفترة المتبقية من هذا العام.
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، بدأت شركة “أبل” في دفع 500 مليون دولار للعملاء في دعوى قضائية جماعية طويلة الأمد بسبب مزاعم بأنها أبطأت عمداً بعض أجهزة “آيفون” في الولايات المتحدة.
وبقيت الشركة أيضاً خارج السباق بين عمالقة التكنولوجيا لتطوير نظام الذكاء الاصطناعي الأكثر تأثيراً، وهي خطوة يرى المحللون أنها مسؤولة عن خسارتها أمام “مايكروسوفت” الداعم الرئيس لشركة (OpenAI) التي هي الان أكبر شركة في العالم تعمل في مجال الاصطناعي، وهي صاحبة الابتكار المثير للجدل “تشات جي بي تي”.
ويرى بعض المحللين أن نضج سوق الهواتف الذكية قد أثار تحديات جديدة لشركة “أبل” في الوقت الذي تتعامل فيه مع مواقف المستهلكين المتغيرة.
ونقلت وسائل إعلام بريطانية عن بن وود، كبير المحللين في شركة (CCS Insight) لأبحاث التكنولوجيا قوله: “لقد تغير سوق الهواتف الذكية بشكل لا يمكن التعرف عليه خلال العقد الماضي أو أكثر”. وأضاف وود: “لقد أصبح منتجاً سلعياً. مجرد شيء يجب على الناس امتلاكه. لكنهم مرتاحون جداً له. ويحتفظون به لفترة أطول”.
وتابع: “التشبيه الجيد هو أنه يشبه الغسالة المتواضعة، فأنت لا تستيقظ في الصباح وتعتقد أنني سأخرج اليوم وأشتري لنفسي غسالة جديدة. ولكن إذا تعطلت، فيجب عليك بالتأكيد أن تفعل ذلك.. أي الحصول على واحدة جديدة”.
لكن محللين آخرين يتوقعون أن تعمل شركة “أبل” على إعادة المستهلكين مجدداً من خلال التطبيقات والخدمات والمنتجات التقنية الأخرى، حيث يقول تشارلز آرثر، المحلل والمؤلف التكنولوجي: “يشتري عدد أقل من الأشخاص أجهزة آيفون، لكن لا يزال لديهم أجهزة آيفون في أيديهم. وهذا يعني أن أبل يمكنها أن تبيع لهم خدمات من نوع أو آخر سواء كان ذلك من خلال التخزين السحابي، أو كان ذلك يتعلق باللياقة البدنية وتطبيقات اللياقة البدنية وما إلى ذلك”.
ويضيف: “لذا فإن أي نوع من التباطؤ من هذا القبيل هو ببساطة قانون الأعداد الكبيرة. ولا يمكن أن يستمر في النمو بشكل كبير إلى الأبد”.
وينتظر المستثمرون صدور النتائج المالية لشركة “ابل” في بداية شهر فبراير المقبل، والتي ستؤكد ما إذا كانت الإيرادات قد انخفضت على أساس سنوي أم لا للربع الخامس على التوالي خلال فترة أعياد رأس السنة.