وكالات
وصلت أسعار الذهب إلى مستويات تاريخية جديدة ما يعكس مخاوف المستثمرين سواء الاقتصادية أو السياسية.
ينظر إلى الذهب باعتباره ملاذا آمنا، يشتد بريقه في أوقات الأزمات، فهو لا يدر دخلا وامتلاكه يعتبر ثقيلا، ولهذا يتزايد الإقبال عليه في أوقات الركود الاقتصادي والضبابية، والحروب.
سجلت أسعار أونصة الذهب في نهاية تعاملات الثلاثاء الماضي 20 أغسطس، أعلى مستوياتها لتتجاوز 2531 دولارا. وارتفع الطلب العالمي على الذهب 3% على أساس سنوي إلى 1238 طنا في الربع الأول من 2024، مسجلا أقوى طلب في أي ربع أول منذ عام 2016.
ترتفع أسعار الذهب ليس بسبب عدم توفره. تحتوي خزائن الفيدرالي الأميركي على 507 آلاف سبيكة، فيما تحتوي خزائن بنك إنجلترا على 8650 طنا أخرى.
الإقبال على الذهب مدعوم برغبات شديدة من قبل أطراف مختلفة في التحوط من المخاطر المحتملة سواء الاقتصادية أو السياسية.
بنوك مركزية كبرى عززت حيازاتها من الذهب، ولاسيما في الصين وروسيا التي تريد التخلي عن الدولار في تعاملاتها، أو كعملة احتياط عالمية. صحيح أوقف بنك الشعب الصيني شراء الذهب في مايو الماضي، لكنه كان مشتر صاف للذهب لمدة 18 شهرا، بملكية 72.8 مليون أوقية.
أيضا الأثرياء يقبلون على شراء الذهب. عزز المضاربون رهاناتهم الصعودية الصافية على عقود الذهب الآجلة إلى أعلى مستوى في أربع سنوات تقريبًا.
في الصين أيضا يهرب المستثمرون الأفراد من الأزمة العقارية إلى الذهب. قفز الطلب على السبائك والعملات الذهبية 68% إلى 110 أطنان، وهو الأقوى في أكثر من سبعة أعوام.
تدعم أيضا التوترات الجيوسياسية الإقبال على شراء الذهب. في أوروبا تشتعل الحرب بين روسيا وأوكرانيا بعد هجوم الأخيرة على مدينة كورسك في الداخل الروسي. وفي منطقة الشرق الأوسط شنت كلا من إسرائيل وحزب الله هجوما متبادلا واسعا، وهذا له تأثيرات على معنويات المستثمرين وتوجهاتهم.
يقول كلفن وونج كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادي لدى أواندا “حقيقة أن لدينا الكثير من عدم اليقين على الجبهة الجيوسياسية يدعم الاتجاه الصعودي الذي لا يزال سائدا في الذهب”.
حتى مع توجهات الفيدرالي الأميركي إلى خفض أسعار الفائدة في سبتمبر المقل، والتي تؤدي إلى تقليل جاذبية الاحتفاظ بالسبائك التي لا تدر عوائد، إلا أن تصاعد التوترات الجيوسياسية تقف حائلا دون تراجع شهية الإقبال على الذهب.
يتوقع مدير التخطيط في شركة Computershare، خالد الخطيب، اختراق أسعار الذهب مستوى 2800 دولار هذا العام، حال استمرار التوترات الجيوسياسية.
لا أحد بإمكانه التحكم في ردة فعل الأفراد على هذه التوترات الجيوسياسية، أو تهدئة المخاوف بشأنها، المستثمرون يتصرفون تجاهها وفق طبيعتهم ومخاوفهم، وفيما يبدو أن هذه المخاوف لا يراد لها أن تهدأ.