بقلم : دينا حسين
سيتوقف المؤرخون والمحللين طويلا عند هذا التاريخ في المستقبل ..١١ مارس ٢٠٢٠.
يوم ان اقرت منظمه الصحه العالميه فيروس كورونا المستجد كوباء ولم يتوقف الامر عند الوباء فقط وانما تطرق الي الجائحه..
تلك الجائحه هي اسوأ ما مر علي العالم من ازمات منذ نهايه الحرب العالميه الثانيه.
اذا اصابك القلق، بشأن ما يحذر منه المراقبون من فتره كساد اقتصادي وانهيار الانظمه، من الممكن وانت في الحظر، ان تتوقف قليلا لقراءه موضوعيه للامور…
وقتها ستلاحظ ان النظم الاقتصاديه والسياسيه الكبري قبل الوباء لم تكن افضل كثيرا من الآن من الاساس..
وجاء الوباء واظهر نقاط ضعف ، لم يكن العالم لينتبه اليها ، لولا هذا الفيروس.
وبعد اكتساح الوباء تجلت لنا حقائق كدنا ان نظن انها مسلمات ، فيما يخص موازين القوي العظمي من حيث النمو الاقتصادي والقوه العسكريه والاستراتيجيه.
قبل الوباء تصدرت دول مثل الولايات المتحده والصين وبريطانيا وبعض الدول الاوروبيه مقدمه النظام الدولي بلا منازع..
وتراجعت دول اخري داخل المنطقه بسبب الازمات السياسيه والحروب، فتعثرت واصيب اقتصادها بنكسه اثرت علي اوجه الحياه بالنسبه لمواطنيها.
وبينما العالم مشغول بالصراعات الاقتصاديه والمنازعات السياسيه والتحايل لفرض السيطره العسكريه..
قام الانسان باستخدام كل السبل للوصول الي مطامعه المذكوره، فقضي علي المساحات الخضراء والغابات ، وحرق الفحم والمخلفات، ولوث المحيطات، ووقطع الاشجار فاصاب الاوزون، وقضي علي الفصائل النادره داخل الحياه البريه واستخدم السموم الممنوعه في الصناعات ، وفي الصيد الجائر..
واصبحت قضايا مثل تغيير المناخ، ونقص المياه والتصحر والاحتباس الحراريه هي احد اهم تحديات مستقبل آمن للجميع ..
وكنتيجه حتميه لهذا المشهد العابث، اصبح الكون ملوثا بالفطريات والجراثيم، وظهرت الامراض والاوبئه وقد تحورت وحيرت العلماء والمراقبين..
وتوقفت انفاس العالم في في ١١مارس ٢٠٢٠ مع ظهور الكورونا المستجد ١٩، احد الفيروسات التي يقال انها تحورت من السارس، الفيروس الذي ضرب العالم سابقا،لتأتي بشكل اقوي واسرع انتشارا ، وتحصد ارواح الالاف من البشر في العالم.
وبدات علامات انهيار اقتصاديات الدول تتوالي مع توالي انتشار الوباء، ووقفت الدول العظمي عاجزه تماما امام الوباء الذي استهدف الحياه والاقتصاد ومسار النمو الذي كانت تمضي فيه..
وتغيرت الاولويات والموازين .
وبينما العالم كله يخوض معركه شديده الصعوبه لتخطي الازمه ورصد الخسائر ، تتجلي لنا رؤي شديده التفاؤل من ناحيه اخري ،فيما سيشهده العالم بعد انتهاء الازمه ..
ففي المجالين الاقتصادي والسياسي، نتوقع حدوث تغيير، تصعد فيه انظمه بدلا من اخري .
نتوقع ايضا ان يقل حجم التلوث البيئي ودرجه الاحتباس الحراري ووضع الاولويات لايجاد الحلول للحد من التغيير المناخي ونقص المياه والتلوث البيئي.
بالطبع الاثار الاقتصاديه ستظهر نتائجها السلبيه علي العديد من الدول الناميه بعد انتهاء الازمه ..
اما عن مصر ..فهناك الكثير من الايجابيات المصاحبه للازمه ، منها.. تميز مصر بين دول العالم من حيث اداره الازمات والتخطيط الاستباقي لها ،واستغلال مواردها البشريه ومؤسساتها المختلفه ، بنجاح عجز عنه الجميع.
العالم كله بانتظار نظام اقتصادي جديد، سيهتم بالفئه الاولي بالرعايه، ستزيد فيه المسؤليه الاجتماعيه، والاهتمام بالتعليم والصحه والبحث العلمي والتوعيه البيئيه، اكثر من الاهتمام بالشراكات الاقتصاديه والتسليح النووي.