وكالات
شكك محللون في احتمالات تحقق التوقعات التي طرحها بنك “كريدي سويس” بشأن مستقبل الجنيه المصري.
وقال المحللون، في تصريحات خاصة لـ”العربية.نت”، إن مثل هذه التقارير في ظل الظروف الحالية وتعثر الأسواق يدعو إلى التشكيك في مصداقية هذا الطرح.
وفي الوقت الذي تترقب فيه مصر إجراء صندوق النقد الدولي لأول مراجعة بشأن التمويل الذي تم الإعلان عنه في ديسمبر الماضي، كان البنك السويسري قد كشف عن تزايد مخاوفه بشأن الاقتصاد المصري، بالتزامن مع تأخر برنامج.
وتوقع “كريدي سويس” استمرار انخفاض قيمة الجنيه ضمنيا بنسبة 30% إلى 45 جنيهاً لكل دولار.
لكن المحلل المالي نادي عزام، يرى أن التقرير يأتي في سياق الضغط على الحكومة المصرية، خاصة أنه لم يسبق أن تخلفت مصر عن سداد أي التزام خارجي سواء مستحقات أقساط أو فوائد دين.
وأشار عزام في حديثه لـ”العربية.نت”، إلى أنه لم يسبق أن تخلفت الحكومة المصرية عن سداد أي أقساط، وعلى الرغم من ذلك قامت وكالات التصنيف الائتماني بتخفيض التصنيف الائتماني لمصر، وهو ما يشير إلى ضغوط جماعية على الحكومة المصرية سواء من قبل بنوك الاستثمار أو وكالات التصنيف، خاصة أنه لا يوجد أي مبرر لإصدار تقارير تشير إلى خفض التصنيف في الوقت الحالي.
التخوف الوحيد
وأوضح عزام أن مصدر التخوف الوحيد هو تخلف مصر عن سداد أي التزام خارجي، وهذا يمكن الرد عليه بخطة الدولة بشأن برنامج الطروحات الحكومية، والأزمة تتمثل في أنه لا يمكن بيع الحصص تحت ضغط، والجميع يعرف جيداً المشاكل التي تواجه جميع الأسواق في الوقت الحالي، وبالتالي فإن الحكومة تترقب الوقت المناسب لإعادة تفعيل وتنفيذ برنامج الطروحات.
ومصر لديها مجموعة شركات في قطاعات مختلفة جاذبة للاستثمارات الأجنبية والخليجية، مثل القطاع المصرفي والبتروكيماويات والموانئ وتداول الحاويات.
وأشار عزام إلى أن الوقت الحالي لا يمكن أن يقوم فيه البنك المركزي بتحريك سعر الصرف في ظل وجود السوق السوداء، والتجارب السابقة تؤكد أنه “كلما يتم تحرير أو تخفيض قيمة الجنيه، يتم استغلال ذلك في تجدد المضاربات وبالتالي ارتفاع أسعار صرف الدولار في السوق السوداء”.
وتوقع دخول استثمارات قريبة إلى السوق المصرية، وكلما زاد حجم الاستثمار الأجنبي المباشر، زادت قوة العملة المصرية مقابل الدولار الأميركي.
في إطار التوقعات، كان بنك “سيتي غروب” قد توقع أن يؤجل البنك المركزي المصري قراره بتخفيض الجنيه حتى نهاية الشهر الحالي. وجاء هذا التوقع عكس الرهانات الأخرى التي ترجح انخفاض الجنيه بوقت أقرب.
وأوضح “سيتي غروب” في تقرير أصدره الشهر الماضي، أن حدوث انخفاض في قيمة الجنيه قبل نهاية السنة المالية التي تنتهي في 30 يونيو قد يعرقل هدف الحكومة المتمثل في تحقيق عجز في الميزانية بنسبة 6.5% وتثبيت ديون البلاد مقارنة بناتجها المحلي الإجمالي.
وأشار البنك إلى أن “المركزي” المصري سينتظر على الأرجح عائدات السياحة الوفيرة التي تصل إلى حوالي 14 مليار دولار قبل اتخاذ قرار بشأن تغيير قيمة الجنيه.
أفضل الأدوات الجاذبة
وفيما يتعلق بملف تنشيط وتحفيز الاستثمارات، يرى المحلل المالي، عمر عبد الله، أن سوق المال المصرية تعد أفضل الأدوات الجاذبة للاستثمار في الوقت الحالي، خاصة في ظل بدء الحكومة في تنفيذ برنامج الطروحات الذي يتضمن شركات ذات نتائج مالية قوية ومازالت أسعارها لا تعكس القيمة العادلة أو الحقيقية لها.
ولفت عبد الله إلى أن بعض المؤسسات المالية الدولية نصحت المستثمرين بالتحوط من آثار التضخم بشراء الأسهم المصرية.