تحدث محمد المفتي، رئيس مجلس إدارة شركةICT Misr ، عن تطورات التكنولوجيا في مختلف مناحي الحياة بما فيها القطاعات الحيوية والمالية وكذلك المدن الذكية ومتطلبات مواكبة التطور التكنولوجي والمفاضلة بين التكنولوجيات المختلفة لتحقيق أفضل الاستخدامات وأعلى درجات الحماية من الهجمات السيبرانية.
وجاء ذلك خلال استضافة محمد المفتي في واحدة من أبرز حلقات بودكاست التكنولوجيا الذي يقدمه الإعلامي أسامة كمال ويبث مباشرة عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي وعبر صفحة الإعلامي أسامة كمال على الفيس بوك، وLinkedin.
قال محمد المفتي، رئيس مجلس إدارة شركةICT Misr ، إن “الكوانتوم كمبيوتنج” كان مجرد دراسة بدأت منذ عشرين عاماً وكان جاهزاً لبدء تطبيقه لدى كثير من الشركات العالمية، ولذلك لابد من الاطلاع على كافة التطورات ليس التي تم إطلاقها فقط وإنما التكنولوجيات الجديدة قيد الدراسة لأنها ستنعكس على الحياة التطبيقية في المستقبل القريب.
وأضاف أن “الكوانتوم كمبيوتنج” لن يكون حالياً متاحاً للاستخدام المنزلي بل يتم استخدامه في مؤسسات الاستضافة والحوسبة السحابية لأنها بحاجة إلى عوامل تشغيل محددة مثل المساحات والتبريد وغير ذلك، بل هو أضخم من أن يوضع في مؤسسة واحدة.
وأكد أنه رغم التغيير والتحديث المستمر للتكنولوجيا إلا أنه يجب المرور بكل خطوات التحديث رغم علمنا بأنه دائماً سيكون هناك ما هو أحدث منها لأن استخدام التكنولوجيا بمستويات تدريجها يمنح المؤسسات والأفراد الكثير من الخبرات كما أنه بكل تأكيد يمثل إضافة جديدة مع مواكبة كل تطوير جديد، والمستخدم دائماً ما يكون متجهاً نحو التطوير بدافع المصلحة وتحقيق أفضل العوائد والاستخدامات وكذلك ربما امتثالاً لقواعد تنظيمية جديدة تفرض مواكبة التطوير.
وبحديثه عن شركة “ICT Misr” وشركة “IoT Misr” الشقيقة، أوضح أن شركة “ICT Misr” تركز على كافة خدمات ومتطلبات البنية التحتية الرقمية لجميع القطاعات ولا سيما القطاعات الرئيسية الحيوية الحكومية والمالية وما تحتاجه من مراكز بيانات وملحقاتها من عمليات تأمين سيبراني وتحليل البيانات وكذلك أنظمة الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن شركة “IoT Misr” هي كيان أخر يهتم بإنترنت الأشياء للقطاعات الصناعية والإنتاجية وكذلك المدن الذكية بما يضمن تطوير الصناعة والمدن الذكية وزيادة الإنتاج والسيطرة على التكاليف وكذلك تكنولوجيا منصات إنتاج البترول وغير ذلك من القطاعات الحيوية، وتشهد تلك المجالات في مصر قبولاً وتطويراً متسارعاً.
وأوضح أن تطور التكنولوجيا في مختلف مجالات الحياة واتصال جميع المستخدمين بالإنترنت في كافة المجالات والاستخدامات يؤدي حتماً إلى زيادة تعرض الأشخاص والأعمال إلى الهجمات السيبراني وبالتالي نجد تطوراً كبيراً وهائلاً في أدوات وآليات الحماية من الهجمات السيبرانية لا تقل انتشراً وتطوراً عمّا نشاهده من تطور الحياة التكنولوجية في جميع الأعمال والقطاعات.
ويرى أن اختراقات أجهزة الأندرويد والويندوز تكون أكثر من اختراقات أجهزة الأيفون والأبل وذلك نظراً للتكنولوجيا المستخدمة لدى كل منهما حيث إن أجهزة الأبل تعتمد على أنظمة أكثر انغلاقاً وبالتالي يندر تعرضها للاختراق بينما يعتمد الأندرويد كثيراً على المصادر المفتوحة وبالتالي يعطيه سهولة وإمكانيات استخدام أكثر بينما يكون أكثر عرضه لهجمات الاختراق السيبراني والهاكرز، وبالتالي فإن الرفاهية في الأندرويد والأمان في الأيفون.
وأكد أن الرفاهية التي تقدمها التكنولوجيا وتيسيرات الحياة وكذلك متطلبات التعامل الحتمي مع التكنولوجيا في كثير من أمور الحياة يجعلنا نتجاهل الخوف من احتمالات التعرض لعمليات اختراق سيبراني أو هجمات تكنولوجية، ولذلك فإن البشر قريباً سوف يثقون في السيارات ذاتية القيادة وسوف ينتشر استخدامها بشكل كبير مع تكرار التجربة والشعور في كل مرة بالأمان.
وذكر أن الكثير من التكنولوجيات تأخر ظهورها في حياة المصريين بسبب التخوفات الأمنية مثل الـ GPS الذي انتشر في جميع أنحاء العالم وتأخر دخوله إلى مصر، بينما اليوم يستخدمه الجميع بلا استثناء.
وعلى صعيد المفاضلة بين التكنولوجيات المختلفة خاصة على مستوى المؤسسات والشركات، أكد أنه لا يمكن النظر فقط إلى جودة وتفوق التكنولوجيا المستخدمة بينما يجب النظر إلى احتياجات المؤسسة وكذلك الجهة القائمة على تمكين وإدارة هذه التكنولوجيا ومدى كفاءة مهندسيها وأيضاً مدى تكامل التكنولوجيا المستخدمة مع كافة أنظمة المؤسسة واحتياجاتها.
وأكد أن سوق التكنولوجيا في مصر لم يشهد أي تراجع منذ عام 2015 مهما كانت الأزمات التي مرت بالسوق وجميع مقدمي خدمات التكنولوجيا من جميع أنحاء العالم لديهم تطلعات كبيرة لزيادة حجم أعمالهم داخل السوق المصري الذي يشهد نمواً مستمر حتى في فترة كورونا وفي فترة أزمة سعر الصرف، والجميع أصبح اليوم يبحث عن أفضل الخدمات حتى ولو كانت بأسعار أعلى لأن التكنولوجيا لا تقبل أي خطأ خاصة في القطاعات الحيوية.
ويرى أن السوق المصري لديه القدرة على التصدر عالمياً وإنتاج مكونات السوفت وير والتطبيقات الرقمية الخاصة به بينما على مستوى تصنيع الأجهزة فإن الأمر بحاجة إلى سنوات من التأسيس لبنية صناعية ومهارات إنتاجية وكوادر بشرية، وكل ذلك يحتاج إلى الإرادة ثم الاستثمارات المالية الضخمة وتطوير التعليم وخاصة التعليم الصناعي في مصر.