عقد مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، اجتماعا؛ لاستعراض رؤية المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بشأن توطين صناعة الهيدروجين الأخضر بالمنطقة، حيث تقدمت 3 تحالفات عالمية بعروض لإقامة مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر في منطقتي “السخنة” و”شرق بورسعيد”.
وحضر الاجتماع محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، يحيى زكي، رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، أيمن سليمان، المدير التنفيذي لصندوق مصر السيادي، خالد قاسم، مساعد وزير التنمية المحلية، شريف داوود، نائب رئيس وحدة التنمية المستدامة.
واستهل مدبولي الاجتماع بتأكيد أن الدولة المصرية تضع مشروعات توطين الهيدروجين الأخضر على أجندة أولوياتها ، لاسيما مع القرار الذي تم اتخاذه بشأن اختيار مصر لاستضافة مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ القادم COP27 خلال العام المقبل، ومن ثم فإن اجتماع اليوم يأتي لاستعراض ما تلقته المنطقة الاقتصادية لقناة السويس من عروض لإقامة مشروعات الهيدروجين الأخضر في المنطقة، مؤكدا أن هذه المشروعات تأتي في مقدمة اهتمامات الحكومة المصرية.
وخلال الاجتماع، استعرض يحيى زكي، رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، رؤية الهيئة لاجتذاب مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر، كأحد روافد الاستثمار الأجنبي المباشر، قائلا: إن الطلب العالمي خلال الفترة القصيرة المقبلة سيشهد زيادة كبيرة على الوقود منخفض الكربون، في ظل المعطيات العالمية الحالية الخاصة بخفض انبعاثات الكربون، ضمن خطط الدول للتحول نحو الاقتصاد الأخضر، ما يجعل الفرصة سانحة لوضع مصر في موقع الريادة الإقليمية في إنتاج واستخدام وتصدير الوقود الأخضر، قبيل استضافتها لقمة المناخ COP27 المقرر انعقادها عام 2022.
وأضاف أن مصر تتوافر لديها مقومات أساسية لتوطين مشروعات الهيدروجين الأخضر والتوسع فيها؛ اعتمادا على ما تتمتع به من إرادة ودعم سياسيين للتحول نحو الاقتصاد الأخضر، كما أن بلدنا لديه إمكانات هائلة لإنتاج الطاقة المتجددة بأسعار تنافسية كأحد أهم مدخلات صناعة الهيدروجين الأخضر.
وتابع: في الإطار نفسه، إن الموقع الجغرافي المتميز لمصر وقربها من قارة أوروبا، أحد أهم الأسواق المستوردة لمنتجات الطاقة النظيفة، يدعم فكرة إقامة مشروعات الهيدروجين على أرضها، مع توافر البنية التحتية اللازمة لتصدير الهيدروجين الأخضر إلى الدول الأوروبية اعتمادا على شبكة تصدير الغاز الطبيعي، فضلا عن ميزة تنافسية أخرى هي مرور نحو 15 % من حركة الملاحة العالمية عبر قناة السويس ما يتيح فرص ضخمة لرفع تنافسيتها بتحويلها إلى مركز عالمي لتموين السفن بالوقود الأخضر.
وقال زكي: إن 3 تحالفات عالمية تقدمت لإقامة مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر في منطقتي “السخنة” و”شرق بورسعيد”، وفي هذا الإطار عرض الأراضي المقترحة لإقامة هذه المشروعات، مشيرا إلى إمكانية تنفيذ المشروعات الثلاثة بالتوازي، وفي هذا السياق عرض رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس أيضا ملخصا لكل مشروع من المشروعات المقدمة من التحالفات العالمية، والاستثمارات المستهدفة به، والطاقة الانتاجية، وغيرها من مكونات المشروع.
وأشار إلى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تستهدف جذب كبريات الشركات العالمية العاملة في مجال توطين صناعة الهيدروجين الأخضر، اتساقا مع استراتيجيتها في إقامة مجتمعات صناعية متكاملة من شأنها الإسهام في رفع معدلات النمو الاقتصادي، اعتماداً على عبقرية موقعها حول قناة السويس كأهم مجرى ملاحي عالمي، وتعظيما للاستفادة من المناطق المتكاملة التابعة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في العين السخنة وشرق بورسعيد ، وارتباطها الوثيق بالموانئ المحورية حولها.
وفي هذا السياق فإن المنطقة الاقتصادية تعمل على اجتذاب مزيد من الاستثمارات الأجنبية لمصر، وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، ونقل الخبرة والتكنولوجيا العالمية لمصر، والعمل على زيادة تنافسية قناة السويس كأهم مجرى ملاحي عالمي والتخلص النظيف من المخلفات عبر إعادة تدويرها.