ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومحمد شيَّاع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، اليوم، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، أعمال الدورة الثانية للجنة العليا المصرية-العراقية المشتركة، بحضور الوزراء وكبار المسئولين من الجانبين المصري والعراقي.
واستهل رئيس الوزراء كلمته خلال اجتماع اللجنة العليا المشتركة بالترحيب بأخيه المهندس محمد شيَّاع السوداني، رئيس مجلس الوزراء بجمهورية العراق الشقيق، وأعضاء الوفد العراقي من الوزراء وكبار المسئولين في بلدهم الثاني مصر.
وقال : “أُرحب بكم دولة الرئيس في زيارتكم الثانية إلى مصر؛ لنستكمل ما تباحثنا بشأنه خلال شهر مارس الماضي خلال زيارتكم الأولى للقاهرة”.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، يُولي أهمية كبيرة للعلاقات مع جمهورية العراق، مضيفاً أن الوفدين تشرفا بلقاء الرئيس السيسي صباح اليوم، حيث أكد الرئيس خلال اللقاء حرص مصر على استقرار ونماء العراق الشقيق.
وأكد رئيس الوزراء أن مصر والعراق كانتا دومًا من مصادر القوة والاستقرار للمنطقة العربية، مشيراً إلى أنه عقد -قبل بدء مباحثات اللجنة العليا المشتركة- جلسة ثنائية مع المهندس محمد شيّاع السوداني، حيث أكد رئيسا وزراء مصر والعراق تطلعهما إلى أن تُحقق اجتماعات الدورة الحالية للجنة العليا المصرية-العراقية المشتركة نتائج ملموسة، تُسهم في مزيد من التعزيز للعلاقات المصرية-العراقية، بما يُحقق آمال الشعبين الشقيقين.
وأضاف: في هذا السياق، أَود أيضاً التأكيد على أن خصوصية العلاقات المصرية-العراقية لا تقتصر فقط على المستوى الرسمي والحكومي، وإنما تمتد إلى المستوى الشعبي، في ضوء ما يتمتع به العراق من مكانة في وجدان الشعب المصري، انطلاقًا من الروابط التاريخية الأخوية الوثيقة التي جمعت بين أرض الكنانة وبلاد الرافدين مُنذ أقدم العصور.
وقال رئيس الوزراء: إِنَّ حِرْصَ مصر على انعقاد الدورة الثانية للجنة العليا المشتركة مع العراق الشقيق، بعد أشهر قليلة من استكمال المؤسسات العراقية لكافة استحقاقاتها الدستورية، يُجسد التزامنا الراسخ بالعمل على تعزيز وتوثيق التعاون في شتى المجالات، بل والعمل الحثيث على تذليل أية عقبات قد تُعيق تحقيق المصالح المشتركة.
وأضاف: نثق في أن اجتماعنا اليوم سوف يفتح آفاقًا أوسع للتعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين، لتكون الدورة الثانية للجنة العليا المشتركة هى البداية لتفعيل المشروعات المشتركة التي تساعد في مواجهة التحديات، وتنفيذ المشروعات المهمة التي تخدم شعبينا.
وتابع: يأتي انعقاد الدورة الثانية للجنة العليا المشتركة في وقت يموج فيه العالم بشكل عام، ومنطقتنا بشكل خاص، بالعديد من التحديات والمخاطر المُعقدة على مختلف الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية.
وأضاف: تطرق فخامة الرئيس خلال لقائه بنا اليوم إلى مختلف التحديات التي تواجه المنطقة العربية، وآخرها ما تعرض له السودان الشقيق، وهذا يُلقي على كاهلنا ضرورة مساعدة هذه الدول ومحاولة استيعاب تأثيرات التحديات السلبية.
وحول مجالات التعاون مع العراق، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر لديها خبرة كبيرة في مجال البناء وإعادة الإعمار، مُشيرا إلى حجم الانجاز الهائل الذي تم في العاصمة الإدارية الجديدة، وما تم تنفيذه من شبكات الطرق والبنية التحتية والمشروعات، قائلًا: هذ الحي الحكومي مثلًا تم تنفيذه في أقل من 6 سنوات، ويوجد هنا حجم هائل من التنمية، ويوجد نماذج كثيرة من هذه المشروعات في كل أنحاء مصر، وقمنا بتنفيذ هذه المشروعات الضخمة من أجل هدفين الأول هو تحريك الاقتصاد، وتشغيل الشركات ودوران عجلة العمل، والأهم أن هذه المشروعات وفرت أكثر من 5 ملايين فرصة عمل، ما أدى إلى انخفاض معدل البطالة.
وأكد رئيس الوزراء في هذا السياق استعداد مصر لنقل تجربتها في مجالات الإعمار والمشروعات القومية الكبرى إلى العراق الشقيق، وهو ما يتفق وأولويات العراق في الوقت الراهن.
وتابع: لا يفوتني أيضاً بمناسبة اجتماعنا اليوم أن أُشير إلى ما تتيحه آلية التعاون الثلاثي التي تجمع بلدينا مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة من فرص واعدة لتعزيز الاندماج الإقليمي، التي تشهد العديد من المشروعات مثل الربط الكهربائي، والنقل، ومشروعات النفط.
وفى ختام كلمته، توجه رئيس الوزراء بالشكر لوزارة التعاون الدولى المصرية، ووزارة التجارة العراقية اللذَين يقودان عمل اللجنة المشتركة، وكذا الشكر لجميع الوزراء والخبراء الذين ساهموا في الإعداد لاجتماعات الدورة الحالية من اللجنة العليا المصرية-العراقية المشتركة، وعلى عملهم الدؤوب على مدار الفترة الماضية لمناقشة سُبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.