أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة
اجتمع قادة من مختلف أنحاء العالم في أبوظبي للمشاركة في “حوار القادة العالميين” والذي انعقد على هامش أعمال ملتقى الاستثمار السنوي في دورته الثانية عشرة في “محور الاستثمار” في مركز أبوظبي الوطني للمعارض. وقد جمع النقاش نخبة من كبار صناع القرار وقادة الفكر والخبراء من القطاعات المختلفة لمناقشة مستقبل عالم الاستثمار وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام ودعم التنوع والازدهار.
وأكّد الخبراء أن التحول النموذجي المستقبلي نحو النمو الاقتصادي المستدام سيوفر العديد من الفرص الاستثمارية في قطاعات مختلفة مثل الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة والتكنولوجيا النظيفة والبنية التحتية الخضراء، بالإضافة إلى الاستثمار في التعليم والابتكار والذي من شأنه أن يدفع النمو الاقتصادي ويدعم التنوع ويساهم في تعزيز التنمية المستدامة. وشددوا على ضرورة تحديد أولويات الاستثمارات القادرة على خلق قيمة طويلة الأجل إلى جانب معالجة التحديات البيئية والاجتماعية.
وتناول المتحدثون بعض القضايا الملحة التي تؤثر على الاقتصاد العالمي مثل التكنولوجيا المتقدمة، وتغير المناخ والتوترات الجيوسياسية، والتضخم، ومستويات الديون. كما تناولت الجلسة النقاشية فرص الاستثمار التي تساهم في تغير المشهد الاستثماري.
وركزّ الحوار في الجلسة التالثة حول الاقتصاد العالمي تحت عنوان “مستقبل الاستثمار العالمي” والتي تناولت بشكل مستفيض كيفية تعامل قادة الاقتصاد العالمي مع بعض أكبر التحديات العالمية. كما شددت على الأساليب الفعالة لتعزيز الاقتصاد العالمي، وسلطت الضوء على الخطوات التي يجب اتباعها لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة واستثمارات المحافظ لتغيير مشهد الاستثمار العالمي وتبني مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية وإشراك جميع أصحاب المصلحة لتحقيق النمو والازدهار في المستقبل.
وتم خلال اليوم الأول التشديد على أهمية الابتكار والبحث والتطوير في دفع عجلة النمو الاقتصادي والتنوع في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ومن أبرز أحداث اليوم جلسة حوارية حول التطور المستمر الذي يشهده سوق الاستثمار مع التقنيات الجديدة والأحداث العالمية وتحول سلوكيات المستهلكين. وشدد الخبراء المشاركون في الجلسة على أنه يجب على المستثمرين التكيف مع المشهد المتسارع التغيير، واستكشاف فرص جديدة والتغلب على المخاطر. وأكدوا أن مفتاح النجاح دائماً هو تحديد الاتجاهات الناشئة والاستفادة منها.
ومن أبرز الأنشطة التي شهدها الحدث تقديم لمحة سريعة حول “صندوق أبوظبي للاكتتاب. وخلال الجلسة، تم إلقاء الضوء على صندوق أبوظبي للاكتتاب وهو مبادرة مدعومة من الحكومة تهدف إلى دعم الشركات المحلية التي تسعى إلى طرح أسهمها للاكتتاب العام. وتم تقديم شرحاً حول دور وسياسات الصندوق وكيف يقدم التمويل للشركات المؤهلة لتغطية التكاليف المرتبطة بالاكتتابات العامة، مثل الرسوم القانونية ونفقات التسويق.
كما تضمن الحدث حلقة نقاشية حول تكريس استثمارات المحافظ الأجنبية نحو عالم أكثر اخضراراً، مع التركيز على المشاريع والمبادرات الحالية والمستقبلية نحو خلق مؤسسات استثمارات المحافظ الأجنبية التي تتميز بالاستدامة والتنوع.
ومن الفعاليات المهمة الأخرى لهذا اليوم كان جلسة حول “إنشاء سلاسل التوريد المرنة لتعزيز فرص النمو”، في وقت أصبح إنشاء سلاسل التوريد المرنة ذا أهمية متزايدة في مواجهة الاضطرابات التي تسببها أحداث مثل الأوبئة والكوارث الطبيعية والنزاعات التجارية. ودار النقاش حول الدور الذي تلعبه الشركات في تخفيف المخاطر وتعزيز فرص النمو من خلال تنويع الموردين وتحسين الخدمات اللوجستية وتسخير التكنولوجيا، حيث أن بناء سلاسل توريد قوية يؤدي إلى تحسين رضا العملاء وزيادة الكفاءة وتعزيز الاستدامة. وقد ركزت هذه الجلسة على الكيفية التي يمكن أن تساهم في تسهيل إنشاء سلاسل توريد أقوى من خلال الاستثمار في التقنيات المبتكرة.
وقد شهدت جميع جلسات محور الاستثمار حضوراً كبيراً ونقاشاً مستفيضاً حول مختلف القضايا المطروحة، وتخللتها حوارات مميزة قدمت الكثير من المعلومات ووفرت رؤى قيمة حول مستقبل المشهد الاستثماري العالمي والتحديات والفرص التي يقدمها.