وكالات
بات الاستثمار في الذكاء الاصطناعي أحد أهم الاستراتيجيات الرئيسية التي تتبناها الحكومات حول العالم والشركات لتعزيز النمو الاقتصادي وتحسين الحياة اليومية للمواطنين.
ويعد هذا النوع من التكنولوجيا أحد أكثر القوى العاملة المؤثرة في القرن الحادي والعشرين، وقد بدأت الحكومات في الاعتراف بقدرته على تحويل مختلف القطاعات.
أحد أبرز الأمثلة على ذلك هو استثمار المؤسسات الحكومية في دولة الإمارات المتحدة العربية في المجال، حيث تدرك الحكومة الفرص الهائلة التي يمكن أن يوفرها الذكاء الاصطناعي.
في هذا السياق، أعلنت مجموعة “ميرال” عن تعاونها مع شركة “مايكروسوفت” للاستفادة من خدمات “Azure Open AI”، وهي تعتبر ضمن أوائل المؤسسات على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تستخدم حلول الذكاء الاصطناعي الإنشائي وصانع المحتوى بكل أشكاله لتعزيز تجارب العملاء في قطاع الترفيه والاستجمام على جزيرة ياس في مدينة أبوظبي الإماراتية، إلى جانب دعم إمكانات روبوتات المحادثة وتزويد العملاء من زوّار الوجهات والتجارب الترفيهية عالمية المستوى بباقة متكاملة من الإرشادات والمعلومات المخصَّصة لهم.
وتعد مجموعة “ميرال” رائدة في مجال تطوير الوجهات والتجارب الغامرة في أبوظبي، وتسهم في نمو قطاع الترفيه والاستجمام وتعزز التنوع الاقتصادي في الإمارة. كما تعمل المجموعة على تصميم وبناء وتشغيل وإدارة وجهات متعددة من ضمنها جزيرة ياس وجزيرة السعديات، لتقدم للزوار تجارب شاملة. بالإضافة إلى أنها تعمل باستمرار على دعم وتسريع وتيرة التنوع الاقتصادي في العاصمة أبوظبي.
من جانبه، قال المدير التنفيذي للتكنولوجيا الرقمية وتكنولوجيا المعلومات في “ميرال”، رائد كحيل، خلال مقابلة اجراها مع “العربية.نت” على هامش قمة التحول الرقمي الإمارات 2023، إن “ميرال” أتمت أكثر من 1700 عملية دردشة بين الذكاء الاصطناعي والعملاء بنجاح خلال أسبوع واحد، وتم اعتماد استخدام ChatGPT لتعزيز قدرات روبوتات الدردشة الخاصة بالمحادثات الحوارية لخدمات العملاء للمرة الأولى، ليس فقط في مختلف القطاعات في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن أيضًا في قطاع السياحة والترفيه في المنطقة بأكملها.
وأضاف كحيل أن تقنية الذكاء الاصطناعي هي تقنية جديدة “بلا حدود” حيث أن نسبة تبني استخدام التقنية هي الأعلى تاريخيا.
كما أوضح أن فريق العمل متحمس للغاية حيث أن “ميرال” تسعى لإضافة خاصية آلية التعلم المستمر، وهو أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وأكثرها تطوراً وهو نوع من تقنيات التعلم الآلي الفوري من المحادثات مع العملاء لتصبح أكثر ذكاءً، ويستخدم في ابتكار المساعد الافتراضي للمحادثات الإلكترونية وخدمة المتعاملين.
وتطمح “ميرال”، بحسب كحيل، لإطلاق قدرة “بيع التذاكر”، حيث تتطلع المجموعة الإماراتية لتحويل روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي ليصبح أقوى بائع في المستقبل القريب.
تحديات الذكاء الاصطناعي
ورغم التقدم الهائل لمجال الذكاء الاصطناعي، إلا أنه يحمل أيضا تحديات ومخاطر. وقد أشار كحيل إلى أن التكيف مع هذا التغيير التكنولوجي يعد التحدي الأكبر في هذا السياق. “يتعين على الأفراد والموظفين أن يتأقلموا مع الذكاء الاصطناعي ويفهموا النتائج الفعلية والفوائد التي يمكن أن يوفرها لهم في العمل، ومع التشجيع المستمر والتدريب سيتمكنون من استخدامه بفعالية في أعمالهم اليومية”.
في هذا الإطار، كشف كحيل قيام “مايكروسوفت” بتقديم تدريبات وورش عمل للموظفين في “ميرال”. بالإضافة إلى الجهد الشخصي من قبل الموظفين في هذا الإطار.
وأضاف: “أتوقع أن الجميع سيستخدمون الذكاء الاصطناعي قريبًا جدًا ولا أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل الموظفين، ولكن الأشخاص الذين يتمتعون بخبرة في هذا المجال قد يحلوا، في المستقبل البعيد، محل الأشخاص الذين لا يمتلكون مهارات استخدام الذكاء الاصطناعي”.
التحدي الثاني، بحسب كحيل، هو قلة المهارات المتاحة فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أنه من الصعب إيجاد العديد من الخبراء في هذا المجال حاليا.
مؤشرات الأداء الرئيسية للذكاء الاصطناعي
“لا تختلف مؤشرات الأداء الرئيسية لإدارة الذكاء الاصطناعي عن المؤشرات الرئيسية لـ”ميرال” ككل والتي تتمثل بالإيرادات وتجربة العملاء ونسبة زيارة المدن الترفيهية والوجهات التابعة لنا”، وفقاً لـ كحيل.
كما أضاف: “تعمل التكنولوجيا المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى تحسين جودة تجربة العميل وبالتالي نتوقع أن تزداد الزيارات إلى المتنزهات وأماكن الترفيه التابعة لـ”ميرال”.
الميتافيرس
في الجانب الأخر، تتعاون مجموعة “ميرال” مع العديد من المؤسسات والشركات، مثل دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي والدار و”twofour54″ وشركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات و”فلاش انترتينمنت” وغيرها، لإطلاق جزيرة ياس وجهة وتجربة خاصة في عالم الميتافيرس.
سيتم إعادة تقديم وجهة واقعية متكاملة في نظام بيئي متكامل للميتافيرس لأول مرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بحسب تصريحات كحيل لـ “العربية.نت” على تكنولوجيا العالم الافتراضي أو ما يعرف بـ “الميتافيرس”، باستخدام العديد من منصات الميتافيرس الرائدة عالميًا، بما في ذلك “ساند بوكس” و”روبلوكس”، بدعم من “سوبر ليغ غيمنغ”، وهي الشركة الرائدة عالميًا في ألعاب وتجارب الميتافيرس.