وكالات
تهاوت أسعار الأسهم والسندات الأمريكية بعد أن فقدت وول ستريت الأمل في وقفة مؤكدة لحملة الاحتياطي الفيدرالي لزيادة أسعار الفائدة.
المتعاملون في عقود المقايضة يراهنون الآن على احتمال بنسبة 10% على رفع أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي القادم في شهر يونيو، بعد أن كانت هذه الاحتمالات ترجح في أوائل هذا الأسبوع توقفاً مؤقتاً عن زيادتها.
أنهى مؤشر “ستاندرد أند بورز 500” هذا الأسبوع منخفضاً بنسبة 0.3% بينما انتزع مؤشر “ناسداك 100” صعوداً بنسبة 0.6%، وفي أوائل جلسة التداول يوم الجمعة، تراجعت مكاسب الأسهم بعد أن كشف مسح مبدئي للثقة تصدره جامعة ميتشيغان أن المستهلكين يتوقعون ارتفاع الأسعار بنسبة 3.2% سنوياً على مدى الأعوام الخمسة أو العشرة المقبلة، وهو أعلى مستوى في هذه التوقعات منذ 12 عاماً.
أداء أسهم البنوك جاء ضعيفاً مع انخفاض سهم مصرف “باك ويست بانكورب” بنسبة 3%، وتراجع سهم “جيه بي مورغان تشيس” بنسبة 1.4%.
دعوة جديدة لرفع سقف الديون أطلقتها وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين أضافت إلى حالة الذعر بين المستثمرين يوم الجمعة. وقالت يلين في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرج”: “إذا عجز الكونغرس عن ذلك، فإنه يعرض تصنيفنا الائتماني إلى خطر حقيقي. لأننا سنضطر إلى التخلف عن سداد بعض التزاماتنا، سواء في سندات الخزانة أو في الأموال المخصصة للمستفيدين من شبكة الضمان الاجتماعي”.
البطالة والتضخم
المواجهة المتعلقة بسقف الديون والتعليقات المتشددة من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي حاصرت حركة الأسهم في نطاق ضيق هذا الأسبوع حيث ينتظر المستثمرون إشارة إلى أن جولة رفع سعر الفائدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي قد انتهت.
أظهرت بيانات أميركية يوم الخميس أن طلبات إعانة البطالة الأولية وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ أكتوبر 2021 بينما ارتفعت أسعار المنتجين بأقل مما توقعه الاقتصاديون، مما رفع الآمال في أن السياسة النقدية قد ظهر لها تأثير أخيراً.
قالت كاميرون داوسون، رئيسة شؤون الاستثمار في شركة “نيوإدج ويلث” (Newedge Wealth)، يوم الجمعة على “تلفزيون بلومبرج”: “هذه السوق لم تشهد تغييراً لأننا في هذا العالم نعلم أن مخاطر ركود الاقتصاد مرتفعة، لكننا لا نرى علامات تؤكده في الأرقام الحقيقية، ولهذا السبب ما زال لدينا فرص للمناورة”.
تنظر وول ستريت إلى مستوى 4200 نقطة باعتباره نقطة مقاومة رئيسية في مؤشر “ستاندرد أند بورز 500″، ويكمن الخطر في أن تتحرك السوق إلى أعلى، وفقاً لداوسون، التي قالت: “إن المؤشرات الفنية، وحالة الثقة قد يدفعاننا فوق ذلك المستوى ويجعلان الأثر السلبي للتداول أشد وطأة”.
ما زال التضخم مرتفعاً للغاية، بحسب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستان غولسبي في مقابلة مع “هيئة الإذاعة العامة” (PBS)، الذي قال: “إننا لا نريد سقوطاً عنيفاً ومدوياً إلى أسفل. لذلك نحن نحاول تحقيق التوازن- هل نستطيع إبطاء وتيرة التضخم دون أن ندفع الاقتصاد إلى الركود؟”.
ارتفاع الدولار والسندات
جاءت تعليقات جولسبي بعد تصريحات عضوة مجلس الحكام في بنك الاحتياطي الفيدرالي ميشيل بومان التي قالت إن البنك المركزي سيحتاج على الأرجح إلى رفع أسعار الفائدة أكثر إذا لم تهدأ ضغوط الأسعار.
ارتفعت العوائد على سندات الخزانة لأجل عامين، التي تتسم بحساسية خاصة للسياسة النقدية، إلى 3.99%، بينما ارتفعت عوائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 3.46% يوم الجمعة.
تفوق أداء أسهم الطاقة الشمسية مع شركة “فيرست سولار” (First Solar)، التي قادت ارتفاعاً بعد توجيهات جديدة بشأن زيادة الائتمان الضريبي للطاقة النظيفة.
حقق الدولار الأمريكي أكبر مكاسبه الأسبوعية منذ فبراير حيث أقبل المستثمرون عليه كملاذ آمن بينما انخفض سعر عملة “بتكوين” إلى أقل من 27000 دولار.
في الأسواق الناشئة، يتحول الاهتمام إلى الانتخابات التركية يوم الأحد. فارتفعت أسهم البنوك في إسطنبول، مسجلة أفضل أداء أسبوعي لها منذ عام 2002، عندما صعد حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان إلى السلطة. ويتوقع بعض المستثمرين أن تستعيد المعارضة السياسة النقدية التقليدية إذا فازت بالسلطة.