تفقد الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، سير العمل بمشروع سد ومحطة “جوليوس نيريرى” الكهرومائية، والذى يُنفذه التحالف المصرى لشركتى “المقاولون العرب – السويدى إليكتريك”، على نهر روفيجى، بتنزانيا.
جاء ذلك برفقة السفير شريف عبدالحميد إسماعيل، سفير مصر بتنزانيا، واللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزى للتعمير، وأحمد العصار، رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، وأحمد السويدى، الرئيس التنفيذى لشركة السويدي إلكتريك، ومسئولو التحالف.
وأكد وزير الإسكان أن الدولة المصرية تولى اهتماما كبيرا بتنفيذ هذا المشروع الضخم، الذى يجسد العلاقات المتميزة بين مصر وتنزانيا، ويتم متابعة المشروع بشكل دورى من الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، نظراً للدور المنتظر للسد والمحطة في توفير الطاقة الكهربائية اللازمة لجمهورية تنزانيا، والسيطرة على فيضان نهر روفيجي، والحفاظ على البيئة، موضحاً أن هذا المشروع يؤكد قدرة وإمكانات الشركات المصرية فى تنفيذ المشروعات الكبرى، وخاصة لأشقائنا في قارة أفريقيا.
وأوضح الوزير أن تلك الزيارة تأتى فى إطار المتابعة الميدانية المستمرة لسير العمل على أرض الواقع بمشروع سد ومحطة “جوليوس نيريرى” الكهرومائية، ونقل رسالة إلى المسئولين التنزانيين، تؤكد اهتمام الدولة المصرية بهذا المشروع، من أجل تحقيق التنمية لأشقائنا بدولة تنزانيا.
وتجول الدكتور عاصم الجزار، ومرافقوه، بمكونات المشروع المختلفة، واستمع إلى شرح تفصيلي عن تقدم الأعمال بالمشروع، حيث بلغت نسبة تنفيذ السد الرئيسى 100 %، ومحطة التوليد الكهرومائية، 77 %، وأعمال المأخذ، 100 %، و3 أنفاق لمرور المياه اللازمة إلى مبنى التوربينات، 100 %، ومحطة ربط للكهرباء، 99 %، و4 سدود فرعية لتكوين الخزان المائي، 95 %، وكوبرى خرسانى دائم على نهر روفيجى، 100 %، وإنشاء طرق دائمة لتسهيل الحركة وربط مكونات المشروع، 60 %، والمعسكر الدائم للعميل بنسبة 98 %.
وأشار وزير الإسكان إلى أن مشروع سد ومحطة “جوليوس نيريرى” الكهرومائية، يشمل إنشاء سد بطول 1025 متراً، وتم الانتهاء منه، وتصل السعة التخزينية لبحيرة السد إلى ٣٤ مليار م3، ومحطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2115 ميجا وات، وتقع المحطة على جانب نهر روفيجي فى محمية طبيعية بمنطقة “مورغورو” جنوب غرب مدينة دار السلام (العاصمة التجارية) وأكبر مدن دولة تنزانيا، وتم حتى الآن تخزين 14 مليار متر مكعب من المياه ببحيرة السد، ووصل منسوب المياه إلى 164 متراً من سطح البحر، حيث إن الحد الأدنى لمنسوب تشغيل التوربينات 163 متراً من سطح البحر، وتمت تجربة تشغيل البوابات الرئيسية للسد.
وأوضح مسئولو التحالف المصري المُنفذ للمشروع، أن كمية الخرسانة فى السد الرئيسي بلغت 1.4 مليون م3 من الخرسانة المدموكة، وتم تركيب البوابات الرئيسية للسد، وجار تنفيذ أعمال التشطيب والاختبار، كما أن العمل فى المآخذ الرئيسية للقنوات الموصلة للمياه لمبنى التوربينات، يسير وفق المعدلات المخططة، حيث تم إنهاء شق القنوات الرئيسية داخل الجبل بأطوال جاوزت 1500 متر، وتم الانتهاء من أعمال التبطين الخرساني للـ3 قنوات الرئيسية، وتم تركيب وتجميع جميع بوابات المأخذ، وتسير الأعمال الخاصة بالسدود الفرعية طبقا للمعدلات المخطط لها، حيث بلغت كمية الردم المستخدمة 5.5 مليون م3، بجانب 350 ألف م3 من الخرسانات، وتم الانتهاء من أعمال الجسم الرئيسي للسدود الركامية (2 – 3 – 4)، وجار الانتهاء من الفرعي الخرساني رقم 1.
وأضاف مسئولو التحالف المصري المُنفذ للمشروع: يجرى العمل بالهيكل الرئيسي لمبنى التوربينات، والذى يعد من أهم وحدات المشروع، حيث تم إنهاء الأعمال المدنية لمبنى تجميع التوربينات (Erection Bay)، وتم تثبيت 3 أوناش عملاقة، وصلت حمولتها إلى 400 طن للونش الواحد، تمهيدا لاستقبال الوحدات الرئيسية للتوربينات، كما يجرى حالياً تركيب الأجزاء المُوَرَدَةِ من التوربينات، وهي الأعمال التي يتم تنفيذها وفق أعلى مستويات الجودة المطلوبة، ويجرى تركيب 9 توربينات، وتم الانتهاء من تركيب المحولات لعدد 27 محولا وأبراج وخطوط الربط بين محطة مبنى التوربينات ومحطة الربط، كما تم الانتهاء من المرحلة الأولى للأعمال الخرسانية، وجار الانتهاء من التشطيبات الداخلية والخارجية للمبني.
وأشاروا إلى أنه تم الانتهاء من أعمال الكوبري الرئيسي الرابط بين ضفتي نهر روفيجي، والذي يعد أحد أهم العناصر الرئيسية في مشروع سد جوليوس نيريري، نظراً لما يمثله من أهمية لنقل الأجزاء الخاصة بالتوربينات ذات الأحجام والأوزان الكبيرة، ولذا فإن هذا الكوبري يعد أكبر كوبري في تنزانيا، من حيث الحمولة، حيث يسمح بمرور حمولات تصل إلى 300 طن، ويبلغ طوله 250 متراً، ويقام على عمودين فقط بارتفاع يتجاوز 50 متراً فوق سطح النهر، مما يجعل هذا الكوبري أحد أهم المعالم الإنشائية في البلاد، خاصة أنه سيكون أحد الأجزاء الرئيسية في الطريق الدولي الرابط بين تنزانيا وموزمبيق.
تجدر الإشارة إلى أن التحالف المصري “شركة المقاولون العرب” و”شركة السويدى إليكتريك”، المُنفذ للمشروع، وقع في ديسمبر ٢٠١٨، بحضور رئيس جمهورية تنزانيا الاتحادية السابق، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، عقداً بقيمة 2.9 مليار دولار، في دار السلام بتنزانيا، لتنفيذ مشروع بناء سد، ومحطة توليد كهرومائية بقدرة 2115 ميجاوات، على نهر روفيجي بتنزانيا، بهدف توليد 6307 آلاف ميجاوات / ساعة سنوياً، تكفي استهلاك حوالي 17 مليون أسرة تنزانية، كما يتحكم السد في الفيضان لحماية البيئة المحيطة من مخاطر السيول والمستنقعات، ولتخزين حوالي 34 مليار م3 من المياه في بحيرة مُستحدثة بما يضمن توافر المياه بشكل دائم على مدار العام لأغراض الزراعة، والحفاظ على الحياة البرية المحيطة في واحدة من أكبر الغابات في قارة أفريقيا والعالم.